السعودية تريد يمناً ضعيفاً ذليلاً تابعاً مُدمراً، ولا تريد أن توقف الحرب بل يهمّها أن توقف تدخلها العسكري والذي أنهكها ولم يُحقّق أهدافه، فهي تسعى إلى أن تُصبح الحربُ يمنيّة خالصة، وكذلك ايران لا تريد أن تتوقف الحرب بل يهمّها أن يستمرّ اليمن في محاربة السعودية أطول فترة مُمكنة كي تستنزفها وتُنهكها وتدرس مكامن قوتها وضعفها على حساب الدماء اليمنيّة، ومثلها أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وتابعهم المجتمع الدولي وممثلّوه فهم لا يُريدون للحرب أن تتوقّف حتى يستكملوا مُخطّطهم في تجزئة اليمن والسعودية والمنطقة إلى دويلات متناحرة وفق اعتبارات طائفية .
وهذا لا يمنع أن هناك دول وشعوب ومنظمات دولية يرغبون للحرب أن تتوقّف، ولكنهم جميعاً لا أثر كبير لهم ، وبالتالي فلا يُمكن لنا أن نصنع السلام إلا بأيدينا، فإذا استمرت المتحاورون في عجزهم عن تحقيق ذلك فمن غير المعقول أن ينتظر اليمنيون ووطنهم يتهاوى بسبب عدوٍ لا يرحم ونُخبٍ لا تفهم، فهل بمقدور اليمنيين بمختلف أحزابهم ومكوّناتهم أن يختاروا ممثّلين عنهم أنقياء بلا مطامع لهم وأقوياء بلا تبعيّة تلجمهم وأتقياء بلا جرائم تلوثهم ؟! ؛ فالنخب السياسيّة الحاليّة منهم من جعل من الحرب مغنماً فلا يريد لها ان تتوقّف ومنهم من لا يلمس أثرها على المواطن ، وبالتالي فمن يُعوّل عليهم سيطول انتظاره