قال حمزة الكمالي عضو مؤتمر الحوار الوطني أن اليمن الوحيد من بلدان الربيع العربي صنع نموذجاٍ فريداٍ في التغيير والتحول الديمقراطي.
وأوضح رئيس لجنة الانتهاكات للعام 2011م في فريق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية أن اليمنيين أثبتوا فعلاٍ سلميتهم رغم أنهم شعب يمتلك 60 مليون قطعة سلاح واستطاعوا أن يجعلوا الحوار لغة لصنع المستقبل..
وتطرق الكمالي في هذا الحوار الذي أجرته معه «الوحدة» لمفهوم العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية وعن رؤية شباب الثورة للتغيير الديمقراطي والتحالفات الجديدة التي ستشهدها الساحة اليمنية بعد مؤتمر الحوار الوطني وكذا عن الدولة المدنية كهدف لائتلاف قوى الثورة فإلى نص الحوار..
حاوره/ نجيب علي العصار
Najibalassar@ yahoo.com
> كيف تنظر إلى مراحل خارطة الطريق السياسية التي نسير فيها¿
>> أرى أن اليمن اليوم تصنع نموذجاٍ فريداٍ للربيع العربي في التغيير والتحول الديمقراطي نحو دولة مدنية حديثة واليمنيون أثبتوا فعلاٍ سلميتهم فالشعب الذي كان يمتلك 60 مليون قطعة سلاح والذي كان على شفا حرب أهلية استطاع أن يخرج ويصل إلى مربع التحاور السلمي لصنع مستقبله وأنا أرى أننا اليوم في أدق المراحل خطورة لأننا الآن نتفق على ملامح المستقبل فاليمنيون يجتمعون على مائدة حوار وطني بمختلف فئاتهم شباب ونساء ومنظمات مجتمع مدني وتشكيلات جديدة تشارك في الحوار كالحراك الجنوبي السلمي والإخوة أنصار الله ومعنى هذا أننا نستطيع أن نصل إلى حوار شعبوي جديد حوار لا يختزل في النخب والآن على أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن يثبتوا ويقتربوا من الشارع الشعبي ليصلوا بالحوار إلى مرحلة تطلعات وطموحات اليمنيين ولا يمثل الأفكار الشخصية التي لديهم فقط..
> إلى أي مدى حقق الشباب مكاسب من الثورة¿.. وهل التغيير يمضي في تحقيق آمالهم وطموحاتهم¿
>> الشباب اليمني وبفضل الله استطاع أن يخرج من ذلك الكهف الذي حاول النظام السابق أن يضعه فيه استطاع أن يقدم دمه لأول مرة بطريقة سلمية وليس عن طريق العنف ليصل إلى ما هو جديد وفي اعتقادي أن أهداف الثورة تحقق عبر التسوية السياسية القائمة وعبر النضال الثوري وأسوقاٍ لك مثالاٍ: اليوم استطعنا كشباب أن نصل إلى وسائل الإعلام وأن يصبح الإعلام منبراٍ للتغيير اليوم إذا قمنا بحملة إعلامية على أحد الفاسدين نلاحظ أنه خلال أسبوع يتم طلبه ومحاسبته وبدأ يشعر بالخوف من الوسيلة الإعلامية التي تقوم بمساءلته أمام الرأي العام وهذا بحد ذاته نقطة متقدمة وهذا لأول مرة يحدث النقطة الثانية موضوع الجيش فلأول مرة ومنذ سنوات طويلة في تاريخنا اليمني الجيش يخرج من نطاق العائلة والولاء المناطقي ويصبح بهيكل موحد ومناطق عسكرية تلبي تطورات العصر والرئيس الحمدي الذي ابتدأ مشروع التغيير في اليمن وتم اغتياله يعاد لهذا الرئيس عبر ثورة الشباب مشروعه وكرامته عبر هيكلة الجيش الجديد لكن أريد أن ننوه لنقطة هامة جداٍ هي يجب أن لا نصنع أصناماٍ وكل من يقوم بعمله الآن سواءٍ كان رئيس الجمهورية أو غيره هو يقوم بواجبه ولا يقوم بشيء تفضلاٍ منه وأي شخص يقصر بواجباته علينا أن نحاسبه وهذه من قيم الثورة التي اكتسبناها وكأحد الأهداف التي كان يسعى شباب الثورة من أجلها حقيقة أن يكون الشعب رقيباٍ على السلطة..
