استطلاع/ محمد احمد الصباحي
Alsabahe2004@hotmail.com
يحمل الأكثرية مسؤولية الفنان نفسه في انزلاقه وارتمائه لقناعات القنوات الفضائية، فيما يرى البعض حاجته المادية للمعيشة التي اوجدتها الحالة الاقتصادية المتدهورة اجبرته على ذلك ،بينما الاخر يرى ان القنوات عملت بشكل خطير في خدمة توجهاتها التي تؤمن بها بعيدا عن خدمة قضايا الوطن فعمدت إلى استغلالهم وتجنيدهم لصالحها.
الفنان اليمني وقناعاته الوطنية وخدمة رسالته الانسانية ومساهمة القنوات الفضائية في هكذا قضية هامة في ظل ماتمر به البلاد من حرب وعدوان بعثر العديد من القناعات لعدد منهم ….
الاستطلاع التالي نستعرض فيه مجموعة من الآراء لشخصيات قريبة من الساحة الفنية والدرامية حول قناعات الفنان اليمني و القنوات الفضائية في ما يتعلق بالرسالة التنويرية والوطنية في الدراما اليمنية اليوم….
انزلاق الفنان
الكاتب والناقد منير طلال يحمل القنوات المنتجة والممولة للأعمال الدرامية الجزء الاكبر في تغيير قناعات الممثل الدرامي وخروجه عن رسالته بعيدا عن قناعاته الفكرية والسياسية مستغلة الحاجة المادية وتحسين المعيشة باعتباره إنسانا في الدرجة الاولى قائلا ” في الواقع إن الممثل اليمني لا يختار النص او القصة التي يمثلها وانما العكس من النادر أن يعتذر ممثل عن دور له في التلفاز نظرا للحاجة المادية ولأن الدراما موسمية وفائدتها البسيطة يظل يعيش عليها الممثل بقية العام”.
ويشير طلال إلى أن تلك القنوات تسعى إلى فصل قناعات الممثل التي يفترض وجودها من اجل قناعاتها المادية واهتماماتها الفكرية والسياسية بعيدا عن مايهم المشاهد حيث يضيف “ستتطور الدراما اليمنية عندما تتخلص من الموسمية وتستوعب الجميع فالقنوات هي التي توظف الممثل بالشكل الذي تريده اي ان الممثل يمثل بعيدا عن قناعاته الفكرية والسياسية بسبب الحاجة المادية ، نقدر نقول أن الممثل اليمني قد انزلق في قناعات وإيمانات القنوات الفضائية مما أضعف توصيل رسالته ، غالبية الممثلين اليمنيين يمثلون حسب النص ولا يقدمون مايؤمنون به من افكار ومعتقدات إنهم ممثلون منفذون حتى اولئك الذين يمثلون ضمن تيارات سياسية متصادمة ، والمسيسون منهم قلة جدا وهم على عدد اصابع اليدين ولا يزيدون”.
انتزاع للقناعة
الفنان القدير فؤاد الكهالي يرى تقاعسا كبيرا للقنوات الفضائية فهي بعيدة عن معاناة الشعب ?حد قوله – قائلا” الفن انعكاس لحياة المجتمع ، للأسف كانت معظم القنوات الخاصة في دورتها الرمضانية بعيدة عن معاناه الشعب ،ولم ينعكس هذا في الجانب الدرامي فيما عدا القناه الرسمية ، بعض قنوات القطاع الخاص انتهجت الإساءة لدور الجانب الأمني ورجال الامن بأسلوب لا يرتقي إلى اخلاق العمل الفني والمعالجة الدرامية في الوقت الذي نحن بحاجة فيه إلى رفع اصواتنا تنديدا ضد العدوان ، لم يكن للقنوات المحلية حق في انتزاع قناعات الممثل في مواقفه تجاه وطنه ومجتمعه مع بعض الظروف التي رافقت الوضع الاقتصادي الذي أثر بشكل واضح على مختلف شرائح المجتمع”.
