وصلت حرض، حيث كان مقصد رحلتي.. ومنها لم أجد ما يمكن اعتباره مختلفا.. لاتزال حرض، صامده ولايزال العدوان فاجرا في قصفه.
سألت: هل يمكن الوصول الى صعده، من غير طريق الملاحيظ.. قالوا لي، عبر مثلث عاهم، ولكنه غير آمن.
في ظروف الحروب، الجميع يقولون لك كغريب، ان المناطق غير آمنة، بدأت طريقي، وكنت اسير بحذر، متوقعا أن المناطق المحاددة لحرض وصعده، ميتة من الحياة، متوقعا أن أسير في الطريق وحيدا.. وبعد أقل من نصف ساعة وجدت نفسي في طريق مزدحم بالناس، هي مناطق تابعة لمحافظة حجة، وللوصول الى صعده عبر هذه الطريق، سيكون علي قطع حجة من طريق ثالث وصولا الى العشة وحوث في عمران، ولا يبقى بيني وبين صعده الا حرف سفيان..
وصلت أول نقاط صعده، قبيل المغرب، كان تصوري أن محافظة صعده أصبحت خالية من السكان.. نحن نسمع عن ونشاهد ونعد الغارات الوحشية للعدوان السعودي، في صعده، ودعوتها كل يمني لمغادرة المحافظة والمدينة..
لذا سألت في تلك النقطة الأمنية: هل أواصل طريقي الى صعده، أم اعود الى حوث او حتى عمران.. كنت أسأل متوقعا ان المسئول سيفهم قصدي، سيفهم تصوري أن صعده خرابا باعتباره يدرك ذلك واقعا.. لكنه لم يفهم، قلت له: سأصل صعده مساء، فهل سأعرف مكانا أبيت فيه، هل باقي في صعده فنادق؟
كانت ملامح وجهه، صادمة.. اجابته لم تكن سوى: ياذاك صلي على النبي، وقالت لي ملامحه: كم أنتم بعيدين عن صعده، لا تعرفون عنها شيئا.. وبصدق شعرت بالإحراج، كأن تزور صديقا لك توفى من عام، ثم تسأل ابنائه: كيف هي صحة والدكم، فهو مثل أخي..
في مديريات حجة المحاددة لصعده، ما بعد حرض، كانت الطرقات مزدحمة، مزدحمة بالحياة كما هي مزدحمة بأثار العدوان.. وكلما اقتربت من صعده، قلت حركة السيارات، لكنه قلة لا تظهر لواحد مثلي، قادم الى صعده وهو لا يتوقع أن اليمنيين يتحركون من والى صعده..
هذه هي صعده اذاً، اضواء خافتة، حيث يمول اليمنيون الاضاءات بجهودهم الشخصية، ولكنها مزدحمة بالحياة..
كان الموقف المحرج الثاني لي، بعد موقف النقطة الامنية، وانا أسأل صاحب الفندق: هل لديكم انترنت، ورأيت ذات الملامح التي رأيتها في وجه المسئول الامني.. كيف لم تلاحظ أن صعده غائبة في عالم الانترنت والنشر، وانت اعلامي..
الشبكة مقطوعه، وليس لديك الا الـ3g قد تجد عبره نافذة كل كم ساعه، ان تمكنت من ذلك.
لدي أرقام سبأفون وام تي ان، استخدمها كمودم متنقل للإنترنت، لم يعمل منها الانترنت، ولكن وصلتني رسالة من سبأ فون، كتلك التي استقبلها كلما تنقلت من دولة لأخرى، حيث ترحب بي شبكات الاتصالات، قالت لي عبرها سبأ فون: تم تفعيل عرض السلام، الذي لا يمكنك الاستفادة منه خارج محافظة صعده.
من صفحة الصحفي:نبيل الصوفي- على الفيس بوك
————
وللحديث بقية
