محمد أحمد الوريث
ويرى البعض في مساحة الحرية المفرطة الموجودة في الإعلام البديل ميزة تساعد الجمهور على التعبير في منأى عن مقص الرقابة وبيروقراطية الأجهزة الإعلامية الرسمية في حين يرى البعض الآخر في تلك الحرية أهم سلبيات هذا النوع من الإعلام خاصة في ظل المجتمعات متدنية التعليم كدول العالم الثالث والتي لا يزال فيها الفرد لا يدرك الشراكة الحقيقة بين مفاهيم الحرية والمسؤولية والواجبات الاجتماعية وأخطار التعبئة السلبية في غياب الرقيب .
وقد انتشرت في الآونة الاخيره في اليمن ظاهره التعاطي مع الإعلام البديل ربما بما يشكل منافسه شديده للإعلام التقليدي حيث اصبح لهذا النوع من الإعلام جمهور عريض ممثل بالمواقع الاخباريه على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت فأصبح مجتمعنا الإعلامي الالكتروني في اليمن واسع الانتشار والتأثير وهذا ما يظهر لنا عقبات جديده وحقيقه يجب بحثها ومعالجتها بشكل فوري وعاجل .
غياب الرقابه في الإعلام البديل مشكلة معقدة تؤدي إلى نتائج كارثيه أحياناٍ وتحتاج إلى دراسة علمية متأنية هناك الكثير من المنابر الإلكترونية مع الأسف اشبة بفوهات البنادق تنادي للتطرف والتحريض وتروج للعنف وتعمل على الحشد والاستقطاب الطائفي في مرحله معقده من عمر العملية السياسية الانتقاليه في البلد من المهم دراسة هذه الظاهره والبحث عن معالجات طارئه للمشكلة قبل ان تتفاقم حيث فوجئت بأن هذه الظاهرة رائجة لدرجة أنها لم تعد مقتصرة على العمل المنظم ولكنها أصبحت ظاهرة فردية يمارسها الكثير من الذين لا ناقة لهم ولا جمل دون أدنى فكرة لديهم بخطورة مثل تلك الممارسات فمثلاٍ غرف الدردشة لا تخلو من شخص أو أثنين من الناقمين على أوضاعهم وأوضاع البلد وبصورة غير مباشرة وربما هم أنفسهم لا يدركوا محتوى تلك الرسالة يمارس هؤلاء خطاب تحريضي خطير يروج للعنف وغيره مستخدمين أشارات واضحة سهامها تصيب قلب التطرف مستغلين بذلك أوضاع المعيشة والدين وبعض القضايا الحساسة لدى الشباب.
وهذا مجرد مثال واحد بسيط من مجموعة ضخمة من الطرق الممنهجة وغير الممنهجة كالمنتديات وصفحات الفيس بوك والتعليقات في المواقع الإخبارية وغيرها ما يجعل الواحد منا يتساءل هل يا ترى أصبح الانترنت الآن هو منبر الترويج للأفكار الهدامة وتضليل الشباب والنشء ¿ وهل يا ترى يقع ضحايا من شبابنا في كماشة أولئك المتطرفون في بيئة ينعدم فيها الموجه والرقيب¿
البلاد تمر بمنعطف حرج وتحتاج إلى اكبر قدر ممكن من الاستقرار خاصه من النواحي المعلوماتية والإعلامية لا محالة أنه يتم استدراج الكثير من شبابنا بهذه الطريقة – انترنتياٍ-واستخدامهم بعد ذلك في مستنقعات التخريب والتطرف ويجب الإشارة إلى أن عقول الشباب دائماٍ في حاجة إلى قضية تشغلها فهل غياب التوعية الإيجابية ومراكز تحصين الشباب من الأفكار الهدامة السوداء هو السبب في تمهيد الطريق أمام التطرف لشغل المساحات الخالية من عقول شباب الأمة ¿ وهل هناك ما يمكن القيام به لمواجهة مثل هذه الظواهر المستحدثة والحد من خطورتها ¿ فالمسؤولية مشتركة والنتائج تمسنا جميعاٍ وشباب هذه الأمة أمانة في ذمة الجهات المختصة وليحفظ الله شعبنا من كل مكروه !