الوحدة نيوز/ خاص
توقع باحثون استئناف مباحثات السلام اليمنية مجدداً في الكويت، في هذا الظرف، أو نقلها إلى جهة جديدة بطلب وإيعاز سعودي مباشر، بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعصف باليمن، منذ حوالي عامين، وفقاً لخارطة الطريق المرتكزة على المرجعيات الأساسية، بعد قناعة الفاعلين الدوليين استحالة الحسم العسكري.
وأكد الباحث ماجد سراج ” أن قيام الأطراف اليمنية بإنجاز عريضة تفاهم واتفاق مع المبعوث الأممي ولد الشيخ على بعض الرؤى والحلول المطروحة والمعلنة، لتنفيذ النقاط الخمس التي وردت نصاً في القرار الأممي 2216، في ضوء المرجعيات المتفق عليها للحل السياسي في اليمن، يعتبر انتصار للقوى الوطنية الصامدة لناحية وقف الحرب والحصار وتفويت الفرصة على القوى الاقليمية والدولية من تحقيق أجنداتها في اليمن وضمان وحدة وسلامة أراضيه”.
وأشار سراج في رؤية تقييمية تلقتها “الوحدة نيوز” حول” سيناريوهات التسوية السياسية” على أنه “يمكن التنبؤ بسيناريوهات محددة للمباحثات السياسية و المبادرات التي قُدمت والتي تهدف في الظاهر الى حلحلة الموقف وايجاد بيئة مناسبة لإرساء اسس السلام المنشود؛ فمن خلال متابعة جلسات المباحثات واستقراء تدفق التصريحات الأخيرة المتبادلة بشأن خارطة الطريق التي تقدم بها ولد الشيخ ومبادرة كيري التي عززت القناعة لدى الفاعلين الدوليين باستحالة الحسم العسكري والوضع القائم الآن على الأرض، يمكن التنبؤ بسيناريوهين مُمكن حدوثهما وقريبات من الواقع، الأول: النجاح الشكلي والنظري للمباحثات والمبادرات المختلفة التي قُدمت؛ بحيث تُنجز الأطراف مع المبعوث الأممي ولد الشيخ عريضة تفاهم واتفاق على بعض الرؤى والحلول المطروحة والمعلنة، لتنفيذ النقاط الخمس التي وردت نصاً في القرار الأممي 2216، في ضوء المرجعيات المتفق عليها للحل السياسي في اليمن مع إعادة النظر في التراتبية الاجرائية التي نص عليها القرار الاممي، وهذا السيناريو قد يحقق انتصار شكلي ظاهر للتحالف في اليمن من خلال إعطاء التحالف صك غفران وتبرأة لكل ما اقترفه من جرائم, لكن مؤداه ومعطياته على المدى الطويل يعتبر في حقيقته انتصار للقوى الوطنية الصامدة لناحية وقف الحرب والحصار وتفويت الفرصة على القوى الاقليمية والدولية من تحقيق أجنداتها في اليمن وضمان وحدة وسلامة أراضي اليمن”.
ويبين سراج أن السيناريو الثاني يتضمن” الفشل الكلي أو الجزئي للمباحثات، بحيث تفشل الأمم المتحدة والأطراف المتحاورة في الوصول إلى صيغة يتم التوافق بشأنها حول تنفيذ النقاط الخمس، وعدم التوصل في هذا الإطار الى نقطة اتفاق بشأن إيقاف الحرب وإحياء واستئناف العملية السياسية في اليمن، وفي هذه الحالة يفرض فشل المباحثات الجزئي أو الكلي أحد الاحتمالين، إما فشل المباحثات وتأجيلها إلى حين غير محدد، وهو ما يعني الابقاء على حالة الحصار والقصف ومحاولات التقدم العسكري وهو ما يمثل استنزاف للقوى المشاركة في العدوان وتعاظم لخسائرها المادية والبشرية الكبيرة والتي بدأت تظهر في مؤشرات الاقتصاد السعودي المتهاوي وتنامي وزيادة عدد قتلى الجيش السعودي ومرتزقته بالإضافة الى عقد المزيد من صفقات السلاح مع الغرب الامر الذي يثقل كاهل الخزينة السعودية, وفي المقابل زيادة الضغط على الاقتصاد اليمني وزيادة الخسائر البشرية في صفوف المدنيين وتدمير للبني التحتية والاقتصادية، وإما فشل المباحثات والمبادرات وارتفاع وتيرة القصف والتوسع في الحرب، ما يعني عودة الطرفين لمحاولة تحقيق انتصارات ميدانية على الأرض، وهو سيناريو لا شك يصب في مصلحة الجهة والطرف الأكثر صموداً على الأرض وسيعدل الكفة لصالحها، وقد تقود الحرب القادمة إلى مفاوضات استسلام الطرف المنهزم لصالح الطرف الأقوى, والذي سيحدده معيار الحق والقدرة على الصمود, ومن المحتمل في هذا الظرف أن يتم استئناف المباحثات والمشاورات وعقدها في الكويت لمرة أخرى، أو نقلها إلى جهة جديدة بطلب وإيعاز سعودي مباشر”.
في السياق جددت الكويت موقفها الداعم لجهود المبعوث الخاص إلى اليمن وخارطة الطريق المرتكزة على المرجعيات الأساسية لحل الأزمة في اليمن.
جاء ذلك خلال للقاء وزير الخارجية الكويتي” صباح خالد الحمد الصباح” اليوم الأحد المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ في قصر بيان بمناسبة زيارته للكويت.
وأكد صباح الخالد على موقف دولة الكويت الداعم لجهود المبعوث الخاص وخارطة الطريق المرتكزة على المرجعيات الأساسية وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الامن ذات الصلة لاسيما القرار (2216).
الى ذلك أكدت روسيا، اليوم الأحد، أهمية التوصل إلى حل سلمي للأزمة التي تعصف باليمن، منذ حوالي عامين.
وأكد السفير الروسي لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين على أهمية التوصل إلى حل سلمي ينهي الحرب ويخفف من معاناة الشعب اليمني.
سيناريوهات حل الأزمة اليمنية بعد استحالة الحسم العسكري
التصنيفات: أخبار وتقارير,الشارع السياسي