منذ عام وسبعة أشهر والعدوان السعودي الإماراتي حصد عشرات الآلاف من القتلى والجرحى. والحرب الأهلية تجهز على ما تبقى. لست أدري كيف سقطت أنفة وعزة اليمني وتحول إلى مجرد مرتزق يقاتل تحت لواء السعودية والإمارات. لا يستطيع أي عاقل أن يستوعب ما يجري من بعض إخواننا في المحافظات الجنوبية الذين سلموا الجنوب مجانا لهاتين الدولتين وبدون أي مقابل. وكذلك بعض إخواننا في تعز مازالوا يضرمون النار خاصة بعد أن اتضح لهم أن هذه الحرب ليس لها علاقة بالشرعية بقدر ما لها علاقة بتدمير اليمن أولا وتعز ثانيا. وبالمقابل لست أدري لماذا الحوثيون في تحالفهم مع المؤتمر لا يعلنون إنهاء المعارك الداخلية ودعوة الطرف الآخر إلى جامع وطني ليس فيه السعودية ولا إيران. صحيح أن المجلس السياسي دعا إلى عفو عام لكنه لم يترجم ذلك عمليا على الواقع. هل يعقل أن يجند شبابنا من المحافظات الجنوبية ويدربوا في الإمارات ثم يزج بهم في قتال إخوانهم اليمنيين؟هل يعقل أن هذه الدولة النكرة تعبث بنا إلى هذا الحد؟
أقول لمن مازال في رأسه عقل إن الطفرة المالية الإماراتية والسعودية إلى زوال قريبا. فهاهي السعودية تقترض بالأمس من البنك الدولي 90 مليار دولار. كما أنها خفضت مرتبات موظفيها 20 ٠/٠. والأدهى من هذا كله أنها بأمر ملكي غيرت من العام الهجري الذي كان مقدسا بالنسبة لها إلى العام الميلادي لكي تستفيد أحد عشر يوما في السنة. كل ذلك يدل على الإنهيارات المالية التي تمر بها.
أما ما يتعلق بحجة محاربة الفرس في اليمن فدبي نسبة رأس المال الفارسي فيها 60 ٠/ ٠ ومحمد بن راشد من أصول فارسية. وجزر الإمارات الثلاث المحتلة من إيران أولى بتحريرها من تحرير اليمن. كما أن الإمارات فيها أكثر من عشرة ملايين هنود وفليبينيين وتايلاند وباكستان أغلبهم ليسوا متدينيين. ومع ذلك استقدموهم دون الخوف على دين الإماراتيين الذين لا يتجاوزون المليون إماراتي.
هذه دعوة لمراجعة عقولنا وتجفيف منابع الدم اليمني الذي يراق يوميا تحت شعارات السنة والشيعة. العائلة المالكة في السعودية والإمارات غارقة في الخمور والمخدرات وأشياء أخرى ولا علاقة لها بالدين. وولاية الفقيه في إيران تعمل من أجل إيران ولا علاقة لها بعلي أو بالحسين.
أفيقوا أيها اليمنيون فأنتم أكبر من أن تكونوا مجرد شقاة بالأجر اليومي مع هذا الطرف أو ذاك. بلادكم مليئة بالخيرات فقط إذهبوا نحو إرساء دعائم الأمن والاستقرار وستكونون أغنى من هؤلاء. ليس فقط بالمال بل وبالعمق الحضاري والقيمي. نحن أمام حرب عبثية ليس لها هدف سوى تدمير النسيج الاجتماعي اليمني حتى نظل نقتتل إلى أن نفني بعضنا بعضا.
نحن أمام قتل جماعي لكل أبناء الشعب اليمني. أمام الحصار الظالم لا يستطيع اليمني يسافر للعلاج أو الدراسة أو العمل. سجن إجباري.
على المجلس السياسي الأعلى أن يعمل على تفعيل قرار العفو العام إبتداء بإطلاق كل السجناء المحتجزين ظلما بدون وجه حق. وعليه أيضا أن يعمل على إخلاء مؤسسات الدولة من اللجان الثورية حتى لا يظل وجودها مبررا لتقاعس المجتمع الدولي. ثم بعد ذلك دعوة من حمل السلاح أن يتركه وتوحيد الجبهة في مواجهة أي معتدي على الأراضي اليمنية. لابد من خطوات سريعة إنقاذا لهذا الشعب الذي قيل له سنستعيد لك الشرعية وأخذوا ما تبقى له من إرادة. وقالوا سنستعيد لك الكرامة ومسحوا ما تبقى له من كرامة بالأرض.
د.عادل الشجاع: لمصلحة من كل هذه الكراهية؟
التصنيفات: أقــلام