نشر موقع ويكيليكس أكثر من 500 وثيقة صادرة من السفارة الأمريكية في اليمن، تشير تلك الوثائق إلى قيام واشنطن بتزويد السلطات اليمنية بالأسلحة لعدة سنوات، قبل أن يبدأ النزاع المسلح في البلاد.
ويتضمن هذا “الملف اليمني” إثباتات موثقة تؤكد أن الولايات المتحدة قامت بتسليح وتدريب وتمويل القوات المسلحة اليمنية في السنوات عندما جرى التحضير للحرب الحالية. وتضمنت قائمة الأسلحة، الطائرات والسفن ووسائط النقل، وقامت الولايات المتحدة بتزويد اليمن كذلك بأجهزة بيومترية لتحديد الهوية.
“سبوتنيك” أجرت حواراً مع عضو الأمانة العامة لجماعة “أنصار الله”، محمد البخيتي، للتعليق على محتوى هذه الوثائق، والهدف من نشرها في هذا التوقيت. وإلى نص الحوار:
سبوتنيك: السيد محمد البخيتي، ما هي أهمية نشر هذه الوثائق، وهل توقيت نشرها يفيد النزاع الدائر في اليمن أم يضره؟
البخيتي: بخصوص الدعم الأمريكي للنظام اليمني، كنا على علم به، وكان الهدف منه إقصاء جماعة أنصار الله وشرائح واسعة من المجتمع اليمني من المشاركة السياسية، ونشر هذه الوثائق يرفع درجة الوعي لدى المواطن، وتبصره بالمشروع الأمريكي الساعي إلى إثارة التناقضات في كل المناطق بين الدول، أو بين أبناء الوطن الواحد، من أجل التدخل وفرض أجندتها.
البخيتي: بخصوص الدعم الأمريكي للنظام اليمني، كنا على علم به، وكان الهدف منه إقصاء جماعة أنصار الله وشرائح واسعة من المجتمع اليمني من المشاركة السياسية، ونشر هذه الوثائق يرفع درجة الوعي لدى المواطن، وتبصره بالمشروع الأمريكي الساعي إلى إثارة التناقضات في كل المناطق بين الدول، أو بين أبناء الوطن الواحد، من أجل التدخل وفرض أجندتها.
سبوتنيك: ذكر مؤسس “ويكيليكس” جوليان أسانج، أن اليمن يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة، حيث يتم نقل أكثر من 11% من صادرات النفط العالمي عبر قناة السويس مرورا بمضيق باب المندب، الذي يشرف عليه اليمن، فهل سيطرة أمريكا على تلك الحصة من النفط قد تكون الدافع وراء تأجيج الصراع في اليمن، وتغذية طرفي الصراع بالسلاح؟
البخيتي: ليس بالضرورة أن تخدم الاستراتيجية الأمريكية أهدافها ومصالحها، كونها استراتيجيات غير أخلاقية، تؤدي إلى ردود أفعال ضد الولايات المتحدة، ولكن الحسابات الاستراتيجية الأمريكية دائما من أجل الهيمنة لا المصلحة، ودائما ما يترتب على السعي نحو الهيمنة الكثير من الخسائر، ولا يوجد لدى “أنصار الله” أو أي من القوى السياسية نية لإعاقة الملاحة عبر مضيق باب المندب لما له من أهمية لكل دول المنطقة، وبالتالي نحن أحرص على سلامة الملاحة في المضيق، وخصوصا أن اليمن لديه طموح في عودة العمل بـ”ميناء عدن” بطاقته القصوى، والتدخل الأمريكي في اليمن هو من أجل السيطرة على المضيق، والهيمنة على العملية السياسية الداخلية، لاستبعاد أي مكون لديه وعي بخطورة المشروع الأمريكي ومناهض لإسرائيل.
سبوتنيك: هل قامت الولايات المتحدة بتأجيج الصراع بين الأطراف اليمنية من أجل جني أرباح من حصيلة بيع السلاح؟
البخيتي: بالفعل الولايات المتحدة تحقق مصالح عديدة من تأجيج الصراع، فبخلاف ما ذكرناه سابقا، فهي تجني أرباحا طائلة من حصيلة بيع السلاح لأطراف بعينها داخل اليمن، وكذلك لقوات التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات.
سبوتنيك: شدد جوليان أسانج على أن تغطية الحرب اليمنية باللغة الإنجليزية قليلة، وذلك على الرغم من قيام الولايات المتحدة بتوريد الأسلحة والقنابل، وتورطها في القتال الدائر، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
البخيتي: طبعا للأسف الشديد أغلب وسائل الإعلام العالمية تابعة لأمريكا والغرب وحلفائهم في المنطقة، والوسائل الإعلامية غير الحكومية تابعة للمستثمرين الكبار، والذين تتفق مصالحهم مع المصالح الأمريكية، وبالتالي تم تغييب القضية اليمنية لأنها قضية عادلة وبها مظلومية شديدة، وعندما يدرك المواطن الأمريكي حقيقة الحرب في اليمن سيكون له موقف مغاير عن موقف حكومته.
سبوتنيك: تشير فترة تحرير تلك الوثائق إلى فترة شغل هيلاري كلينتون منصب وزيرة الخارجية، وهي التي كانت قد اعترفت -في مذكراتها- أنها المهندس المسؤول عما يسمى بـ”ثورات الربيع العربي”، وها هي وثائق ويكيليكس تثبت صحة ذلك، فهل ستطالبون بمحاكمتها على تسببها في الحرب التي أدت إلى مقتل وجرح آلاف اليمنيين وتهجير ونزوح 3.5 مليون يمني، وهل تتوقعون محاكمتها، خصوصا بعد خسارتها الانتخابات الرئاسية أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب؟
البخيتي: العدوان على اليمن غير مبرر، والدور الأمريكي كبير، وخصوصا وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وسيأتي اليوم الذي يتمكن فيه الشعب اليمني من المطالبة بمحاكمة كل من وقفوا وراء هذه الجريمة، وهذا حق لأهالي الضحايا، وهو نفس موقف جماعة أنصار الله. سبوتنيك: أخيرا، ما هو رد الفعل المتوقع من قبل جماعة أنصار الله تجاه تلك التسريبات؟ البخيتي: نحن الآن في حالة مواجهة عسكرية وإعلامية شرسة نستنفذ كل طاقاتنا فيها، وبالتالي لن نضيف جديدا، ولكن هذه الوثائق كشفت للمغرر بهم، والذين كانوا يحاولون تبرئة أمريكا، حقيقة الموقف الأمريكي، ونطالب وسائل الإعلام التابعة للقوى الوطنية أن تنشر هذه الوثائق لتوعية الشعب اليمني، وننتظر من منظمات الخارج وبعض الدول التي تساند العدوان ضد اليمن تغيير مواقفها، لكننا أيضا لا نعول على ذلك