> من ضمن المرحلة الثانية من التسوية السياسية الحوار الوطني ألا ترى أن الوقت لم يعد مناسباٍ للساحات¿
>> أريد أن أنوه لنقطة مهمة جداٍ الساحات وسيلة وليست غاية التعامل مع الساحات كأحد أهداف الثورة للبقاء يعتبر من باب إخراج الساحات عن وظيفتها الأساسية وهنا يجب قبل أن نتحدث عن الساحات يجب أن نتحدث عن مبدأ مهم جداٍ ألا وهو مبدأ حق التظاهر السلمي باعتباره مكفولاٍ لكل شخص وهذا الحق هو الذي استطاع أن يوصلنا إلى التغيير الذي نحن فيه ويجب أن نحافظ عليه لكن أن يستخدم هذا الحق كوسيلة أو كغاية أو كطريقة للخروج عن الهدف الأساسي للتغيير فاعتقد أننا خرجنا عن المفهوم الذي خرج من أجله اليمنيون ووقفوا في صفه..
أما النقطة الأخرى التي أريد التحدث عنها والمتمثلة في بقاء الاعتصامات الاعتصامات هي وسيلة حضارية للتعبير عن الرأي والآن يجب القول أنه حتى من كانوا في الساحات فيجب على الحكومة والدولة أن تقوم باستيعاب هؤلاء الشباب بأن توفر لهم فرص العمل وأن يكون لهم مكان في المجتمع فهؤلاء الشباب طاقة إذا لم يتم استيعابها بشكل ايجابي سيتحولون إلى طاقة سلبية تؤثر على المجتمع وعلى مسيرة التغيير التي خرجوا من أجلها..
> ما هي الاتجاهات السياسية للشباب¿.. وما هي رؤيتهم للتغيير الديمقراطي¿
>> الشباب طبعاٍ هم يمثلون مختلف الأطياف السياسية وهنا أنا لا أتحدث عن شباب مستقل فقط أتحدث عن الشباب الذين شاركوا في الثورة وحتى من لم يشاركوا فيها هؤلاء جميعهم شباب يمنيون لهم توجهات سياسية معينة لكن أعتقد من وجهة نظري أن الشباب هم أكثر حرصاٍ على المستقبل من الأطياف السياسية الأخرى لأنهم يعتقدون بأن المستقبل يخصهم ولهم لذلك فهذا الحرص يعبر عن مدى اهتمامهم بهذا الأمر غليان الشباب هو حالة طبيعية بالتخوف على المستقبل الذي يأملونه..
أما عن رؤيتنا كشباب للتغيير الديمقراطي فهناك ثلاث خطوات ونحن قد أنجزنا الخطوة الأولى بشكل جيد وهي أننا كنا نعيش في ظل نظام لم يحقق التعددية السياسية بل كان هناك إطار حزبي وتعددي مموه لم يكن حقيقياٍ الآن نحن قمنا بثورة واستطعنا أن نسقط أركان هذا النظام وهنا لا أتحدث عن أشخاص بعينهم بل أتحدث عن ثقافة حكم استبداد لذلك نحن لم ندخل للثورة للثأر من شخص بعينه ويجب علينا كيمنيين أن نسعى للديمقراطية وأن نمتلك نفس الحماس الثوري الذي امتلكناه من أجل التغيير أن نمتلكه من أجل الديمقراطية فالديمقراطية اليوم هي عملية حقيقية للتعبير عن الجماهير ومن ثم بعد الديمقراطية أن نؤثر في بناء الدولة وهذه الدولة يجب أن تكون قائمة على أساس المشاركة السياسية وتواجد جميع الأطراف في السلطة وعدم الاحتكار للسلطة ما يأتي بعد ذلك هو التنمية التي يجب التركيز عليها باعتبار أن التنمية الحقيقية هي ما يريده المواطن فالمواطن لا يبحث عن الأحزاب السياسية ولا عن الشعارات الكاذبة المواطن يبحث عن رغيف الخبز وعن الكرامة الإنسانية وعن الرعاية الاجتماعية والرعاية الصحية ما سنقدمه له سيكون فعلا ترجمة لما نريده المطلوب في المرحلة الراهنة تحقيق طموح المواطنين قبل طموح النخبة يجب علينا كشباب أن لا ننظر إلى النخبة السياسية بل علينا أن ننزل إلى الشارع ونستمع لما يريده الناس ونصنع على أساس هذه الأحلام أفكاراٍ معينة تؤسس لبناء الدولة دولة العدالة الاجتماعية دولة لا يختلف فيها الوزير أو الرئيس عن المواطن العادي في الشارع.
