لعبت الإنتخابات الأمريكية دوراً مهماً في تغيير المسار السياسي في الشرق الأوسط ، فالجميع يعتبر أن ترامب سيغير الخطة الأمريكية في المنطقة ، و البعض الآخر تأسف على خسارة كلينتون ، و تقبل الصدمة ريثما تتوضح النوايا الجديدة عند الرئيس الجديد ، بينما يرى البعض أن تصريحات ترامب أثناء الإنتخابات ، كانت تعبر عن خططه السياسية في الشرق الأوسط ، بيد أن الأمر قد يختلف بعد إعلان فوزه بشكل نهائي ، أي ليس من مصلحته معاداة دول الشرق الاوسط ، و لكن تبقى القضية السورية أكثر حساسية ، و خصوصاً بعد إعلان روسيا بدء معركة حلب الكبرى و ذلك لتطهير حلب بشكل كامل من الإرهاب ، و هذا ما جعل تصريح أوباما الأخير أكثر تعقيداً لإصراره على إتهام إيران و روسيا بدعم النظام السوري ، و سرعان ما أفصح أن سوريا ليست ليبيا ، أي لا يمكن التعامل مع الأزمة السورية بالحل العسكري ، و إنما يكمن الحل في التوافق السياسي ، و من جهة أخرى نرى تغير المواقف العربية رويداً رويداً و بالأخص ، موقف وزير الخارجية التونسي حول ان ما يجري في سوريا هو صراع دولي ، و أنه يأمل بعد فوز ترامب أن يحصل إتفاق روسي أمريكي لحل هذا الصراع ، و ما يزيد الأمر وضوحاً هو محاولة روسيا إنهاء معركة حلب بأسرع وقت ممكن ، و ذلك يكون لصالحها في التفاوض مع أمريكا ، وأما عن وضع الموصل التي تقترب من إعلان تحرير المدينة بشكل كامل من هذا التنظيم الإرهابي ، و كذلك معركة الرقة المرتبطة من عدة جهات بمعركة الموصل ، كالترابط الجغرافي الذي سيجعل داعش بين فكي الكماشة ، و هكذا يتم إنهاء هذا الطاعون من كل المنطقة ، و أما عن ليبيا ، ثاني معاقل هذا التنظيم ، فقد أكدت المعلومات الأخيرة ، أن الخلاف السياسي في الساحة السياسية الليبية أدى إلى توتر الأوضاع و هذا ما يجعل هذه الجماعات التكفيرية تستغل الفوضى السياسية لاستعادةقواها من جديد ، و ما زال هناك فرصة كبيرة للقضاء على كل جذور الإرهاب ، و ذلك عبر التوافق بين جميع الأطراف و توحيد القوى و هذا ما تسعى إليه تونس لإنهاء معاناة الليبيين ، و تمكين الطوق الأمني الذي يمنع تسلل الإرهابيين عبر الحدود .
“الرأي التونسي”