أوضح الكاتب السياسي والأستاذ الجامعي، الدكتور منيف حميدوش، أن إكمال الطوق على حلب ومحاصرة المجموعات الإرهابية في مناطق محددة ومعروفة، وإدخال سلاح جديد ومتطور من قبل الحلفاء الروس قلب الموازين لتصبح معركة استرداد حلب وإعادة المناطق التي هي تحت سيطرة المجموعات الإرهابية تعادل سقوط المشروع والحلم العثماني في سوريا.
وأضاف حميدوش أن تركيز الاجتماع الثلاثي الأخير بين وزراء خارجية سوريا وإيران وروسيا في موسكو يوم الجمعة 28 أكتوبر/ تشرين الأول على مستجدات الوضع بسوريا، ينطلق من تمسك موسكو وطهران ودمشق بمحاربة الإرهابيين، وإحلال وقف إطلاق النار، ووضع حد لمعاناة المدنيين في أقرب وقت ممكن، وتسوية القضايا الإنسانية، وإطلاق العملية السياسية على الأساس القانوني المعترف به دولياً، وإعلان روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف بضرورة تصفية الإرهابيين حتى النهاية، في الوقت الذي ينخرط فيه الغرب في محاربة الإرهاب بالأقوال فقط، مؤكداً على عزم روسيا وطهران حلفاء سوريا الأقوى على مواصلة العمل حتى النهاية.
وأشار الكاتب السياسي السوري،وفقا ل”الرأي التونسي” إلى أن السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، رسم معادلة للمواجهة الدائرة في المنطقة، تعيدها إلى الجذور، فمشروع للمقاومة يقابله مشروع أميركي “إسرائيلي”، فقدت أميركا و”إسرائيل” فيه قدرة استخدام قوتهما المباشرة منذ ما بعد حرب تموز 2006، وباتت الثنائية التركية السعودية، وفي خدمتهما تنظيم القاعدة بمتفرعاته أدوات لإعادة تعويمه، وتنشيطه والدفاع عنه.
كما لفت الدكتور حميدوش إلى أن تزامن الهجوم العسكري في حلب، لحسم معادلة الجغرافيا السورية شمالاً، وهو شمال المنطقة كلها وليس شمال سوريا فقط، لتكريس إنهاء آخر أوهام الإمبراطورية العثمانية، سيفتح الباب لتسويات تشمل السوريين المتوهمين بطول عمرها رغم كل ما جرى، وليفهموا بالوقائع وبلغة الميدان أن اللعبة انتهت في الشمال، وأن الحسم عسكري في الشمال وسياسي في الجنوب، وإن مقومات الصمود والقدرة على الثبات باتت متاحة لتلقي ردود الأفعال التي قد يقدم عليها السعوديون.
وختم الأستاذ الجامعي السوري مؤكداً ارتباط معركة حلب بنهاية العثمانية ومتغيرات الوضع التركي، وربط المواجهة المقبلة والرسائل الراهنة بالتثبت والتحقق من موازين القوة في جنوب المنطقة، بعد حسم اتجاهها في الشمال،حيث أن المعركة في حلب والموصل واحدة، والتنسيق على أعلى مستواه بين العراق وسوريا في هذا المجال، لأن العدو مشترك والداعم له مشترك ومحدد، كما أن الحرب في اليمن هي نفسها في سوريا لتسويق الفكر الوهابي.
أكاديمي سوري : الحرب في اليمن هي نفسها في سوريا لتسويق الفكر الوهابي
التصنيفات: أخبار وتقارير