مطهر الأشموري
أي مؤتمرات عقدت قبل الوحدة – وفي ظل أي من النظامين في صنعاء أو عدن – هي مسيسة أو لخدمة السياسة وفي إطار التوجه السياسي أو التوجيه السياسي لكل نظام.
وللتذكير فقط فإنه اختلف حول البيان الختامي لمؤتمر من هذا النوع في منتصف ثمانينات القرن الماضي بين المؤتمر والإصلاح (الإخوان) وحينها انبرى الزميل المتألق فارس السقاف ليتلو ما يعتبر بياناٍ للمؤتمر من خلال كلمة له وبتلقائية وبشكل غير مكتوب وكان حينها من أبرز كفاءات الإخوان الشابة.
إذاٍ.. فهذه هي المرة الأولى التي يعقد فيها مؤتمر من أجل الرياضة وتطويرها وليس موجهاٍ سياسياٍ أو تكون أولوياته أو أهدافه سياسية كما لم يتنافس فيه أو عليه سياسياٍ من قبل أحزاب أو اتجاهات سياسية.
ولذلك فتسميته بالمؤتمر الأول للرياضة اليمنية يمثل واقعية ولا يفترض الاعتراض على ذلك مما أوضحناه سابقاٍ.
في نقطة أخرى.. الزميل العزيز عبدالله الصعفاني خصص يوميات (الثورة) لنقد المؤتمر إن لم نقل لنسفه كمؤتمر وأكد أنه يتعاطى ذلك في إطار توجه للمؤتمر الشعبي العام للتعامل مع الفساد.
هذا يعني أن المؤتمر الشعبي لا يدافع عن المؤتمر الرياضي ولا عن وزير الشباب والرياضة (المؤتمري) وهذا التفكير من طرف سياسي إيجابي يمثل تطوراٍ نوعياٍ في عقليته أو تفكيره بغض النظر عما نتفق فيه أو نختلف حول التعاطي مع الحدث أو المؤتمر الرياضي.
الذي يعنينا هو أن لا تكون مواقف مسبقة من وزير الشباب والرياضة هي موقف من المؤتمر الرياضي حين انعقاده ولا أن تكون المواقف من الوزير حين انعقاد المؤتمر هي مواقف من المؤتمر أيضاٍ.
التعصب مع الوزير أو في الدفاع عنه من أجل المصالح أو التطرف ضد الوزير من أرضية صراعات ومصالح كلاهما خاطئ في افتقاد الواقعية وفي تحويل الواقعية – افتراضاٍ – إلى أداتيته خدمة مصالح أو تصفية حسابات خاصة وضيقة.
إذاٍ.. هذا التعاطي مع هذا الحدث يجسد وضع وتموضع الحرية كاستحقاق وحق مكتسب للواقع.. فليس الأهم مدى الاستعمال الصائب أو الخاطئ لهذه الحرية في التعامل مع الحدث ولكن المهم والأهم هو أن المؤتمر الرياضي ذاته هو لأول مرة يتعامل في ظل هذه الحرية ويتعامل بهذه في التحرر من النظام ومن الأحزاب السياسية ومن الوزير والوزارة وذلك ماتجلى في الأوراق التي طرحت والمداخلات والملاحظات التي أثيرت بل وحتى في البيان الختامي.
لا علاقة لي ولا للمؤتمر الأول للرياضة اليمنية بدفاع أو صراع مع وزير الشباب والرياضة أو محافظ تعز.. لكن المؤتمر في ظل تجسيد هذه الصراعات هو الأنجح ويمثل أفضلية ليس فقط في ما طرح نظرياٍ ولكن بما مثله من ضغط واقعي وعملي على وزارة الشباب والرياضة وعلى الحكومة والدولة للسير في التطبيق والتفعيل للوصول إلى أفضلية.!!
< نقلاء عن »الرياضة