حضرموت/ نبيل سعيد
إعلاميّون محترفون، من أبناء محافظة حضرموت، ألقوا أحجارهم في المياه الآسنة، فكانت النتيجة، خمس تجارب نوعية، لإذاعات الـ”FM” التي غزت حواضر حضرموت، خلال 3 سنوات فقط، لتصنع مشهداً إبداعيّاً مغايراً، على طريق الإعلام المجتمعي المستقلّ حسب ما نشره موقع “العربي”.
إعلام مستقلّ يسعى إلى ردم الفجوات ذات البعد الجغرافي والثقافي والإتّصالي، ونشر الوعي الصديق للتنمية في المجتمع المحلّي، في محافظة مترامية الأطراف كحضرموت، تشكّل ثلث مساحة اليمن.
إذاعة “سلامتك”
“سلامتك”، تجربة فريدة في مجال الإعلام المجتمعي، فهي أوّل إذاعة تُعنى بشؤون الصحّة في حضرموت واليمن عامة. مبادرة نوعية متميّزة، انطلقت من المكلّا، بجهود مضنية من مؤسّسة حضرموت لمكافحة السرطان “أمل”، صاحبة الإمتياز في إنجاز هذا المنبر الإعلامي.
يوضح مدير الإذاعة، الإعلامي صلاح العماري، أن التحضيرات “استغرقت 6 أشهر حتّى أصبح الحلم حقيقة، حين بدأت الإذاعة بثّها التجريبي، في العاشر من يوليو العام 2013، بإرسال يومي لا يتجاوز الثلاث ساعات”، لافتاً إلى أنّه “على الرغم من محدودية تغطية البثّ الإذاعي التجريبي، الذي لا تتعدّى دائرة قطره الكيلو متر الواحد، استطاعت الإذاعة كسب جمهور واسع، وحاليّاً يتمّ البثّ عبر موجة F.M بتردد 0/94 ميجا هيرتز، يغطّي مديرية المكلّا وضواحيها”.
وتركّز الإذاعة على المجال الصحّي بالدرجة الأولى ،علاجاً ووقاية، بغية خلق ثقافة صحّية جيّدة لدى المجتمع، عن طريق التوعية المستمرّة للمواطنين، بمخاطر بعض العادات الضارّة التي تسبّب الأمراض الخطيرة..وتشمل الخارطة البرامجية لراديو “سلامتك”، إلى جانب البرامج الصحّية، برامج أخرى متنوّعة، تتطرّق إلى الجوانب الدينية، والإجتماعية، والثقافية، والترفيهية أيضاً، ويحرص الراديو على استضافة شخصيّات من ذوي الخبرات والكفاءات في مختلف المجالات. كما استعانت الإذاعة بكادر متميّز، وأصوات شابّة من منتسبي قسم الإعلام في كلّية الآداب بجامعة حضرموت.
وعن استراتيجية العمل المعتمدة، يشير العماري إلى “أنّنا نركّز جهودنا على نشر الوعي الصحّي بين الناس بشقّيه، العلاجي والوقائي، وتوضيح مخاطر الأمراض المستعصية، وعلى وجه الخصوص السرطان المنتشر في المحافظة، وأسبابه وعلاجه والوقاية منه، إضافة إلى تسليط الضوء على جهود مؤسّسة حضرموت في مكافحته، علاوة على التحذير من بعض العادات السيّئة، كالتدخين والمضغة والتمباك وتعاطي القات وغيرها من العادات الضارّة. كما نهتمّ، أيضاً، بإبراز مواهب الشباب في العلوم والإختراعات والإبتكارات والفنون والموسيقى والرياضة وغيرها، وإتاحة الفرصة للمواطنين للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم”.
وحول الإنجازات التي حقّقتها هذه التجربة الإعلامية خلال ثلاث سنوات، يفيد العماري بأنّه “يعمل بالإذاعة 14 شخصاً، أغلبهم مساهمون، وبحمد الله، قطعنا أشواطاً طيّبة، وقد شاركنا مونديال القاهرة الدولي للإذاعة والتلفزيون، وحصلنا على درع المهرجان، بتمثيلية من إنتاجنا بعنوان مازلت صغيرة، وهي أوّل مشاركة لحضرموت في هذا المونديال العالمي”، مضيفاً أنّ “الإذاعة لعبت دوراً مهمّاً خلال الفترة الماضية، خاصّة بعد تدمير إذاعة المكلّا، إذ قامت الإذاعة بتعويض الفراغ الإعلامي، فكانت رديفاً لإذاعة المكلّا، حيث بثّت الأخيرة أثيرها عبر استديوهاتنا لفترة، إلى حين انتقالها لمبناها الجديد”. تسعى هذه الإذاعات إلى ردم الفجوات ذات البعد الجغرافي والثقافي والإتّصالي
راديو “نما”
ونهاية أغسطس 2016، برزت في المكلّا تجربة إذاعية أخرى، تُعدّ إضافة نوعية لتأسيس الإعلام المجتمعي المستقلّ في حضرموت، حيث انطلق البثّ التجريبي لراديو “نما FM” الشبابي، الذي من المزمع تدشين بثّه الرسمي مطلع أكتوبر من العام الجاري.
