تحاول قيادة العدوان السعودي الأميركي الإماراتي خطف الأضواء عن مجزرة صنعاء التي ألقت بثقلها على السعودية وحلفائها، لذا يجهد إعلامها في تسليط الأضواء على معارك منفذ البقع الحدودي في نجران باتجاه محافظة صعدة والإيحاء بأن قواتها باتت على مشارف معقل أنصار الله، بعدما أخفقت محاولات سابقة باتجاه صنعاء من جبهتي صرواح ونهم.
وبعد صد محاولات كبيرة جدا” في جبهة حرض – ميدي باتجاه محافظة حجة الساحلية، فضلا عن فشل محاولات الإنزال البحري في الحديدة وسواحل المخا على البحر الأحمر.
اليوم توضع صعدة في قلب التركيز الاعلامي وتستحضر كل مصطلحات ونماذج الزحف الى صنعاء و”التبشير” المستمر باستعادتها من “الانقلابيين”.
q1
قرار عبد ربه منصور هادي بتشكيل قيادة لمحور العمليات العسكرية
لكن مصادر يمنية عسكرية تشرح الخارطة العسكرية الميدانية بدقة من أجل تفكيك رقمي لحقيقة ما يجري تداوله وتؤكد أولا” أن عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية باتجاه منطقة نجران الحدودية السعودية هي التي دفعت النظام السعودي لفتح جبهة البقع بهدف تخفيف الضغط على القوات السعودية في نجران بعد سقوط أهم المواقع العسكرية التي تسيطر ناريا على المدينة وتجعلها في مرمى الجيش اليمني واللجان الشعبية، وخصوصا لناحية المواقع التالية: الشرفة-الشبكة-الفواز-الطلعة المسيطرة على مدينة نجران من الناحية الشمالية.
إضافة إلى ذلك فإن الجيش السعودي لم يذهب إلى فتح الجبهة بقواته بل جلب عناصر سلفية وتكفيرية من محافظة عدن ومحافظات جنوبية أخرى ليدفع بهم في هذه المواجهة باشراف هاشم السيد وبسام المحضار وهما من كبار قيادات التكفيريين، وممن لهم علاقة مع السعودية وقيادات تنظيمي القاعدة وداعش.
وقبل عرض بعض المعطيات الخاصة بخصوص هذه التشكيلات، فانه وفي الوقائع الميدانية فمن المعلوم ان منفذ البقع الحدودي اليمني يبعد عن منفذ الخضراء السعودي 2 كيلومتر. ومنفذ البقع هذا يقع في أطراف صحراء الربع الخالي، ويبعد 14 كلم عن أقرب نقطة يمنية مأهولة المعروفة بمنطقة سوق ومطار البقع والتي تخضع بالكامل لسيطرة الجيش اليمني واللجان الشعبية.
q2
منفذ البقع الحدودي اليمني
وعليه تدور الاشتباكات – كما تظهر المشاهد التي وزعها الإعلام الحربي والخارطة المرفقة- في منطقة محض صحراوية مكشوفة تسيطر عليها ناريا قوات الجيش واللجان الشعبية من المناطق الجبلية العالية وتعطل محاولات التقدم من خلال اصطياد المرتزقة بالعبوات الناسفة والالغام والصواريخ المضادة للدروع ومدفعية الهاون.
وبالتالي خلافا لما يشيعه إعلام العدوان تظهر مشاهد الاعلام الحربي مناطق الاشتباك البعيدة عن اول نقطة يمنية مأهولة في البقع بحدود 14 كلم وتنحصر المواجهات حاليا في منطقة المنفذ بمساحة 2 كيلومتر مربع احبط خلالها المجاهدون وبالاسلحة المناسبة عدة زحوفات تكبد فيها مرتزقة العدوان خسائر بشرية فادحة التقطت كاميرا الاعلام الحربي مشاهد عدة لهم وهم يتطايرون في الهواء جراء الصواريخ التي تم استهدافهم بها، او تشريكات العبوات الناسفة والألغام التي نالت من ارتال كبيرة للمرتزقة.
هؤلاء المرتزقة تكشف مصادر مطلعة لموقع العهد الإخباري بعضا من معطيات أبرزها وصول كتيبتين عسكريتين لمرتزقة جنوبيين مع مدرعاتهم وكامل عتادهم إلى منفذ البقع مساء الاثنين(17/10) بقيادة العميد ثابت مثنى جواس المسؤول عن اغتيال الشهيد السيد حسين بدر الدين الحوثي غدرا” فس الحرب الأولى. علماً ان هاتين الكتيبتين تم تجميعهما من الجنود اليمنيين الجنوبيين الذي كانوا عساكر في الألوية المنتشرة في محافظة صعدة أثناء الحروب الأولى ولهم معرفة وإلمام بمناطق المحافظة.
