محمد انعم
مسكينة عدن .. كانوا يتغنون بصخب عن الحرية والقيم والأخلاق والكرامة ،واليوم نصحوا على مدينة تتحول من قلعة إشعاع للحرية والاشتراكية إلى ميناء لتصدير العبيد الجدد.. عدن ..عندما تفقد حريتها وتدوس أقدام الغزاة على أرضها الطاهرة تموت فيها الإنسانية وكل القيم وتزدهر فيها تجارة العبيد وأدوات القتل .. تتذكرون رامبو الشاعر الفرنسي الشهير القادم من فرنسا ..هو أيضا تغنى كثيرا بالحرية في عدن ، لكنه كان يتاجر بالعبيد في اليمن .. صدقوني ..ليس ثمة فرق بين جزيرة العبيد (جزيرة العمال حاليا) وبين (مدرسة السنافر )..وليس هناك فرق بين احتلال عدن وبين ازدهار تجارة الرقيق.. فالشاعر رامبو لم يمارس هذه التجارة إلا عندما كانت عدن أسيرة في قبضة المحتل الانجليزي ..مثلما هي اليوم محتلة من قبل الهمج من بني سعود وبني زايد. اعتقد انه من العبث التفكير بمعالجة جزئية لهذه المشكلة او الظاهرة الصادمة للإنسانية ..لا يمكن بأي حال من الأحوال التفكير بان اغلاق مدرسة أو معسكر السنافر بالمنصورة ، سيوقف أبواب المتاجرة بشباب اليمن ..لا يمكن لتجار العبيد وبكل بساطة اليوم أن يغلقوا محلات تصدير الشباب كوقود إلى محارق الحرب الحرب في نجران وعسير وجيزان ..لان تجار العبيد أقوى من شلال والزبيدي وعرب وبن بريك وكل زبانية الاستعمار الجديد .. ما يحدث في عدن هو إفراز من إفرازات الاحتلال .. هذا أمر مسلم به ..فعندما تتساقط مدننا تحت أقدام الغزاة فلا غرابة أن يباع أولادنا وبناتنا في أسواق النخاسة .. ليس المطلوب مننا أن نحرر بضعت شباب تكبلهم أغلال العبودية ، فذلك ليس حلا .. بل المطلوب أن نحرر عدن أولا وكل مدننا من الغزاة الجدد الذين يريدون أن يستعبدوا شعبنا وبهذه الأساليب القذرة.
“تجار الرق في عدن”
التصنيفات: أقــلام