عبده حسين
alakoa777@hotmail.com
لم يكن يعلم الاطفال، محمد نبيل جغمان، جبران جبر الماوري، عمر محمد الرويشان، نصر الرويشان، الحارث الحارثي، راشد البريهي، ياسر الجراش، عصام المرجاني، أن مرافقتهم لآبائهم أثناء تأديتهم لواجب العزاء لآل الرويشان في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء، ستدفع طائرات تحالف العدوان الظالم الذي تقوده السعودية الى محاولة اغتيال براءتهم مع آبائهم، لولا لطف الله وعنايته.
فجأة دون سابق إنذار، تحول حزن آل الرويشان- الوحيد- الى أحزان آل الرويشان، على شهداء المحرقة الكبرى وجرحاها صغاراَ وكباراَ لا تقل عن أحزانهم على شهداء أسرتهم الذين وصل عددهم إلى أكثر من30 شهيدا على الاقل، وعشرات الجرحى.
أحزان اليمانيين جميعاً لم تندمل وجراحهم غائرة، إذ أن لائحة الموت في مجزرة الصالة الكبرى التي أقترفتها طائرات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية ضمت 113 شهيداً، الى جانب 607 جريحا و34 جثة متفحمة ومجهولة الهوية، في حصيلة شبه نهائية أعلنتها وزارة الصحة.
مصادر طبية كشفت لـ«الوحدة» أن تحالف العدوان الذي تقوده السعودية رفض السماح لطائرات إجلاء طبية بنقل جرحى مجزرة قاعة العزاء في صنعاء، ولاتزال مستشفيات أمانة العاصمة مكتظة بهؤلاء الجرحى.
غير أن مصدر حقوقي أكد لـ «الوحدة» أن هذه الجريمة تعد من جرائم الحرب وفقا للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني والاعراف والمعاهدات الدولية كونها جريمة إبادة جماعية تتحمل مسؤوليتها جميع الدول المشاركة في الحرب على اليمن.
وشدد المصدر، على قناعته بأن ايقاف جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني غير ممكن إلا بوقف العدوان ورفع الحصار واستئناف عملية سياسية كاملة شاملة يحدد اليمانون بأنفسهم في إطارها مستقبلهم دون أي تدخل خارجي يتنقص من سيادتهم الوطنية وبرعاية دولية محايدة وعادلة.
صدمة
منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بشأن اليمن، جامي ماك-غولدريك، أدان الضربات الجوية التي ارتكبت عصر السبت، واصفا إياها بأنها «هجوم مروع».
وأضاف أن عمال الإغاثة الذين وصلوا إلى المكان شعروا بــ «الصدمة والغضب الشديد».
اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قالت: إنها أعدت 300 كيس لحمل الجثث.
وأضاف الصليب الأحمر أن عدة ضربات جوية استهدفت مئات المدنيين الذين كانوا يشاركون في مراسم العزاء، الأمر الذي أدى إلى أضرار واسعة.
بركان الغضب
وكان الآلاف شاركوا في مظاهرة بصنعاء، أطلقوا عليها «بركان الغضب»، للتنديد بجرائم تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، آخر هذه الجرائم استهداف صالة العزاء بصنعاء.
وخلال المظاهرة، طالبوا منظمات الأمم المتحدة الإغاثية والإنسانية بضرورة وقف العنف في اليمن.
أعذار جوفاء رغم الادلة
طالب علي تيسير القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان اليمنية الأمم المتحدة بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في مجزرة صالة العزاء بصنعاء. وأضاف تيسير «لدينا الأدلة على أن منفذ مجزرة صنعاء هو التحالف السعودي».
وتشير التقارير الأولية إلى مسؤولية التحالف بقيادة السعودية عن القصف الذي وقع يوم السبت، حسب تصريح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وقال بان، «إن الهجمات الجوية من قبل التحالف بقيادة السعودية، تسببت بالفعل في مذبحة هائلة، ودمرت معظم المنشآت الطبية وغيرها من البنية الأساسية الحيوية.
وأضاف، أن «الأعذار جوفاء، بالنظر إلى نمط العنف خلال الصراع. لا يمكن أن تختبئ الأطراف خلف ضباب هذه الحرب. إن كارثة من صنع البشر، تتكشف أمام أعيننا».
ونوه بان كي مون، في حديثه للصحفيين بالمقر الدائم، أن الإفلات من العقاب يفاقم الألم. وأشار إلى عدم صدور نتائج أي تحقيقات ذات مصداقية على الرغم من الجرائم المتزايدة المرتكبة من قبل كل أطراف الصراع.
واعتبر أن «الحادثة المروعة الأخيرة تتطلب إجراء تحقيق كامل. وبشكل أوسع، فيتعين ضمان المساءلة عن السير المروع للحرب بأكملها، ولهذا دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، وله الحق في ذلك، إلى أن تقوم جهة دولية مستقلة بإجراء تحقيقات شاملة في الادعاءات بارتكاب انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان».
وأشار بان كي مون، إلى أن أكثر من 20 مليون يمني يمثلون 80% من السكان، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وحث المجتمع الدولي على زيادة دعمه. وقال، إن نداء الأمم المتحدة الإنساني لمساعدة اليمن لم يتلق إلا 50 في المئة من المبلغ المطلوب.
وقال أمين عام الأمم المتحدة، إن الإغاثة الإنسانية ليست بديلاً عن العمل السياسي، ودعا إلى وقف الأعمال العدائية وإلى استئناف محادثات السلام، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لحماية المدنيين، وإنهاء الصراع.
