حسن عبدالوارث
من ثورة 14 يوليو 1789 .. الى ثورة 14 أكتوبر 1963 .. مروراً بثورات : 22 يناير 1905 .. و 2 يونيو 1916 .. و 23 أكتوبر 1917 .. و 23 يوليو 1952 .. و 26 سبتمبر 1962 ..
تراكم الوعي الثوري في تلافيف الذاكرة الانسانية ، وتجذَّر الايمان بحتمية التغيير بالوسائل الثورية .. غير أن الثورات تآكلت من داخلها بعوامل التعرية السياسية والآيديولوجية، وبفعل تناقض المصالح حيناً ، وتحالف الأطماع أحياناً ، بين الثوار ووارثي الثورات ..
وبانتقال مفاهيم ودلالات الثورة من الوعي والوجدان الى الطاولات والحكومات ، أو بانتقالها من أحلام وتضحيات الثوار الى أحضان وجيوب الساسة والتجار.. راحت الثورة تنسلخ تدريجياً من واقع المجتمع ووقائع الحياة اليومية للناس ، كما تنسلخ القشرة البالية عن الأفعى التي ظهرت للوجود بقشرة جديدة براقة لكنها زائفة وبأنياب فتاكة مضغت الحلم ومزقت الارادة ، ثم لفظتهما على قارعة التاريخ !
لم يعد ثمة جيل ، اليوم ، يحرّر الثورة من اسار متحف الشمع .
الثوار ووارثي الثورات!
التصنيفات: أقــلام
الوسوم: الثوار ووارثي الثورات