600 يوم من العدوان على مهد العرب فعل فيها العدوان مباشرة ما لم يفعله اي مجرمون بحق شعب بعد العالمية الثانية .
قتلوا الناس المدنيين في منازلهم و اسواقهم و اعراسهم ومآتمهم وجزرهم و مخيمات نزوحهم ومستشفياتهم ومدارسهم وغير ذلك من حرماتهم .
دمروا فيها البنى التحتية والاقتصادية العامة والخاصة هكذا بشهوة تدمير وإنتقام دون ضرورة أو حاجة عسكرية .
حاصروا الناس جميعا في واحدة من اسوء صور العقاب الجماعي ومنعوا عنه وصول كفايات ادارة حياته ومنعوه من معالجة مرضاه و من قضاء مختلف حوائجه، وتركوا اليمنيين هائمين بأمراضهم وطلابهم و نسائهم وشيوخهم هائمون عالقون في مطارات العالم وعواصمها .
فعلوا، وفعلوا، وفعلوا، في 600 يوم من اعتى عدوان همجي بربري وحشي و ارهابي بكل ما تحمله كلمة ارهابي من معنى .
وفعل فيها العدوان بصورة غير مباشرة ماهو اسوء فعمل على تفجير الازمة بين اليمنيين التي كان يمكن تداركها واحتواء اثارها بشكل او بأخر، و دفع باليمنيين ليقتتلوا بعضهم في مواجهات من اشرس المواجهات اكلت منهم الالاف، وليس ذلك كل قبحها بل كان منها ما يدور على روؤس المدنيين و ذهب المئات منهم ضحية هذا الصراع الذي غذاه العدوان و قطع كل السبل لتلافيه .
600 يوم تعرت فيها كل قيم الدين و العروبة و القيم والاخلاق و الانسانية، تعرت كاشفة عن قبح لا يضاهيه قبح من اتجار بشعب و من مزايدة بمصير بلد ومن لا مبالاة بحياة بشر و من تلون بمصير مدنيين و من تحايل على حق مضلومين ومقتلوين ومغدورين .
600 يوم ستخلد في ذهن اليمنيين لعقود وفي صفحات التاريخ كلعنة تلاحق المتسببين والفاعلين الى الابد .
600 يوم ولم تنتهي الجريمة بعد، ولم ينتهي القبح بعد ولم ينتهي الارهاب بعد، ولم ينتهي الارتزاق بعد، ولم ينتهي التسلط والصلف والفساد والفرقة و الاحقاد بعد .
600 يوم الحديث فيها يحتاج لمؤلفات ولكن حديثها في داخلنا كيمنيين و بداخل غيرنا عربا و عجما لن ينتهي مهما تهرب منه الكثير فسيغلبهم حديثها عندما يحتاج للحقائق ان تنبلج .
600 يوم واوجاعنا ستثمر يمنا جديدا لن يكون حتما كما مضى .