تحقيق شفاف ونزيه
وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة الطارئة، ستيفن أوبراين، طالب بإجراء تحقيق سريع وشفاف ونزيه في استهداف صالة العزاء بالعاصمة صنعاء، ليتحمل مرتكبوها المسؤولية على أفعالهم.
ودان البيان الصادر عن «أوبراين» الهجوم الجوي «المفزع والشنيع على قاعة العزاء في صنعاء والتي كان يؤمها آلاف المعزين الذين حضروا إليها لتقديم واجب العزاء في ذلك الوقت».
وقال اوبراين: «أصابني الذهول والانزعاج الشديد لدى سماعي خبر مقتل المدنيين بالغارات الجوية التي ضربت قاعة العزاء».
الإفلات من العقاب
مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الأمير زيد رعد بن الحسين، جدد دعوته الى إجراء تحقيق دولي في جرائم الحرب في اليمن.
واكد في بيان نٌشر الاثنين، أن القصف «الشائن» على صالة العزاء بصنعاء يظهر استمرار الانتهاكات بلا عقاب، واشار إلى إن الدول أعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ساهمت في «مناخ من الإفلات من العقاب» في اليمن من خلال تقاعسها عن إجراء التحقيقات الملائمة.
محاولة لتعطيل التحقيق الفوري
تراجعت السعودية ثلاث خطوات للوراء منذ يوم ارتكاب المجزرة، ففي يوم المجزرة انكرت تماما مسؤوليتها عن القصف وادعت ان طائراتها لم تقم بأي عمليات في منطقة الحادثة، وفي اليوم التالي وعدت بإجراء تحقيق في الحادثة، وفي اليوم الثالث تتراجع خطوة ثالثة وتعترف ضمنيا بمسؤوليتها عن المجزرة وتعد بمحاسبة المسؤولين ونشر نتائج التحقيق، حسب ما نقلته قناة الحرة، بعد أن كانت تنفي المسؤولية عن القصف وأي عملية جوية في موقع جريمة الإبادة الجماعية التي أثارت موجة عالمية من التنديدات والدعوات إلى تحقيق مستقل وفوري ومحاسبة المسؤولين.
ووفقا للقناة الأمريكية فقد «أعربت البعثة السعودية إلى الأمم المتحدة في رسالة لمجلس الأمن عن أسفها البالغ للهجوم الذي استهدف قاعة جرت فيها مراسم عزاء في صنعاء، وأوقعت 140 قتيلا على الأقل» وأكثر من 600 جريح.
وأمام المطالبات والدعوات بإجراء تحقيق دولي مستقل ومحايد أكدت السعودية أنها تحقق (بنفسها) في الجريمة التي ارتكبتها يوم السبت، وأكدت البعثة «عزم الرياض اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة بما يتضمن المحاسبة، ونشر نتائج تحقيق تجريه في هذا الصدد».
ونقلت القناة عن بيان صادر عن البعثة السعودية في نيويورك أن المملكة «ستنشر نتائج التحقيق قريبا».
ووفق القناة «أبلغت البعثة السعودية مجلس الأمن بالبيان الصادر عن التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، والذي أعرب عن الأسف العميق والتعاطف مع عائلات الضحايا».
حبل الكذب قصير
وبما أن حبل الكذب قصير، لكنه عند الجناح الاعلامي والحقوقي والسياسي المؤيد لعاصفة الشر طويل جداَ، فمنذ وقوع المجزرة المروعة، وهؤلاء النفر يستخدمون مهاراتهم المعهودة بالدجل والشعوذة بترويج أخبار مشكوك في صحتها حول المجزرة، وبما أن العدو السعودي تراجع ثلاث خطوات في ثلاثة أيام، يظل الدجالون المؤيدون والمبررون لجرائم العدوان في اليمن ينكرون تماماً مسؤولية الكفيل السعودي عن الحادثة.
إدانات إقليمية ودولية
وتوالت إدانات الدول والمنظمات الدولية والأمم المتحدة للمجزرة الجوية التي ارتكبتها قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية، وطالبت فرنسا وروسيا وإيطاليا والأمين العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق فوري محايد ومستقل في الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة.
أصداء المجزرة
أصداء المجزرة التي ارتكبت بحق المدنيين الابرياء في صالة العزاء بالعاصمة صنعاء ترددت في الصحف الغربية التي انتقدت بعضها في الآونة الأخيرة استمرار الدعم العسكري الغربي وتحديداً الأميركي والبريطاني للسعودية بعد سنة ونصف على عملياتها العسكرية في اليمن واستهداف المدنيين في أكثر من مرة.
جدير بالذكر أن عدد ضحايا غارات قوات تحالف العدوان خلال 560 يومًا من بدئها وصل إلى 29070 قتيلًا وجريحًا، بينهم 2397 طفلًا قد قتلوا، و2201 جرحوا، و1751 قتيلًا من النساء، 1806 من الجرحى نساء، كما دمرت الغارات، بحسب تقرير صدر عن المركز اليمني للحقوق والتنمية في سبتمبر الماضي، 375468 منزلًا، و620مخزن غذاء، وغيرها من المرافق المدنية.
تشييع مهيب للشهداء
تتوالى مواكب تشييع شهداء المجزرة الوحشية التي ارتكبها طيران العدوان السعودي بحق المعزين في الصالة الكبرى بالعاصمة صنعاء تتوالى على العاصمة صنعاء، واحدة تلو الاخرى، الجريمة البشعة لن تمر أو تسقط بالتقادم بل ستكون حافزاً ودافعاً للتوجه إلى جبهات القتال والدفاع عن الوطن، والوقوف صفاً واحداً لمواجهة قوى الظلم والظلام.
