إما عفوٌ أو عقاب، ولا أظن أن هناك من سيعفو عن القتلة وبالتالي فلا بديل عن القصاص العادل من منفذي الجريمة ومن وراؤهم، وقد يكون لجريمة الصالة الكبرى خصوصيةُ لعلّها تكون سبباً لإيقاف الحرب فقد قُتل وجرح فيها المئات ممّن جاءوا لتقديم العزاء في مُناسبة تمّ الإعلان عنها سلفاً فشهدها الألوف من مختلف التوجهات والمحافظات والقبائل والأسر، وكان من بين الضحايا شخصياتٌ كان يعول عليهم أن يكونوا جزءاً من الحل للصراع الدائر .. ولكن ..
خصوصيةُ الجريمة لا تجعل دماء من سقطوا فيها أغلى من دماء الأبرياء الذين أُزهقت أرواحهم ظُلماً وعُدواناً في المخا وسنبان وتعز وعدن والحديدة وصعدة وغيرها ، ولو أن الحوادث السابقة وجدت اهتماماً مُشابهاً وتم تحديد المجرمين ومعاقبتهم لما توالت الجرائم وما زالت ، ولكنّ صراعاتنا فيما بيننا أرخصت دماءنا عند غيرنا وعند أنفسنا ، ولذلك استمرّت المهازل وتكرّرت المجازر ، بل لو تمّ مُحاسبة القتلة ومن يبرّرون لهم لما استمرت هذه الحرب من الأساس ، فالمُبرّرون الذين يُسارعون لتبرئة القتلة واتهام خُصومهم بسببهم يتمادي القتلة ويتهاونوا في قتلنا ، نسأل الله أن يرحم كل الأبرياء الذين ماتوا ظُلماً وعدواناً وأن ينتقم من قتلتهم ومن أعان قتلتهم وبرّر لهم جراءمهم كائناً من كان .