> الشباب في مؤتمر الحوار الوطني هل سيمضون في خلق تحالفات جديدة في ما بينهم¿
>> الآن يتم التنسيق والتحالف بين الشباب في إطارات متعددة وليس في إطار الثورة فقط نحن ننسق حتى مع شباب المؤتمر الشعبي العام نتفاهم ونتقارب وأعتقد أننا كشباب أقرب مما هم أقرب إلى قياداتهم وهذه النقطة يجب أن نضعها في عين الاعتبار فهناك تنسيق تام بيننا ونحن كشباب ثورة أعتقد أن التضحيات التي جمعتنا هي أكبر من الولاءات الحزبية بمراحل عدة بالإضافة إلى تنسيقنا مع القوى المدنية اليوم وفي هذه المرحلة يجب أن يختلف التقسيم لم يعد من المجدي الحديث عن الولاء مع الثورة أو ضد الثورة يجب أن يكون ولاؤنا أو فرزنا وفق نقطتين فقط أما مع الدولة المدنية وبنائها وأما ضد الدولة المدنية.
من يقفون ضد الدولة المدنية والواقع هم من لا يجب أن يكونوا في صفنا ومن يكونون مع الدولة المدنية هم حلفاؤنا والفرز الجديد ليس عمرياٍ ولا ضد أجيال الفرز الجديد الذي نريده اليوم إما أن يكون مع الدولة المدنية أو ضدها وهذا يجب أن يكون شبه حاضر في أذهاننا بشكل يومي.
> ما هي القوى الجديدة في الشارع اليوم¿
>> مما لا شك فيه أن الخارطة السياسية في اليمن ستتغير بعد مؤتمر الحوار الوطني وستكون هناك تحالفات جديدة قائمة على قواعد جديدة وجلوس الناس والفرقاء على طاولة واحدة بحد ذاته نقطة ايجابية جداٍ أما عن نوع هذا التحالف فسوف يحدد بنوع المصالح للأقطاب السياسية وكما أشرت آنفاٍ يجب أن نفرز تحالفاٍ اجتماعياٍ لنقف في صف المواطن البسيط وأن يكون هذا التحالف الحقيقي معه قبل أن يكون تحالف قوى سياسية داخل المؤتمر..
> العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية – من وجهة نظرك – هل الهدف منها نبش الماضي أم تهيئ المناخات الملائمة للانتقال إلى المستقبل¿
>> هدف العدالة الانتقالية الأساسي هو الخروج من واقع الصراع إلى واقع السلم الاجتماعي الذي على أساسه يستطيع الناس أن يعيشوا ويبنوا دولتهم لذا أقول بأن الحديث عن العدالة الانتقالية مهم جداٍ وأساسي في اليمن لأننا عشنا مراحل صراعات مريرة ولعل آخرها ما حدث في العام 2011 م والانتهاكات التي حدثت في هذه الفترة وهنا أستطيع القول العدالة الانتقالية ليست نبشاٍ للماضي بقدر ما هي أعتراف بالجريمة وأن يعرف المجتمع بأن هناك انتهاكات جسيمة قد حدثت وأننا لا بد أن نتجاوز هذه الانتهاكات لنصل إلى المستقبل الحديث في إطار أنه انتقام وثأرية وكما أشرت في البداية أننا لسنا هنا للثأر نحن خرجنا في ثورة لذلك معرفة الحقيقة هي جزء من جبر الضرر للضحايا وهذه الضحية يجب أن يعترف المجتمع بأنه تم انتهاكها لتعيد حقها المعنوي فالاعتذار إذا لم يكن نصف الحل لهذه المشكلة وأيضاٍ هو يعطي رادعاٍ للمجتمع بأن هذه الانتهاكات تؤثر بشكل سلبي على قضية المجتمع فيتعلم في المستقبل أن يتجنبها وأيضاٍ أن تكون ذاكرة الألم حاضرة لدى الأفراد الذين يرتكبون هذه الجرائم.
