د.سيف العسلي*
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، فإنني أذكرهم بقوله تعالى بسورة الحج: [لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ وَادْعُ إِلَىٰ رَبِّكَ ۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدًى مُّسْتَقِيمٍ (67) وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69)].
إن الله جعل العيد رمزاً للسلام والتآخي والتحابب بين المسلمين الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم، فأين يأتي هذا الوجل وهم يقتلون بعضهم بعضاً، ويحرضون على الآمنين، ويرسلون الطائرات على المسلمين؟؟! أين إسلام هؤلاء؟ وأي حرمة تركوها لله؟ وكيف لا يؤمنون بالله الذي أنزل هذه الآيات ويصدقون رجال الفتاوى الكذابين؟!
إن العيد من أجل أن نستخدم نعمة الأنعام لنطعم الجائع ونؤمّن الخائف، فهل القنابل والصواريخ تحقق ذلك؟ وما قيمة التضحية والناس خائفون وجلون؟
أذكرهم بهذه الآية علّهم يرجعون، وإنني أحذرهم كما حذر الله أمثالهم عندما قال: [إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38)].
فأكثر أنواع الخيانة والكفر هو قصف المدنيين والمدن، وحصارهم.
هل من التضحية والإطعام الحصار ومنع اليمني من الحصول على السيولة النقدية ليتمكن من شراء الأضحية والملابس؟
هل هؤلاء شرعيون، وبأي مقياس نقول “شرعيون”، وهم يقتلون أبناءهم ويحرضون عليهم ويحاصرونهم، ولا يرقبون في يمني إلاً ولا ذمة. ومن يدعم هؤلاء الناس ويقول إنه حزب إسلامي أو حركة إسلامية، فهل لديهم قرآن غير هذ القرآن، عليهم أن يراجعوا أنفسهم، وأن يقرأوا هذه الآيات بإمعان؟
اللهَ أرجو أن يفتح قلوبهم لها حتى ينقذوا أنفسهم أولاً وينقذوا ويخففوا عن شعبهم.. فإن لم يتأثروا بالعيد، فلن يتأثروا بعدها.. نسأل الله، في هذه الحالة، أن يكفينا شرهم، وأن يبدلنا خيراً منهم.
* البروفيسور ووزير المالية الأسبق.
نقلاً عن:(وكالة خبر للأنباء)