قال الدكتور ريتشارد ماكلارين ، الذي قاد التحقيق في عملية تناول المنشطات التي تشرف عليها الدولة في روسيا، إن النظام العلاجي الذي يتيح إعفاءات للرياضيين قابل للانتهاك.
وكانت مجموعة هاكرس “فانسي بيرس” قد سربت هذا الأسبوع الملفات الطبية المسروقة لرياضيين.
ولدى سؤاله عما إذا كانت هذه الملفات تثير القلق، قال ماكلارين:” ربما نعم. فذلك يتوقف على ما هي الرياضة المقصودة.”
وكانت ملفات البطلان الرياضيان البريطانيان نيكولاس آدامز ولورا تروت قد سربت الجمعة، ومع ذلك لا يوجد ما يشير إلى ارتكابهما أية مخالفات.
وقالت نيكول سابستيد المدير التنفيذي لمكافحة المنشطات في بريطانيا:” بالتأكيد ندين تسريب معلومات شخصية، واستخدام الإعفاء العلاجي لا يمثل مخالفة تناول منشطات، وكل هؤلاء الرياضيين تقدموا بطلبات شرعية وحصلوا على دعم طبي في إطار قواعد مكافحة المنشطات.”
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إنه “لا يؤيد ما فعله القراصنة”، ولكنه أشار إلى أن التسريبات “تثير العديد من الأسئلة.”
وجاءت تصريحات بوتن بعد تعليقات توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) التي قال فيها إنه سيطلب مساعدة موسكو لوقف القراصنة، الذين تعتقد الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (Wada) أنهم لهم صلة بروسيا.
“النظام العلاجي قابل للانتهاك”
وأغلب السجلات المسربة تحوي تفاصيل الإعفاءات التي تسمح بتناول الرياضيين مواد محظورة لأسباب طبية.
وقال ماكلارين، وهو بروفيسور كندي في القانون ومحامي رياضي، لبي بي سي العالمية: “لابد من إجراء تحقيقات حول رياضات معينة لمعرفة ما إذا كان العديد من الرياضيين الذين يمارسونها حصلوا على إعفاءات تتعلق بمواد بعينها.”
وأضاف قائلا: “أحد الإعفاءات الشائعة تتعلق بحالة إيه دي إتش دي الطبية (قصور الانتباه وفرط الحركة) – فقد يكون هناك انتهاك متعلق بها، فهذا أحد المجالات التي تتطلب التمحيص – كم تكررت (إعفاءات طبية معينة) في رياضات بعينها.”
فعلى سبيل المثال، فإن مادة ميثيلفيناديت تعد محفزا يساعد وظائف المخ لدى من يعاني إيه دي إتش دي، ولكنها تحسن أيضا أداء الرياضيين ولا يسمح بها إلا بموافقة طبية.
“تحول رد فعل اللجنة الدولية عليها”
وطرح ماكلارين شكوكا في أن يكون رد اللجنة الأولمبية الدولية على تحقيقاته بشأن رعاية الدولة الروسية لتناول المنشطات قد حفز القراصنة على اختراق أنظمة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات وتسريب ملفات الرياضيين.
وقال إن اللجنة الأولمبية الدولية قللت من أهمية النتائج التي توصل إليها تقريره الذي انتهى إلى أن وزارة الرياضة الروسية “أدارت وسيطرت وأشرفت” على عملية خداع تتعلف بعينات البول التي قدمها رياضيوها بين عامي 2011 و2015.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية قد فرضت حظرا جزئيا على الرياضيين الروس في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 عكس لجنة الألعاب البارالمبية التي فرضت حظرا شاملا على مشاركة روسيا في دورة الألعاب البارالمبية.
وقال:” إن اللجنة الأولمبية الدولية حولت الأمر إلى قضية حول أفراد.”
وأضاف قائلا:” إن التقرير نظر للأفراد ليس لأنهم ارتكبوا مخالفات تتتعلق بالمنشطات، ولكن ما إذا كانوا جزءا من نظام تديره الدولة ويعمل خارج الهيئة المحلية الحاكمة.”
وقال إنه كان “واثقا” من أن توصل التقرير لدليل كاف على إشراف الدولة الروسية على تناول المنشطات “تجاوز الشك المعقول.”
وأضاف قائلا: “إنها لم تكن نتائج مؤقتة بل نهائية، وليست مزاعم كما أشارت منظمات متنوعة بما فيها اللجنة الأولمبية الدولية.”
وتابع قائلا: “إن قرار اللجنة الأولمبية الدولية بفرض حظر على الرياضيين الروس الأفراد الذين ارتكبوا انتهاكات في الماضي تحول إلى رأس اللجنة، وأصبحت قضية حول الأفراد وحقهم في المنافسة وهو أمر ليس له علاقة بالتقرير.”
ما هو الإعفاء على أساس صحي؟
يسمح نظام الإعفاء على أساس صحي، لأسباب طبية، بتناول مواد محظورة بأمر الطبيب للعلاج.
ولابد على الرياضيين البريطانيين الاتصال بالهيئة المحلية الحاكمة، أو اتباع إرشادات الوكالة البريطانية لمكافحة المنشطات قبل طلب الإعفاء الصحي.
وهناك معايير صارمة للحصول عليها:
– أن يؤدي عدم حصول الرياضي عليها إلى مشاكل صحية كبيرة – ألا يؤثر تناولها بشكل كبير على أداء الرياضي – لا يكون هناك بديلا لها – ألا يكون استخدمها قبل الحصول على الإعفاء
وتقول الوكالة البريطانية لمكافحة المنشطات” هناك العديد من الضوابط المنفذة تجعل الصعوبة تصل لحد المستحيل” أن ينتهك الرياضيون النظام.
لماذا نتحدث عن الإعفاء الصحي؟
ومن بين الذين تم تسريب ملفاتهم خمسة رياضيين بريطانيين منهم كريس فروم بطل سباق دراجات فرنسا تور دي فرانس ثلاث مرات، وبرادلي ويغنس الحائز على خمس ميداليات ذهبية أولمبية.
وقال فروم البالغ من العمر 31 عاما إنه أعلن بالفعل استخدامه الإعفاء الصحي.
وقد استخدم فروم البريدنيسولون (احد مشتقات الكورتيزول) علاج “الربو المتفاقم” فيما استخدم ويجنس السالبوتامول (فنتولين) لعلاج مرض صدري وربو.
كما تم تسريب ملفات سيوبهان ماري أوكنر ولاعبة التجديف أوليفيا كارنيغ اللتان فازتا بميداليتين فضيتين في ريو، وبطلة أولمبياد الدراجات 4 مرات لورا تروت.
وكانت تروت قد حصلت على الإعفاء العلاجي من مواد سالميتيرول وسالبوتامول والتي تستخدم في علاج الربو، وانتهى في 31 يوليو/تموز عام 2013.
وقال متحدث باسمها:” معروف أن لورا عانت من الربو منذ كانت في سن مبكرة والبخاخات جزء من حياة مرضى الربو.”
وأضاف قائلا:” إنه أمر يثير الإحباط وضع حالتها الطبية على الإنترنت، ولكنها كانت دائما تسعد بالحديث عن الربو.”
وانتقد أوليفر نايغل مدير عام الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات بشدة التسريبات.