الكتل البشرية الكثيفة التي هبت الى ميدان السبعين من كل حدب وصوب تحركت بمشاعر عامة تسمو على الانقسامات، تحت عنوان وطني جامع، هتفت للجمهورية اليمنية ولوحت بآلاف الأعلام الوطنية ضد عدو خارجي استهدف اليمن أرضاً وشعباً ومقدرات، و لم تحضر بباعث أو شحن طائفي أو مناطقي.
فيما انصرفت النخب والكيانات العاجزة عن الحشد والتعبئة على أساس وطني جامع بعد هزيمتها الى تعبئة وتجييش المشاعر والانقسامات المذهبية والجهوية والمناطقية برعاية سعودية، ومن الطبيعي أن تميل مثل هذه النخب المهترئة والمرتهنة للآخر دائما لرؤية الأحداث وتفسير الوقائع من منظور ضيق إما طائفي أومناطقي، خصوصاً بعد أن أصبحت خياراتهم ومموليهم بما فيها خيار وقف الحرب والانتصار للحوار السياسي صعبة للغاية، ولن يكون من السهل الخروج منه، في ظل المشهد الراهن الذي يفوح برائحة الموت والخراب ..