> كعضو في فريق العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية حدثنا عن طبيعة عمل هذا الفريق وفترة الصراع السياسي من أي فترة سيتم تحديدها¿
>> أولاٍ فريق عمل قضايا ذات بعد وطني والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية تكون من ست لجان على محورين:
1- المحور الأول: قضايا ذات بعد وطني ويضم ثلاث لجان هي: لجنة النازحين ولجنة استرداد الأموال المنهوبة داخلياٍ وخارجياٍ نقدية وعينية وأراض ولجنة استراتيجية مكافحة الإرهاب.
2- المحور الثاني: المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية ويضم ثلاث لجان هي:
لجنة الصراعات السياسية السابقة والانتهاكات التي حدث من العام 67 وحتى 2011م ولجنة المخفيين قسراٍ وأيضاٍ لجنة الانتهاكات التي حصلت في 2011م وسنقوم بضم الانتهاكات التي حدثت بأبناء الحراك الجنوبي السلمي.
> وماذا عن الحراك التهامي¿
>> بالنسبة للانتهاكات التي حدثت لأبناء تهامة ستكون على جزأين جزء عما حدث في 2011م وحتى يومنا هذا والجزء الثاني عما حدث أيام الصراع السياسي السابق وهنا لابد من التوضيح في الصراع السياسي لن نتحدث عن مجرم ومجرم….. قد يكون هناك ضحية ومجرم كقضية تهامة على وجه التحديد أما بالنسبة لقضايا المناطق الوسطى فهي كانت قضايا عامة أكثر شمولية وستكون محددة فيها قضية تهامة والانتهاكات والظلم الذي حدث لأسباب سياسية بالإضافة إلى تعويضات وجبر الضحايا من أبناء هذه المناطق.
> بصفتك رئيساٍ للجنة الانتهاكات التي حدثت في العام 2011م كيف سيتم معالجة هذه الانتهاكات وملف المخفيين قسراٍ¿
>> بالنسبة لي كأحد شباب الثورة فهذه القضية هي الأهم وهناك قانون مجلس الأمن الذي ينص على التحقيق في الانتهاكات التي حدثت وهناك توصيات المفوضية السامية لحقوق الإنسان وقرارا مجلس الأمن 2014 و2051 ينصان على لجنة تحقيق محايدة لهذه الجرائم هذا اللفظ المحايد والألفاظ الثانوية الأخرى أتت لأنه يعتقد بأن السلطة كانت طرفاٍ ولم تكن جهة محايدة في هذه الجرائم وهذه نقطة مهمة يجب أن يتنبه لها الجميع نحن هنا نتحدث عن أدلة وعن تحقيقات ونتحدث أيضاٍ عن كشف حقيقة سيكون ضمن إطار العدالة الانتقالية لذلك نحن قبل عملنا قمنا خلال هذه الأيام بجمع الوثائق والتوصيات من المنظمات ومن مواثيق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لتكون لنا قاعدة لهذا التحقيق.
> بالنسبة للمخفيين قسراٍ هل لديكم احصائىة واضحة عن أعدادهم¿
>> أود أن أوضح مرة أخرى نحن لسنا لجنة تحقيق وإنما نحن متحاورون نضع المعايير التي في أساسها يتواجد الحل ومن ضمن هذه الحلول إيجاد لجنة تحقيق مهمتها إغلاق السجون السرية وإغلاق السجون الخاصة أن تقوم الدولة بنفسها بتوجه حقيقي لإخراج هؤلاء المخفيين قسراٍ مع العلم أن هناك مساجين على ذمة قضايا جنائية يقال بأنهم مخفيون قسراٍ على ذمة قضايا سياسية وهنا نحتاج إلى أن هيكلة وزارة الداخلية تخرج إلى حل في هذا الأمر أيضاٍ وأن يتم فتح الملفات السابقة بقضايا المخفيين والمسجونين.
