عبده حسين
alakoa777@hotmail.com
منذُ ما يزيد عن (19) شهراً وقوى تحالف العدوان بقيادة السعودية تُمعن بوحشية في تدمير كل ما هو جميل في اليمن، استهدفت البشر والشجر والاخضر واليابس، ودمرت الحضارة والتاريخ، فهل تعد الدعوات الى حوار وسلام شامل يقود الى تسوية سياسية، بشائر تلوح في الافق سعياً لإيقاف العدوان والحصار.
رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، أطلق مبادرة سلام من شأنها وقف الحرب والعدوان الذي تتعرض له البلاد منذ نحو 19 شهراً بقيادة السعودية.
وقال الصماد في خطاب له مساء أمس الاحد، عشية حلول الذكرى الـ54 لثورة 26 سبتمبر إن المجلس يعلن مبادرة للسلام تتضمن “إيقاف العدوان براً وبحراً وجواً وإيقاف الطلعات الجوية ورفع الحصار المفروض على اليمن، مقابل إيقاف العمليات القتالية في الحدود مع السعودية وإيقاف إطلاق الصواريخ على الحدود وإيقاف إطلاق الصواريخ نحو العمق السعودي”.
الصماد دعا الأمم المتحدة وكل الدول الحريصة على السلام وحقن الدماء الى الضغط على النظام السعودي لالتقاط هذه الفرصة إذا كان يملك قرار الحرب ويحرص على حقن دماء جيشه الذين يتعرض للقتل بشكل يومي.
ما أدلى به الصماد جاء متسقاً مع ما تحدث به الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح في كلمة متلفزة بثتها “اليمن اليوم” مساء أمس الأحد عشية ذكرى ثورة 26 سبتمبر 1962 حيث قال “سنتحاور مع السعودية بعد فشلهم في الحرب مثلما تحاورنا في مراحل مماثلة في الماضي”.
وأكد صالح أن “العدوان لن يستمر وأن التحالف السعودي لن يستمر”.
وعلى ما يبدو أن هذه الدعوات التي أطلقها رئيس المجلس السياسي صالح الصماد والرئيس الاسبق على عبدالله صالح، والتي جاءت بالتزامن مع الانتصارات الميدانية المتواصلة التي يصدرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات، أبرزها تطويق نجران من كل الاتجاهات؛ هي من أجبرت دول تحالف العدوان بقيادة السعودية الى التقاط الانفاس الاخيرة والرضوخ لوقف العدوان والحصار، وهو ما اتضح جلياً من خلال دعوة الناطق باسم تحالف العدوان اللواء الركن احمد عسيري، الى تسوية سياسية شاملة في اليمن.
ويضيف عسيري أن التحالف “يرحب بكل جهد لتسوية سياسية حقيقية شاملة”.
وكان محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية غرد بصفحته الشخصية على تويتر: “الحل الوحيد في سوريا واليمن، هو وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات (الإنسانية)، والتوصل إلى اتفاق سياسي”.
وتساءل ظريف: “إيران مستعدة لتقديم المساعدة في ذلك، فهل البقية مستعدون؟ ”
وبدورنا نتساءل: هل قوى العدوان ومن يقف خلفها مستعدون لحوار يفضي الى حل سياسي شامل في اليمن؟
لكن مصدر سياسي في صنعاء، علق على تصريحات نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية للمتحدث العسكري السعودي باسم تحالف العدوان على اليمن: “إن الرسالة والمقترح في خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد مقدم إلى الأمم المتحدة المعنية المباشرة، وإلى مجلس الأمن الدولي ممثلا بالدولة الكبرى التي تتبنى مطالب السعوديين بوقف العمليات والهجمات عبر الحدود دون التطرق إلى وقف العدوان الوحشي والغارات الجوية البربرية”.
وأضاف المصدر لوكالة خبر إن “تقطع” المتحدث العسكري السعودي العميد عسيري والتطوع لإصدار تعليقات ومواقف وتصريحات حول الرسالة المذكورة، سواء بالرفض كما يقول أو حتى بالقبول، لا معنى ولا قيمة له كونه غير معني بالأمر ولا مطلوب منه الرد نيابة عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة التي تتبنى مطالب حليفتها الى العمل على وقف هجمات القوات اليمنية عبر الحدود والهجمات الباليستية وتربطها بخطة مفاوضات وخارطة تسوية شكلا لكنها مضمونا تتعاطى بالدرجة الأولى مع شكاوى وتوجع الرياض من العمليات الحدودية حصراً وتعطي فسحة ووقتا ممددا للعدوان والحصار والمجازر الجوية اليومية”.
ونسبت وكالة فرانس برس إلى العسيري رفض التحالف للمبادرة الأخيرة وأنه يفضل حلا شاملا للأزمة اليمنية، وليس هدنة..