ضرار الطيب/
سام الغباري، كاتب صحفي ، قضى معظم عمره قبل العدوان ممسحاً لحذاء علي عبد الله صالح ومطبلاً له عن طريق كتاباته التعريصية الممتلئة بالهضربة والتساؤلات العميقة التي لم يكن لها أي فائدة.
كانت له شهرة متوسطة ، كصحفي ، وكان دائماً يسعى إلى تنمية هذه الشهرة بطرق شتى .. ففي فترة من الفترات كنت أراه دائم الملاحقة للكاتب (عبد الباري عطوان) في تويتر ، يترجاه أن يرد عليه في الخاص ، ويقول له بأنه كاتب يمني يريد أن ينشر مقالات في صحيفة “القدس” ، ولا أعرف كيف انتهت هذه المراودة لأنني ألغيت متابعته خجلاً.
عُيّن “سام” مديراً عاماً لمؤسسة ١٤ اكتوبر بذمار واستقال منها بعد عامين ، وعُين مديراً عاماً للإعلام بذمار عام ٢٠١١ .. وربما انه تخيل نفسه شخصاً مهماً بهذه المناصب ، فهو يعبد الشهرة والمال غير انه لم يكن يحظى بما يرضيه منهما ، ولذلك فقد فكر ثم قدر ثم عبس وبسر و أصدر كتاب “مقالات الأزمة اليمنية” وذهب بأول نسخة منه الى على عبد الله صالح ظناً منه أنه سيقدم جميلاً للرجل ، وأنه سيشتهر بعد هذا الكتاب الذي أشك في أن صالح قرأه أصلاً حيث اكتفى بمكافأة المؤلف بصورة تذكارية تجمعهما .
استنفد هذا الرجل كل وسائله في الصعود، فالكتاب والتطبيل والتعريص والمنصب لم يوفرا له حتى القليل من اللايكات الإضافية في فيسبوك ، ومع ذلك حاول جاهداً الإستفادة من أحداث ٢٠١٤ ولكن بلا جدوى.
وبمناسبة الحديث عن اللايكات ، ربما يجدر بنا التنبيه على ان “سام” كان من ذلك النوع الذي يبعث لأحد أصدقاءه في الخاص برسالة تقول ” ادخل اعمل لي لايك على تعليقي بصفحة فلان”
كما ترون ، نحن في هذه السلسة نتحدث عن أناس أغلبهم مرضى بالنقص ويريدون ان يشتهروا بأي طريقة ، فهذا الشخص الذي نتحدث عنه الآن تنكّر لتأريخه التعريصي ، وكتاباته الطنانة ، وذهب إلى الرياض مؤيداً للعدوان السعودي على بلده ومتحولاً الى آلة سخيفة يرمون فيها بعض الريالات فتتحدث ، ومع انه لم يحقق الشهرة السياسية التي كان يطمح اليها غير اننا نستطيع القول بأنه اشتهر فيسبوكياً بعض الشيء، رغم انها كانت شهرة العاهرة وليست شهرة الكاتب الصحفي .
منذ اكثر من سنة ونصف يعيش المرتزق سام الغباري في الرياض ، وطبعاً لم تتحدث عنه الصحف العالمية كما كان يتخيل ، ولم يقل أحد أنه الرجل الذي هز عرش الإنقلاب كما كان يتمنى .. لم تتهافت عليه الأضواء ، ولم تُنصب امامه المنصات ولم يأبه أحد لما يقوله ، رغم كل محاولاته .
الجديد الذي طرأ عليه هو خمسون طناً من الشحوم أضيفت الى جسده ليصبح مسخاً متكاملاً (في الجسد والعقل).. وبهذا نستطيع أن نقول بأن هذا الشخص امتهن الإرتزاق والعمالة مقابل حفنة من لايكات الفيسبوك ، وكتلة من الدهون الزائدة