أظهرت دراسة علمية جديدة تراجع الوضع الصحي للعديد من البلدان في منطقة شرق البحر المتوسط خلال السنوات الماضية بسبب الأوضاع الأمنية والحروب ،التي تعيشها العديد من بلدان المنطقة ،ونشرت الدراسة في دورية “ذي لانسيت” الطبية في أغسطس/آب الماضي.
وقد أدت الأزمات في مصر واليمن وليبيا وسوريا -كما تفيد الدراسة- إلى انخفاض في متوسط العمر المتوقع، وسجل أكبر انخفاض في سوريا وقدر سنة 2013 بخمس سنوات بالنسبة للنساء ،وست سنوات بالنسبة الرجال، مقارنة مع كان متوقعا لو لم تقع الأزمة.
وسجلت الدراسة زيادة في نسبة وفيات الأطفال في بعض دول المنطقة ،التي تشهد أوضاعا غير مستقرة أو حروبا خاصة في سوريا ،التي ارتفعت فيها هذه النسبة لتبلغ مستوى دول أفريقيا جنوب الصحراء.
كما سجلت ارتفاعا سريعا في نسبة البدانة والإصابة بالأمراض العقلية واستهلاك المخدرات بدول المنطقة.
أنجزت الدراسة بهدف بحث تأثير الحروب في الوضع الصحي بالمنطقة عبر تقدير انخفاض مؤمل العمر بسبب الأمراض والإصابات أو ما يسمى عبء المرض والوفيات خلال الفترة الممتدة بين عامي 1990 و2013 بالاعتماد على البيانات المتوفرة في تلك البلدان بعد تحليلها باستخدام نماذج رياضية، كما يقول البروفسور محمد الحصايري أستاذ الطب الوقائي ومدير المعهد الوطني للصحة في تونس والمشارك بالدراسة.
ورصدت زيادة مقلقة في انتشار الأمراض غير المعدية وخاصة السكري الذي أصبح يتسبب في وفاة ما بين 12 و19 شخصا من مئة ألف شخص، كما يقول د. الحصايري.
ويبلغ عدد الدول التي شملتها الدراسة بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط 22 دولة وهي أفغانستان والبحرين وجيبوتي ومصر وإيران والعراق والأردن والكويت ولبنان وليبيا والمغرب وعُمان وباكستان وفلسطين وقطر والسعودية والصومال والسودان وسوريا وتونس والإمارات واليمن.
وقد أنجزت هذه الدراسة ضمن “دراسة العبء العالمي للمرض 2013” شملت 188 دولة من مختلف أنحاء العالم بين عامي 1990 و2013. وغطت 306 أنواع من الأمراض والإصابات و1233 من المضاعفات و79 عامل خطر.
وخلصت إلى أن المنطقة -ولئن شهدت خلال العقود القليلة الماضية تحسنا في متوسط العمر المتوقع ومؤشرات صحية أخرى- فإن الوضع الحالي يسبب تدهور الحالة الصحية بالمنطقة وسيمتد تأثيره لسنوات عديدة في المستقبل، وسوف يكون له تأثير على المنطقة وبقية العالم.
وحث الفريق البحثي المشرف على الدراسة دول المنطقة على زيادة الاستثمار في الصحة، والحد من الصراعات في المنطقة.
من ناحيته، يقول د. الحصايري إن مستقبل الصحة بالمنطقة يعتمد على وقف الصراعات في بعض البلدان مثل سوريا وليبيا واليمن، ودعمها لمجابهة الأوضاع الصحية المتردية، مع ضرورة توفر إرادة سياسية لمحاربة الأمراض غير المعدية والأمراض العقلية، كما يتعين وضع برامج مكافحة متسقة وعقلانية وتوفير الموارد الكافية بهدف الحد من تأثير هذه الأمراض.
إنخفاض في متوسط العمر في اليمن ومصر و ليبيا و سوريا
التصنيفات: أخبار وتقارير,تحقيقات