> ثمة سؤال يثار عن الدولة المدنية وتجدد بقوة بعد أحداث 2011م كهدف لائتلاف قوى الثورة برأيك.. هل سينجح اليمن في بناء الدولة المدنية¿
>> أعتقد أن الشعب اليمني في ما فعله عندما خرج في الجنوب بالحراك السلمي وعندما خرج شبابه في الثورة الشعبية الشبابية السلمية بدون حراك مسلح فإن هذه الوسيلة هي أول وسائل التعبير السلمي المدني لذلك أجزم بأننا نمضي صوب المستقبل وكما قلت لك أنا أحد شباب الثورة لا اتعصب للثورة الثورة خرجت من أجل دولة مدنية وأنا لا أقف في صف بناء الدولة المدنية ولا بد من الإشارة هنا إلى أن ثمة فرقاٍ بين القبيلة الاجتماعية والقبيلة السياسية نحن لا نرفض القبيلة الاجتماعية بل نرفض القبيلة السياسية ونحن نرفض أيضاٍ أن يتم أخذ السلطة باسم الدين وكذلك باسم الرتبة العسكرية نريد كشباب أن نؤسس لدولة مدنية تحكمها الكفاءة والشخصيات «التكنوقراط» نحن ننوه إلى أن تركيبة المجتمع اليمني القبلية هي من ستبني الدولة المدنية نحن لا نحارب القبيلة بل نحارب الدور السياسي الذي يعطى للمشائخ على حساب الشخصيات ذات الكفاءة وذات المقدرة على بناء المؤسسات بشكل يخدم المجتمع ولا يخدم أطرافاٍ معينة محسوبة على هؤلاء المشائخ.
> ثمة توجس لدى البعض من أن التركيبة القبلية لن تساعد على قيام الدولة المدنية.. ما تعليقك¿
>> حقيقة هناك نقطة ربما تكون ساخرة بعض الشيء أن القبائل أكثر توجهاٍ للمدنية من قليلي التعليم أو من يسمون أنفسهم متعلمين قد تجد أحياناٍ المتعلمين للأسف يتجهون نحو التوجه القبلي والعنجهي بينما القبائل تتجه صوب المدنية وعلينا أن نستوعب أبناء القبائل وأن لا نكون نحن كمدنيين أن ندفعهم إلى التمسك والتشبث بالقبيلة والأبتعاد عن المدنية بخطابنا الذي نقول فيه بأنهم متخلفون ومن هذا القبيل.
> هل ترى أننا في اليمن بحاجة لمذهبية دينية اليوم من أي اتجاه كان¿
>> الآن لا نحتاج إلى مذهبية دينية ولا إلى مرجعية مشيخية ولا نحتاج إلى مرجعية عسكرية نحتاج إلى نظام وقانون يحتكم إليه خمسة وعشرون مليوناٍ يمثلهم ولا يمثل مرجعية دينية بحد ذاتها وأقول لك أن نظام العسكر والمشائخ ورجال الدين الذين حكمنا لسنوات عدة يجب أن نخرج منه لا بد أن تكون مرجعيتنا الوحيدة وغايتنا هي المواطن الإنسان وما يحقق مصلحته وهنا أريد أن أنوه على لفظ مهم جداٍ وهو لفظ أحكام الشريعة الإسلامية أحكام الشريعة الإسلامية تخص جميع المسلمين ونحن في اليمن لسنا أقلية مسلمة نخاف على الإسلام نحن 99.9 % مسلمون الحديث عن أن الدولة المدنية تتناقض مع الإسلام حديث يستخدم فقط للمزايدة السياسية وأخيراٍ أقول يجب أن تكون مرجعيتنا هي الإنسان اليمني ويجب احترام جميع الأطياف والمذاهب الدينية بتوجهاتها ويجب أن لا نتعامل مع طرف معين بأنه هو الطرف الذي لا يستحق أن يمارس تعبداته يجب أن نستفيد ولسنا في انقسام كبير نحن في خليط مذهبي جميل ونعيش منذ آلاف السنين خارج الصراع الطائفي لذلك نحن لا نحبذ أن تكون بلادنا ساحة لتصفية صراعات طائفية من خارج اليمن لا نريد أن نكون بلداٍ يدار فيه الصراع بالوكالة نحن نريد أن تكون اليمن لليمنيين اليمن عمرها لم تعش صراعاٍ طائفياٍ نحن الآن يستجلب لنا هذا الصراع عبر خطابي ديني متطرف من دول أخرى خارج الإطار الجغرافي..
> ما رأيك في الأحزاب الموجودة الآن.. هل هي مؤهلة لخوض الانتخابات المقبلة¿
>> حقيقة إذا لم تتغير أحزاب المعارضة فالثورة لم تفعل شيئاٍ وهذا ما قلته في أول الثورة للدكتور ياسين سعيد نعمان آنذاك يوم كان رئيساٍ لأحزاب اللقاء المشترك.