ويؤمن الكهالي بأن دور الفنان لايقل عن المدافع بسلاحه وأن الفن رسالة صادقة لاتتحكم بها لقمة العيش أو الانتماءات المتحزبة حيث يقول ” وللأسف لشديد كان دورالفنان وقناعاته بتمثيل هذا الجانب بشكل سلبي بحثا عن الرزق.
هناك من يموت في مواقع الدفاع عن الوطن وهناك من يتم استهدافهم إلى منازلهم بغض النظر عن اتجاهاتهم السياسية والمذهبية ، إن لم تكن القناعات نابعة من ولاء وصدق انتماء فهي مغازلة متذبذبة لا تبني ولا تورث ثوابت وطنية الصدق ينبع من مصداقية الفنان بأعتبار أن رسالة الفنان رسالة سامية ولها مردود إيجابي في حياة المجتمع.
ويضيف الكهالي في آخر مداخلته ” ضاقت المساحات الدرامية في ظل العدوان وإن وجدت بعض القنوات فهي موجهة وتعمل في اتجاه إخباري أو جماهيري مباشر يركز علي لقاءت ميدانيه مواكبة لما تمر به اليمن ، نأمل ان تكون هناك دولة مؤسسية تؤمن بدورالفنان والمثقف ويلمس دوره في مختلف الاتجاهات الثقافية والسياسية والاقتصادية. اليمن بحاجة إلى كل ابنائه”.
قلة متذبذبة
الاكاديمي والمخرج المسرحي مبخوت النويرة يؤكد بأن أغلبية الفنانين يحملون مبادئ صادقة وقناعات وطنية لا تغيرها شعارات او أي مساومة على القضايا الوطنية إلا من قلة – حد وصفه – مذبذبين من مرضى النفوس ” الممثل اليمني يحاول ان ينأى بنفسه دائما عن الدخول في المماحكات السياسية الداخلية فهو يمتع الجميع بفنه ومقبول عند كل الاطراف، ولكن عندما يكون الاعتداء على وطنه من الخارج يمكن أن يكون جندياً بفنه كما لو أنه ضدي في الصفوف الأولى للدفاع عن وطنه وامنه واستقراره هذا هو حال الأغلبية ممن لاينتمون الى ولاءات ضيقة أو يرتهنون للخارج ونحن هنا لا نزكيهم فهناك من مرضى النفوس في أوساطهم هم قلة قليلة لاتذكر قد تجدهم احيانا يبررون للعدوان على وطنهم وهم منبوذون من الأغلبية مذبذبون هنا وهناك تجد بعضهم يبحث عن مصلحته اينما يجدها ينتمي اليها اي منتفع دون اي مبادئ ، واما الغالبية من الفنانين لا يعمل إلا عن قناعة ومبادئ صادقة لا تتغير رغم الشعارات والمساومات على الوطن فهم السباقون دائما الى الخروج والتنديد بالعدوان ومبدأهم واحد لا يتغير”.
منبر حر
الفنان الشاب عبدالله يحيى ابراهيم يرى أن تحزب الفنان وميوله السياسية بعيدا عن الرسالة التي يؤمن بها بسبب الكثير من المشاكل أهمها التحريض واظهار نوازع الحقد حيث يقول “يفترض بأن الفنان يحمل رسالة خالدة تخدم مجتمعه بعيداً عن التحزب او الميول مهما كان فالفنان يظل فنانا يرشد الناس ويقدم رسالة سامية فإن تحزب او تخلى عن ميوله التي يؤمن بها سبب الكثير من الحقد والتحريض وهذه ليست من مهمة الفنان الذي يجب عليه دائما تقديم ما يوجه الناس لحل مشاكلهم لا لإثارة المشاكل ، وجد الفنان لكي يعمل على التوحيد مابين الناس وليس التفريق بينهم وهذا ما يجب ان يقوم به من اي منبر او من خلف اي شاشة”.