الإذاعة التي حدّدت مسارات عملها في جوانب التنمية والتوعية والتثقيف والجوانب التعليمية والإبداعية، تستهدف، بالدرجة الأولى، شريحة الشباب من خلال العديد من البرامج الشبابية والحوارية والفنّية والرياضية، كما تُعنى بالأسرة من خلال إفراد مساحة برامجية متخصّصة بشؤون التربية، وأساليب إدارة البيت، واحتواء المشكلات المختلفة، إضافة إلى التركيز على المرأة من خلال إبراز دورها الريادي في مختلف المجالات.
ويقول مدير المشروع، الإعلامي مجدي بازياد، إن الإذاعة “تسعى لتقديم مادّة إعلامية وإذاعية هادفة تلامس الإحتياجات، وتتطلّع إلى تحقيق تنمية وتوعية للمجتمع بأسلوب إذاعي شيّق وقريب من المستمع، بعيداً عن التقليدية التي تنتهجها الكثير من المؤسّسات الإعلامية في المحافظة”، مضيفاً “أنّنا سنعمل بمهنية واحترافية في فضاء شبابي، سعياً لإبراز الوجه الحضاري لحضرموت، إضافة إلى تبّني القضايا المجتمعية، ومعالجة الكثير من الظواهر السلبية، واستثمار طاقات الشباب وإبراز مواهبهم وإبداعاتهم وتحفيزهم، من خلال فترة البثّ التي نأمل أن تصل إلى ما بين 6 و8 ساعات يوميّاً، عقب الفترة التجريبية، التي يعمل بها كادر يتكوّن من 5 شباب فقط، استطاعوا أن يضعوا بصمتهم خلال فترة وجيزة، بجهاز بثّ قدرته 50 وات فقط، وطموحنا المستقبلي ليس له حدود”.
راديو “الماهر”
في تريم، ثمّة تجربة إعلامية أخرى، لكنّها تختلف عن سابقاتها في أنّها تابعة للقطاع الخاصّ، فإذاعة “الماهر” التي افتُتحت بداية يناير من العام 2016، وذاع صيتها في أرجاء وادي حضرموت وفي مدينة تريم خاصّة، اعتمدت استراتيجية الموازاة بين تقديم المادّة الإعلامية الشاملة، وبين التسويق الإعلاني التجاري، الأمر الذي يمنح هذه التجربة زخماً جماهيريّاً أكثر، من خلال تبنّي الإذاعة للمهرجانات والمسابقات والحفلات الفنّية في الأعياد والمناسبات.
ويصف مدير الإذاعة، عبد المجيد باجبير، التجربة بـ”الفريدة”، فهي “ابتكار إعلامي جديدة، حقّق نجاحاً باهراً، في ظلّ تعقيدات الظروف الحالية، ويتفاعل معه المجتمع بشكل جيّد، نحاول أن نقدّم من خلاله مادّة إعلامية هادفة للأسرة عبر التوعية بدورها في رقيّ المجتمع، ومعالجة القضايا المجتمعية المرتبطة بالأفراد في محافظة حضرموت خصوصاً والوطن بشكل عام، وإيصال صوت المجتمع في محافظة حضرموت بأصالته العلمية والثقافية والتاريخية إلى أنحاء الوطن والعالم، وتعزيز الثقة لدى الفرد، وإشاعة روح الألفة بين الفئات المجتمعية، بصوت واحد”.
“نهضة FM”
وفي تريم أيضاً، يبرز راديو “نهضة FM” الذي أطلقته كوكبة من الإعلاميّين في إبريل من العام 2014م، ويغطّي بثّه مدينة تريم وضواحيها مع إمكانية زيادة مساحة التغطية مستقبلاً، وتمتلك الإذاعة خطّة برامجية متميّزة تحتوي على مجموعة من البرامج الثقافية والفنّية والعلمية والدينية.
إذاعة “نور الإيمان”
أمّا التجربة الخامسة، فهي إذاعة “نور الإيمان” التابعة لدار المصطفى للدراسات الإسلامية في مدينة تريم. انطلقت بهذا المسمّى في العام 2013، وهي إذاعة تُعنى بالجانب الديني، وتبثّ برامجها على مدار اليوم، بواقع 3 فترات.
وقبل إنشاء “نور الإيمان”، كانت لهذا الصرح الديني إذاعة سابقة، تُعرف باسم إذاعة “دار المصطفى”.