في الوقت الذي يقترف العدوان السعودي ابشع الجرائم الانسانية في اليمن بحق المدنيين وبشكل هستيري ويحجب عيون العالم عن هذه الجرائم بالمزيد من ضخ الاموال وعقد صفقات التسليح مع أبرز دول تحالف العدوان.. ها هي اساليب المراوغة التي دأب العدو السعودي وحلفاؤه عليها تعود الى السطح عبر اقتراح هدنة مزيفة حسب بيان عممته الخارجية الأميركية على هامش اجتماعات الدورة السنوية الجديدة للجمعية العامة للأمم المتحدة، عقب لقاء وزاري خماسي بشأن اليمن، ضم وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإيرلندا والسعودية والإمارات (أبرز أعضاء وداعمي التحالف السعودي في الحرب).
البيان دعا إلى “عودة فورية كاملة” لمقتضيات اتفاق ظهران الجنوب، الذي تم تطبيقه في العاشر من أبريل الماضي، “لوقف الأعمال العدائية”، والعمل على “تحول سياسي سلمي ومنظّم”.
ووفقاً للبيان المشترك “دعا وزراء خارجية الدول الخمس “بالإجماع، إلى عودة فورية وكاملة إلى وقف الأعمال العدائية وفقاً للشروط والمقررات التي تم تفعيلها في 10 أبريل 2016، بدءاً بـ 72 ساعة من وقف إطلاق النار للسماح للمبعوث الخاص للأمم المتحدة للبدء بالمشاورات مع الأطراف اليمنية”.
المتأمل في هذا البيان يجد انه مجرد خدعة جديدة لا يمكن تصديقها بيد ان خطاب الرئيس صالح الصماد الذي القاه عشية الاحتفال بالعيد 54للثورة اليمنية المجيدة 26 سبتمبر كان واضحا باقتراحه هدنة شاملة تسبق اي مفاوضات جادة ، يتم خلالها وقف القصف الجوي وفك الحصار البري والجوي والبحري ، بكل أشكاله وأنواعه !!
حيث اشارت مبادرة السلام التي اطلقها المجلس السياسي الأعلى الى إيقاف العدوان على بلادنا براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على بلادنا وذلك مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ على العمق السعودي.
ودعا الصماد الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء على الضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة موضحا ان ابناء الجيش واللجان الذين يقاتلون في الحدود ليس طمعاً أو تكبراً وإنما للدفاع عن شعبهم الذي يتعرض لأبشع الجرائم التي يرتكبها بحقه مصاصو الدماء من النظام السعودي.
وحث “جميع الأطراف إلى مواصلة العمل عبر لجنة التنسيق وتخفيف التصعيد لتسهيل فرض وقف الأعمال العدائية، ووقف جميع الهجمات العابرة للحدود على أراضي المملكة العربية السعودية، بما في ذلك استخدام الصواريخ البالستية”.
دعوة العودة الى هدنة (ظهران الجنوب)التي جاءت على لسان أمين عام الامم المتحدة ووزير خارجية أميركا الذي يزور المملكة لهذا الغرض والتي تقف خلفها أميركا وبريطانيا طالبت بوقف هجمات القوات اليمنية كـ”ضمانة” لتأخذ السعودية خطوات باتجاه اتفاق شامل لضمان نجاح خطة ولد الشيخ في المفاوضات القادمة وصفها العديد من المهتمين بالشأن السياسي في اليمن انها مجرد غطاء سياسي ماكر منوهين في هذا السياق ان قادة العدوان السعودي وفريق المستشارين الأميركيين الذين يعملون في غرفة عمليات العدوان بالرياض ، هم الذين انتهكوا هدنة (ظهران الجنوب)في وقت سابق وقاموا بتصعيد الغارات الجوية والزحوفات البرية لتحقيق الحسم العسكري واحتلال صنعاء أثناء مفاوضات الكويت التي كانت مجرد غطاء سياسي ماكر لتلك الخدعة.
ونوه العديد من السياسيين بأن الدعوة الأميركية البريطانية الى إعادة تفعيل هذه الاكذوبة تأتي هذه المرة بالتزامن مع تصعيد الغارات الجوية الوحشية وعودة حكومة الدمية هادي الى عدن ، في سياق تدشين طور جديد ومتوحش للحرب الاقتصادية والحصار المالي على البنك المركزي ، بهدف تجويع الشعب اليمني وقواته المسلحة واللجان الشعبية تحت غطاء العودة الى هدنة ( ظهران الجنوب) وتنفيذ خطة ولد الشيخ التفاوضية التآمرية القادمة!!
كما اعتبروا أن تشكيل الحكومة الوطنية مهمة لا تقبل التأجيل والتسويف.. وأن التأخُّر عن إنجاز هذه المهمة سيخدم المخططات الجديدة للعدوان السعودي الأميركي..