نور باعباد
لا أعرف في ما إن كان تواجد النساء المشاركات في المؤتمر الوطني للحوار تأكيد على التوافق والالتزام على مضض من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية بتقديم حصة الـ30٪ من النساء ,أعيدت القوائم لمن لم يلتزم وقد التزمت بعد جهد ووصل العدد أخيرا في المؤتمر إلى ما يقارب الـ30 ولعل مشاركة النساء وخطاباتهن في الجلسات العامة للحوار عبرت عن ثقافة وطنية لهن وقدرات وخبرات كبيرة وكذلك مشاركتهن اللجان التسع وقيادتها وفق كوتا أيضا . ولعل حالة من التطبع والقبول يفترض أن تتمثله وتستوعبه الأحزاب في عملها كونها خاضت تجربة وقدمت خيرة الحزبيات لديها ويفترض أن تعكس ذلك في عملها ليحرك الركود الحزبي ويحدث حالة من التغيير والتنشيط خاصة الأحزاب المشاركة في الثورة والتي لا تستطيع نكران أو تجاهل المشاركة الشجاعة للنساء في الثورة في المسيرات ,النشاط الإعلامي والمحاضرات وحتى في الطرف الحزبي الآخر.
لا ينبغي أن تقف مشاركة النساء بنسبة الـ30٪ عند مؤتمر الحوار ولا بد من الاقتداء بما تم واعتباره تقليداٍ مستمراٍ من غير اللائق أن يكرر الداعمون نصحهم لنا في مواصلة الكوتا.
ما المانع أو العائق بأن توجه الدولة والحكومة هيئاتها بتطبيق هذه الكوتا في أي تشكيل لجنة / تعيين وظيفي في مختلف الأطر المحلية والمركزية وخاصة أن مجالات مدنية تتميز بتواجد النساء مثل المعلمات الممرضات الطبيبات الباحثات وهن ذوات كفاءة علمية وعملية لا يتم الاستفادة منهن ولا يتم انصافهن بتعيينهن أسوة بالرجال.
ما يبعث على الاستغراب أن التعيينات الحالية وفي مختلف الأطر كأنها كما يقال في مالطا كلها رجالية وكأن يمن اليوم عقمت عن نساء كفؤات وكأن ما تم الالتزام به حدث في زمن غابر لا يتم اليوم الاعتبار به الـ30٪ .
هل الثورة الشعبية السلمية لا تعنينا نحن النساء إذن لماذا سمحتم بتواجدنا أم استفدتم من تواجدنا وبهذا المعنى تتجزأ الثورات والأزمات وتتشرذم لتعبر عن مصالح رجالية وتترك مصالح النساء !! من المسئول عن التهميش الثوري وغياب العدالة الاجتماعية ولماذا لا يعبر عن مضمون النوع الاجتماعي- والذي يعنى بالأدوار الاجتماعية والانتاجية والانجابية وردم الفجوة بين النساء والرجال .
بالمناسبة لحق بالمفهوم إساءة مستمرة رغم أن النص القرآني يعطي مقاربة: »وجعلناكم شعوباٍ وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم« أي أن القرآن ينظر إلى الناس بعدل للناس ليتعارفوا والتعارف علاقة متكافئة أي يقيمون الصلات في إطار تجمعهم وإن من يكرم هو التقي أي العادل الذي يخاف الله ¿
هل نبحث لنا عن إطار آخر¿ هل علينا أن نثور ثانية ¿لو ثارت النساء بالطبع ستمارس السلطة دورها ولن ترفق بالقوارير ولماذا يغيب العدل عن قياداتنا الحكومية والحزبية وهي ترى خبرات النساء ولا تفطن بدليل قيادتها للعمل المجتمعي رئيسة جمعية /مؤسسة!! أم هو طبع غلب التطبع.
متى يبدأ عهد مدني جديد يشمل عقدٍ سياسياٍ جديداٍ لا يهمش النساء ولا يعتبرهن ظاهرة وتكملة لهذا الحزب/ المرشح أو ذاك..