نبيل الصوفي
الخبر الذي نشره أحد مشرفي صفحة تويتر التابع لقناة المسيرة عن تعيين صالح الصماد، لطارق محمد عبدالله صالح قائداً للحرس الجمهوري، وهو ما نفاه طارق بعدها، هو خبر مؤتمري أنصاري، من تحالف المتضررين من المجلس السياسي، من المؤتمريين ومن أنصار الله..
الطرفان المتضرران، يعرفان الدور الذي لعبه طارق منذ أول صاروخ لطائرات العدوان، بعلاقته بعبدالملك وبعلي عبدالله، بصالح الصماد، وبعارف الزوكا، بأبو مالك، وأبو علي، بمهدي المشاط، وبيحيى دويد.. بمحمد القوسي، وبأبو طه، وبعبدالكريم وعبدالخالق الحوثي، وغيرهم من قيادات الترتيبات الراهنة.. وهي علاقة تنامت واقعياً، بدون توجس ولا أطماع، فالهدف اليوم، هو حماية صنعاء ودولتها قبل أي خلافات أصغر من ذلك..
ولم يكن الأمر، عمومياً ولا من بدايته، فقد كان طارق، باعتباره القائد السابق للحرس الخاص بالزعيم، هو من قاد ترتيبات الحراسات سواءً حول منزل رئيس المؤتمر أو مقر المؤتمر الشعبي العام، أثناء هروب دولة الوضيع من صنعاء، وحدثت مشادات بينه وبين اللجان الشعبية في أكثر من نقطة، ووصل الحال أن أكبر قيادات الحوثي في صنعاء هددت باعتقاله، قبل أن يتواصلا وتتحول علاقتهما إيجابياً، وجاء العدوان السعودي ليعززها تجاه كل الأطراف..
وسيأتي اليوم الذي يمكن الحديث فيه عن تفاصيل حاضره في الميادين، وفي كل جبهات المواجهة براً وبحراً..
وفي الميدان السياسي، فإن مشروع الاتفاق السياسي، واحتفظ أنا بنسخته المكتوبة بخط يد طارق، كأفكار من نقاشات مباشرة مع قيادات من الطرفين، المؤتمر والأنصار، أو العسكريين واللجان الشعبية..
وهي كانت تتويجاً لمشاورات طويلة وصلت لطريق مسدود في محطات متعددة، ساهم فيها طارق وغيره من القيادات في الجانبين.. وحين صارت اتفاقاً، انسحب الرجل من الصورة، ولم يعلن أي دور له في المسار كله..
لم يشترط، مقابل ذلك، الحصول على أي منصب أو ترتيب وضع، هو يدرك أن النجاح في مواجهة العدوان، هو الأهم، وليس الأمر مدعاة للتفاخر حتى، فلافرق بينه وبين من رأيناهم داخل الحدود السعودية من أفراد الجيش واللجان، وهم لايكترثون بترتيبات السياسيين واتفاقاتهم واختلافاتهم..
وأعتقد أن الخبر، كان استهدافاً لهذا الدور الذي يلعبه طارق، بحيث يتحول الأمر إلى صراع مناصب، ولايخدم ذلك في المحصلة إلا العدوان، حتى لو استفاد هذا القائد العسكري أو هذا السياسي، مؤقتاً..
يستحق طارق، منصباً يليق به وبدوره، وهذا متروك لقيادات المؤتمر والأنصار، والجيش واللجان الشعبية.. لكن إلى الآن لم يناقش أحد في ذلك، ولذا تم إلغاء خبر الصفحة، وقيل تم اختراقها، والاختراق ليس دائماً مجرد اختراق تقني، فكل ما يواجه الحرب حرب..
الله يعين أنصار الله على بعضهم، ويعينهم عل بعض المؤتمريين أيضاً.. ويعين اليمن على الجميع..