وبحسب هذه المصادر فإن السعودية بدأت قبل عدة أشهر تشكيل مليشيات من التيار التكفيري بدرجة اساسية، وتجميعهم من جنوب اليمن مع قليل من شمال اليمن لكن معظمهم من محافظات جنوبية، فضلا عن تكفيرييين من السعودية ومن بعض الدول الافريقية، من اجل فتح جبهة لهم بإتجاه مناطق محافظة صعدة وتحفيزهم على الثأر واستعادة منطقة دماج بعنوان الانتقام لطردهم من هذه المدينة وهزيمتهم فيها بعدما كانت أبرز أوكار التكفيريين، وكذلك الانتقام لمعارك وادي آل أبو جبارة وإسقاط المركز السلفي في كتاف البقع.
هذه المجاميع السلفية التي حركها السعوديون باتجاه منفذ البقع تضم عدة مجموعات سلفية من قاعدة وداعش وهي تتوزع على الشكل التالي:
مجموعة بقيادة مصلح بن الأثلة الوائلي
مجموعة بقيادة أبو هارون اليافعي
مجاميع بقيادة أبو جعفر مهران القباطي، وهي الأكبر بينهم
مجموعة بقيادة بسام المحضار اليافعي، إضافة إلى مجموعات سلفية أخرى.
q3
مصلح بن الأثلة الوائلي
وبالنظر إلى أن القادة المذكورين أعلاه هم قياديين في داعش، فإن ذلك يكشف حجم التنسيق بين قيادة الحرب السعودية وتنظيم داعش. وتكشف المصادر أن القيادة السعودية تقوم بتجميع المسلحين اليمنيين الجنوبيين في نجران وتشكلهم في كتائب تنتظم في لواء عسكري جنوبي يسمى “لواء رعد”.
ومن أجل ضمان عدم تسرب المعلومات منعت القيادة السعودية استخدام الهواتف الذكية في جبهة البقع – كتاف – صعدة منعاً باتاً على المسلحين المرتزقة والزمتهم الاعتماد فقط على أجهزة الاتصالات اللاسلكية دون غيرها.
أما الخارطة القيادية لهذه الجبهة الجديدة فقد قامت السعودية والفار عبد ربه منصور هادي بتشكيل قيادة لمحور العمليات العسكرية في البقع كتاف صعدة من التالية اسماؤهم:
هاشم السيد عبد الله الجنيدي قائداً لمحور العمليات في البقع – كتاف – صعدة
مهران القباطي أبو جعفر رئيس اركان محور البقع – كتاف – صعدة
بسام المحضار اليافعي رئيس عمليات محور البقع – كتاف – صعدة
q4
هاشم السيد عبد الله الجنيدي
وكما هو معلوم فان مجموعة من افراد كتيبة المحضار مرتبطين بالقاعدة؛ وقد تم تكليف الشيخ مصلح بن الأثلة الوائلي بقيادة المليشيات السلفية.
وتذكر المصادر اليمنية من يهمه الامر بأن هاشم السيد عبد الله الجنيدي الذي عينه هادي قائداً للمحور برتبة عميد هو احد أهم القيادات الداعشية والمرتزقة الجنوبيين، وكان قائد جبهات عدن عندما كانت المعارك فيها قبل الانسحاب منها، واثناء المواجهات في عدن اصيب هاشم السيد وتم اسعافه الى الإمارات، وكان على الدوام يصنف بانه من اهم قادة التنسيق بين السلفيين وحزب الاصلاح والقاعدة وداعش، وهو الذي قام بتجميع عناصر القاعدة وداعش والسلفيين في جبهات عدن بداية الحرب والعدوان.
q5
وثيقة تكليف هاشم السيد عبد الله الجنيدي
ومن الواضح أن قيادة العدوان تراهن من خلال هذه العناصر على تحقيق “غنجاز” ما مستفيدة من طروحات الهدنة المؤقتة وما تعتقد انه يمكن ان يحصل من استرخاء لدى الجانب اليمني، لذا يتحدثون عن صعدة وكأن الوصول لها بات قاب قوسين او ادنى، علما أن اول نقطة تماس في جبهة البقع تبعد أكثر من 160 كلم عن مركز محافظة صعدة.
وفصلا عن هذه المسافة البعيدة وانكشاف المرتزقة ورعاتهم في صحراء الربع الخالي أمام المجاهدين، فدون الوصول الى صعدة لبس فقط مسافة 160 كلم انما آلاف الرجال المنتشرين في جبال صعدة ويحفظونها ظهرا عن قلب، حتى يمكن الجزم بأن واقعة فتك المجاهدين في نقطة مكيراس على تخوم محافظة البيضاء بمجرمي العدوان وآلياتهم شديدة التطور، هذه الواقعة ستبدو نزهة امام ما يمكن أن ينتظرهم على الطريق الى صعدة. والله غالب على أمره.
عن : “العهد “