تعد مجزرة الصالة الكبرى صورة مجسمة لعشرات المجازر التي ارتكبها العدوان السعودي الأمريكي منذ 26/مارس/2015، ففيها شاهد العالم ومدعو “الحياد” من اليمنيين التعطش السعودي للدم اليمني واحتقاره لكل الموانع الدينية والقانونية وإدمانه الإنكار والكذب.
حدثت مجزرة الصالة الكبرى بعد يوم من إحياء أهالي سنبان وقرية الخربة الذكرى السنوية الأولى لمجزرة عرس سنبان، وهي المجزرة الوحيدة التي تم إحياء ذكراها والتعهد للشهداء بملاحقة الجناة بكل الوسائل وهو ما ينبغي أن يكون بشأن كل مجازر العدو صغيرة كانت أم كبيرة.
لقد أحسن ذوو شهداء الصالة الكبرى والجهات الرسمية في إحياء أربعينيتهم اليوم ولكن من المهم أن تحيا ذكرى المجزرة كل سنة بما يليق بها وأن ترمز إلى كل المجازر وهذا ليس من أجل الشهداء فحسب بل من أجل الأحياء الحاليين والأجيال القادمة .
ذكر المحامي محمد المسوري يوم أمس في حديث لإذاعة صنعاء أن أحد الأشخاص تقاعس عن الذهاب إلى النيابة لتسجيل أقواله كونه ابن أحد شهداء الصالة بحجة أن والده كان محايدا وأنه سيسير على نهج والده وهذا مثل على ما ألحقه التوغل السعودي خلال العقود الماضية من خراب في عقول وضمائر بعض اليمنيين. ولما للنظام السعودي من خبرات في تجويف وعي الشعوب العربية وتخريب ذاكرتها التاريخية وخاصة الشعب اليمني فلا نستغرب إذا رأينا بعد انتهاء العدوان مراكز أبحاث وناشطين ودعاة سلام ووسائل إعلام تعمل على التغطية على جرائم السعودية ودعوة اليمنيين إلى النسيان بحجة الحاجة إلى تقوية روابط الدين والجيرة والعروبة وهي الروابط التي لم تردع أكلة لحوم البشر في النظام السعودي عن شن هذه الحرب الإجرامية التي اظهرت حقدا لم يسبق له نظير. ولنا في الأعوام الماضية أمثلة تذكرنا بمن سخروا أنفسهم لتحسين الوجه السعودي القبيح، فعندما كتب الدكتور أبو بكر السقاف مقالا يندد بالمحرقة التي راح ضحيتها عدد من العمال اليمنيين على يد الأمن السعودي في خميس مشيط عام 2008 انبرى للرد عليه أستاذ بجامعة صنعاء متهما السقاف بأنه يصفي حساباته مع السعودية بدوافع يسارية ويسيء إلى العلاقة بين البلدين
وعندما أعتدت السعودية بطيرانها على صعدة في الحرب السادسة وأرتكبت جرائم مشابهة لما ترتكبه اليوم وأخذ المعتدى عليهم برد العدوان في الحدود أطل علينا أستاذ بجامعة صنعاء عبر ال bbc منددا بدفاع من أسماهم بالحوثيين عن أنفسهم معتبرا ردهم على السعودية انتحارا سياسيا.
في الأيام الأخيرة لتلك الحرب عاد الأمير سلطان وزير الدفاع من رحلته العلاجية لكن أحد أعضاء قيادة نقابة الصحفيين كتب، وبكل وقاحة معاتبا مسؤول اللجنة الخاصة أي الأمير سلطان لأنه عاد إلى الرياض مباشرة ولم يعد إلى صنعاء قبل الرياض ليرى الشعب اليمني كيف يحب قائده ويحتفي به.
هذه نماذج من النخبة المثقفة، أساتذة جامعة وصحفي فما بالكم بمن يقوم بأعمال تخريبية في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع لمحو ذاكرة اليمنيين وقد نجح كثيرا في العقود الماضية حتى أن الأجيال الحالية لا تعرف ما فعلته السعودية في اليمن منذ سبتمبر 1962.
لتكن ذكرى مجزرة الصالة الكبرى وكل المجازر ناقوسا يوقظ فينا الحس التاريخي ويذكرنا بدرب الآلام الذي عبرناه منذ بداية هذا العدوان لكي نستفيد الدروس اللازمة لجعل وطننا أكثر منعة وجعل العدو السعودي يفكر ألف مرة قبل أن تسول له نفسه الأمارة بالسوء بالإعتداء عليه مرة ثانية .
د.أحمد الصعدي: كل اليمن الصالة الكبرى
التصنيفات: أقــلام