«حــــــــــوارات لمجموعــــة من الأدباء والمثقفين تشخص رؤية المثقف ودوره في مؤتمر الحوار الوطنـــــي الشـــــامل»
كتب/ محمد الصباحي:
Alsabahe2004@hotmail.com
في لقاء أجريته مع الباحث والأديب محمد محمد الأشول حول المثقف والسياسي والحوار الوطني أكد أن المؤتمر الوطني الشامل للحوار الوطني هو المخرج للشعب اليمني قاطبة من المأزق الذي وصلت اليه الأوضاع والتداعيات والتي أعقبت الفعل الثوري السلمي , وطالب من خلاله قائلا : على جميع التيارات المؤثرة في مجريات الأمور أن تبذل جهودها في إنجاح هذا المؤتمر للخروج بدولة مدنية تتمتع بحفظ الحقوق والحريات».
المزيد من المحاور الهامة نستعرضها في أهم النقاط التي ذكرها ( الأشول ) والتي تركز على مسيرة المثقفين والسياسيين المثقفين – من وجهة نظره – على مراحل من التاريخ اليمني بدءا من النظام الإمامي والاستعمار الانجليزي حتى وقتنا هذا.. فإلى الحصيلة :تعريفات لابد منها
قبل الخوض في جدلية العلاقة بين الثقافة والسياسة وبين المثقف والسياسي ينبغي التعريف بالمصطلحين أو المفهومين فالأول يعني حذق وفهم فنون وإبداعات الإنسان , والثاني يعني فن إدارة المجتمعات وقيادة الشعوب . والمثقف هو الشخص الحاذق المبدع الذي يمتلك معارف عامة تشمل شيئا عن كل شيء . والسياسي هو المدير القدير والقائد الخبير . وهذا يعني أن على كل راغب في ممارسة السياسة أن يتزود بثقافة عامة عالية حتى يتمكن من تحقيق النجاح في مسيرته لبلوغ المرام , وما لم يكن السياسي مثقفا فأعتقد أن رعاة المواشي والأنعام سيفضلون بسياسة قطعانهم لأنه لن يتمكن من قيادة الجماهير إلى بر الأمان ونحو المستقبل الأفضل .
طلائع المثقفين الأحرار
ويؤكد تاريخ اليمن الحديث والمعاصر هذه الفرضية , إذ أن جميع حركات التحرر الوطني التي خاضها اليمنيون للتخلص من الاستبداد الإمامي والاستعمار الانجليزي ما كان لها أن تكون لو لم تشعل فتيلها طلائع المثقفين الأحرار في صنعاء وعدن من ثلاثينيات القرن العشرين الماضي بدءا بثورة 48 الدستورية ومرورا بحركة 1955 الانقلابية ومحاولة اغتيال الإمام احمد بالحديدة وانتفاضة الطلاب في صنعاء وتعز وغيرها من الفعاليات النضالية الجماهيرية وصولا إلى الثورة اليمنية الكبرى سبتمبر 62 وأكتوبر 1963 التي فجرها المثقفون اليمنيون مدنيين وعسكريين وساندتها جماهير الشعب من الطلاب والعمال والفلاحين والتجار حتى انتصرت إرادة اليمنيين في التحرر والانعتاق بدحر فلول الملكية وجلاء الانجليز.
السياسي المثقف
إلى ذلك فقد كانت للسياسيين اليمنيين المثقفين أدوار مشهورة في السيطرة على مجربات الأحداث المؤسفة التي شاهدتها الساحة اليمنية قبل الوحدة بتخفيف حدة الصراعات السياسية وإخماد النزاعات العسكرية بين نظامي صنعاء وعدن من وقت لآخر بإجراء حوارات وطنية عديدة توصلت إلى الاتفاق على أسس وقواعد بناء دولة مدنية حديثة توحد اليمنيين في نظام واحد يكفل لهم جميع الحقوق والحريات والتعددية السياسية في الممارسة الديمقراطية . وتهيأت الظروف لإعلان دولة الوحدة في 22 مايو 1990 م.
تصرفاااات خرقاء !!
غير أن وصول السياسيين غير المثقفين إلى سلطة اتخاذ القرار في سدة الحكم أحدث شروخا في بنيان النظام الوليد بتصرفا تهم الخرقاء إزاء شركاء الإنجاز الوحدوي وساءت العلاقة بين الطرفين وتداعى السياسيون المثقفون العقلاء إلى إجراء حوار وطني توصلوا من خلاله إلى صيغة توفيقية بعنوان وثيقة العهد والاتفاق تم التوقيع عليها في العاصمة الأردنية عمان من قبل الجميع , غير أن الإصرار على الاستمرار في الممارسات السلبية الخاطئة أدى إلى نشوب أزمة سياسية حادة قادت إلى حرب غير متكافئة بين شريكي الوحدة وكانت للحرب تداعيات سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وبيئية خطيرة استمرت آثارها التدميرية البشعة تفتت فيها كيان المجتمع اليمني وتمزق نسيجه وتبدد شمله وتهلك الزرع والضرع وكان لا بد من رفض واقع الحال ومقاومة التسلط العنصري والاستبداد المناطقي , فتحرك أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية وشكلوا فعاليات الحراك السلمي في فبراير 2011 لتسقط هالة الزعيم القائد ويتهاوى عرش الحاكم الفرد وتسقط كوكبة البطانة الفاسدة وهيبتها ويرضخ الجبروت لإرادة الشعب ويرحل عن الحكم ويسلم السلطة عبر الحوار الوطني الشامل هذا من ناحية .
الحوار الوطني هو المخرج !!
ومن ناحية ثانية مهما كان أمر المبادرة الخليجية فقد جاء مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليشكل مخرجا جميلا للشعب اليمني قاطبة من المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع والتداعيات التي أعقبت الفعل الثوري السلمي ولا مخرج غيره.ولذا يتوجب على جميع القوى الفاعلة داخل المجتمع والتيارات المؤثرة في مجريات الأمور أن تبذل جهودها كاملة في سبيل إنجاح المؤتمر وتدعم المتحاورين بكل إمكانياتها بشتى الوسائل حتى نضمن الخروج بصيغة سليمة لدولة مدنية حديثة تكفل للوطن وحدته وسيادته وللمواطن حقوقه وحرياته وللقيام بهذا الواجب أدعو جميع الناس في اليمن وخاصة الناشطين والمثقفين والحقوقيين والسياسيين وكل مواطن يهمه مستقبل اليمن إلى الانضمام إلى التكتل الوطني لدعم الحوار الذي انشأناه بهدف شد أزر القوى الوطنية المشاركة في المؤتمر ورفد جهودها الرامية إلى بناء الدولة المدنية الحديثة وذلك بإعداد وتنفيذ فعاليات ثقافية وسياسية واجتماعية تساير فعاليات الحوار وتتزامن معها مثل المحاضرات والندوات والمهرجانات والمسيرات والفعاليات الإبداعية والاجتماعية والملصقات الدعائية والإعلانية..