يجب أن تتغير آلية اتخاذ القرار وهيكلة هذه الأحزاب فنحن نطالب بتغيير المؤتمر بينما نحن لم نتغير – أحزاب المشترك- ثمة حتمية تفرضها الأحداث وهي أن تتغير فكرية العمل السياسي في اليمن يجب أن يخرج الناس من أصنامهم القديمة ويصنعوا القيادات الشابة لتمارس دورها الحقيقي والريادي في التغيير وأؤمن أن كبارنا في السياسة يدركون أن المرحلة الآن قد تغيرت وأنهم استطاعوا الآن أن يستوعبوا ما يحدث لذلك عليهم أن يتركوا الدور لشبابهم وأجزم بأن هؤلاء الشباب يمتلكون من الدور السياسي ما يكفي لبناء عشر دول وليس دولة واحدة..
> كيف تنظر إلى القضايا العالقة في الحوار الوطني قضيتي الجنوب وصعدة¿
>> حقيقة مختلف القضايا بل القضايا الـ9 هي قضايا الشباب فإذا أتيت وأخذت مجمل هذه القضايا وراجعتها مع مطالب الثورة ستجدها مطابقة بالنص لما نادى به الشباب قضية صعدة وقضية الجنوب والتنمية وتوحيد الجيش هي أهداف الثورة.
وبالنسبة لقضية الجنوب هذه القضية هي مفتاح الحل لكافة مشاكل اليمن وأؤمن أن الأخوة الجنوبيين كلما اقتربنا منهم وسمعنا عن همومهم سنصل إلى حل وكلما ابتعدنا عنهم زادت المشكلة تعقيداٍ.
وأعتقد أن ثمة نقاطاٍ مهمة تمهد لمناقشة هذه القضية منها الـ11 نقطة كذلك الاعتذار من قبل الأحزاب السياسية عن حرب صيف 94م وهذه النقاط التي وضعتها اللجنة الفنية تعتبر بحد ذاتها إجماعاٍ وتوافقاٍ وطنياٍ وهي بالتأكيد ضمانات حقيقية لإنجاح حل هذه القضية وسنحقق النجاح في المؤتمر أيضاٍ إذا استطعنا أن نوعي الناس بأنهم هم الضامن الحقيقي للتغيير وفي ذات الوقت هم الضامن لأي عملية تحصل ويجب على شعبنا اليمني أن يخرج من ثقافة جلد الذات باعتباره هو من صنع التغيير وهو من وصل بنا إلى مؤتمر الحوار الوطني وهو من سيصحح مساره في حالة اختلاله وعلى شعبنا العظيم أن يثق بنفسه وكما أسلفت لأنه صانع التغيير.
> كيف ترون مستقبل الحوار الوطني ومستقبل اليمن¿
>> مستقبل الحوار الوطني مرهون على شيء مهم جداٍ مرهون على من هم في الخارج المؤتمرون أو أعضاء المؤتمر هم مجرد أفكار على الشارع اليمني أن يؤسس لآليات ترتيب مخرجات الحوار بشيء قوي ويكونوا هم الضامن له نحن هنا لسنا الشرعية بل من هم في الشارع هم الشرعية وهم من سيطبقون وينجحون المؤتمر الحديث عن شرعية المؤتمرين كلام خارج عن إطاره.
وأجزم بأننا سنحقق النجاح لهذا المؤتمر إذا استطعنا فعلاٍ أن نوعي الناس بأنهم هم الضامن الحقيقي للتغيير وهم الضامن الحقيقي لأي عملية تحصل.
ورسالتي في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا اليمني والمتمثلة بالحوار الوطني هي أننا نحن كشباب الثورة قدمنا المئات والآلاف وسنقدم الملايين من الشهداء لتحقيق الدولة المدنية ولن يثنينا عن هدفنا هذا أحد كنا في السابق نستخدم الساحات فقط أما الآن فقد تنوع أسلوبنا الآن أصبحنا في مرحلة حوار وستتنوع الأساليب مع الوقت والزمن وسنبهر الجميع بمشاريعنا من أجل التغيير الديمقراطي كما أبهرناهم وكانوا قد وصلوا إلى طريق سياسي مسدود وثقة قوية بأن دماء الشهداء لن تذهب هدراٍ وتعويضهم لن يكون بالعدالة والاقتصاص والثأر من قاتلهم لكن تعويضهم أن تبنى دولة مدنية تحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والحقوق مثلما كانوا يصرخون بها في أول أيام الثورة الأولى.
الشعب يريد بناء يمن جديد..
