في عالم التسويق والبزنس بديهيات منها أن الإنسان الساخر هو الشخص الوحيد الذي لن يشتري منك سلعتك ولن تتمكن من إقناعه بأي وسيلة من الوسائل بجودة منتجك..
لا يختلف الأمر في عالم الكتابة كثيراً فالكتاب الساخرون على مر التاريخ لم يقنعهم شيء في هذه الحياة بجودته إلى حد يجعل برنادشو يقابل جائزة نوبل بالرفض والسخرية ويجعله يقول “سر النجاح أن تهاجم أكبر عدد ممكن من الناس”..
السخرية لدى الكاتب الساخر غاية وليست وسيلة؛ هكذا يعتبرها الكثير لكن أن يأتي من يعتقد في مقولات مفطوري القلب الذين يقابلون كل شيء بسخرية حتى لا يموتون حزناً وكمدا فهذه مصيبة أكبر..
عندما قرأت ما يبعث لي كتابة هذا المقال وهو مقالة لمروان الغفوري نشرها منذ يومين ونصب نفسه قاضياً وأخذ يحاكم الناس ويضعهم في الميزان بطريقة ساخرة ..
فكرت بجدية في إمكانياته وسيرته الفنية العظيمة ووضعها تحت المجهر ذاته الذي أخذ من خلاله يقيم الناس..
يعتبر مروان التكبر فضيلة ومبرر جيد لترويج المنتوج العلمي والفني وهذه فضيلة الشيطان الوحيدة..
يعتبر اليمني يعاني من عقدة نقص فيهاب المطارات والوقوف على خشبات المسارح فيتعثر ويتصبب عرقاً.. لكنه لا يفهم أن إعطاء حقنة لمريض أسهل جداً من خوض هذه التجربة..
يهاجم النساء مروان بطريقة حداثية تعبر عن حسد للنساء ولعل هذا شذوذ نفسي وربما جسدي لا أعرف لكن إن لم يكن كذلك فهو تعبير عن آخر اختراعات التيار الثالث الديني الذي لا يعتمد اللحية في الشكل ولكن يعتمدها في الفكر.. فكرته بدت هكذا في المقال بشعة ولها لحية غير نظيفة وتتأبط ساطوراً..
أقول ذلك لأنها بدت ناقمة على سهى الطيبة صاحبة الصوت الجميل والروح الأجمل والتي حتما يفتقر إليها لكن وإن نازعته نفسه على تقبل ذلك أو قوله فاللحية الفكرية لن تمنحه أدنى فرصة لفعلها .. لأن صوت المرأة عورة وملعونة إن علا ورفعت أذاناً فكيف إذا غنت..
ماذا حقق مروان في حياته غير روايات مونودرامية لشخصية يتمية تعبر عنه وعن أفكاره فقط وهي أضيق مثل حياته من تقبل رأي آخر وأظلم من ليلة صومالية في صنعاء ..
مروان يغفل عن أن المونودراما فن مسرحي وربما الشعر أيضا يقبل ذلك لكن كرواية فذلك ما يبطل الفكرة التي يجب أن تقوم عليها..
لم نعرفك إلا ساخطا ناقما على الوطن وأهله ولو كنت أنثى لاعتبرت حبوب منع الحمل سببا في هذه العصبية وحقا لا أعرف سببا لذلك..
من تتحدث عنهم في مقالاتك ثم تضيف قصتك مع الحوثيين حتى لا يجرؤ أحد على الرد عليها حتى لا يظن الآخرون أنه حوثي طريقة فيها إرتزاق وابتذال بوضوح..
لكن أقول أن ساعة الصفر ستبدأ عندما تتوقف نفاياتك الفكرية عن تلويث الشارع الثقافي والصحفي في اليمن..
عليك أن تفهم أن سر النجاح هو أن تحب أكبر عدد ممكن من الناس وليس أن تهاجمهم..