الكثير من المحللين السياسيين في العالم وبالذات البيض العنصرين في أوروبا والعرب لم يكونوا يتوقعون أن يفاجئ الشعب الأمريكي العالم باختياره رجلاً أسوداً ليحكم الولايات المتحدة الأمريكية، ولهذا باءت تكهناتهم وتوقعاتهم بالخيبة، وأصيبوا بالذهول حين تربّع باراك أوباما الرجل الأسود على كرسي الإدارة الأمريكية ولمدة ثمان سنوات، وربما أن يفاجئ الأمريكيون العالم بإختيارهم إمرأة لتحكم أمريكا، وهذا لن يكون مستغرباً أو مستحيلاً في عصر المفاجآت الديمقراطية، وهو الأمر الذي سيجعل ممولي الحملات الإنتخابية الرئاسية في حالة إرتباك شديد سواءً كانوا رجال أعمال أو شركات أو أنظمة دول النفط في الخليج والجزيرة العربية، وهم الآن محتارون ويتسآءلون: هل المرأة ستنجح.. أمْ رجل الأعمال.؟!
وفي الحقيقة كلاهما ناجح، فهما أمريكيان سواءً نجح رجل الأعمال صاحب اللون الأحمر أو المرأة ذات الشعر الأشقر، أمّا أولئك الذين يراهنون على شخص محدد من المرشحين فهم لاشك خاسرون، فأي من الاثنين سينجح فإنه سيلتزم بالسياسة الأمريكية الخارجية الثابتة التي لن تتغيّر، سواءً في الماضي أو في الحاضر أو في المستقبل، فالإدارات الأمريكية المتعاقبة تحكم على أساس سياسة ثابتة واضحة تخدم مصالح أمريكا ولا تخدم المتبرعين الذين قدّموا الدعم المالي السخي لحملاتهم الإنتخابية الرئاسية.
فإذا صادف أن المراهنين كسبوا جزءاً من رهاناتهم في بعض الفترات الماضية فلاشك أنهم لن ينجحوا في المستقبل.. ويجب أن يدركوا أن المزيد من الخسران يعني هدم المعبد على رؤوس الجميع.
علي عبدالله صالح
رئيس الجمهورية السابق
رئيس المؤتمر الشعبي العام
نقلاً من صفحته على الفيس بوك