كتبت: سعيده الوصابي – غيداء العديني
لأكثر من عامين ظلت سفينة BERG ICE رهينة اعتقال القراصنة الصومال وكانت السفينة المنطلقة من ميناء عدن متوجهة إلى جبل علي في أبو ظبي وعلى بعد 10 أميال فقط من الشواطئ اليمنية تم اختطاف السفينة والسير بها إلى بصاصو الصومالية.. السفينة كانت تحتوي على 4500 طن من الغاز المسال وعدد البحارة كان 24 من مختلف الجنسيات بينهم 9 يمنيين.
تعرض البحارة للتعذيب وشتى أساليب التهديد بالقتل وإخراج الأعضاء من الأجساد وأكثرهم نصيباٍ كان الكابتن عبد الرزاق والشيف جنير «المهندس ياسين خان» اللذين تم احتجازهما في سجون منفردة ويعود السبب في ذلك إلى أن القراصنة يعتقدون وجود ذهب وآلة طباعة للدولارات ولا أحد يعرف مكانهما إلا الكابتن والشيفº لذلك تعرضا لأشد أنواع التعذيب حيث تم ضرب الكابتن على عموده الفقري وعدة مناطق خطيرة وتم قطع أذني الشيف جنير بينما قام أحد البحارة اليمنيين برمي نفسه في البحر من شدة الهلع الذي أحدثه تعامل القراصنة.
سنون مضت وأهالي البحارة يطرقون الأبواب باباٍ تلو آخر دون فائدة مرجوة من الاهتمام بالقضية ومتابعتها ومعرفة مصير البحارة .
وخلال السنة الأخيرة قالت الحكومة بأنها تقوم بعمل محادثات سرية معهم وأن القراصنة يطالبون بفدية تقدر بـ5 ملايين دولار وقد رفضت الدولة مطلبهمº فتوجه الأهالي إلى مالك السفينة «ياسر بايوسف» فقام هو الآخر بالرفض قائلا إن السفينة لا تصل قيمتها إلى هذا المبلغ.
مرت الأيام حتى تم إيجاد السفينة وقامت القوات البورتلاندية بالهجوم على الباخرة لمدة 3 أيام حتى استنزف القراصنة كامل ذخائرهم فطلبوا معونة من باخرة أخرى تابعة لهم فعلمت القوات البورتلاندية بذلك فقامت بتفجير السفينة المساعدة حتى استسلم القراصنة واستقبل الأهالي مخطوفيهم بفرحة غامرة وقام الرئيس عبد ربه منصور هادي بالاطمئنان على البحارة وقيل أنه تم إعطاؤهم مبالغ مالية وإدخال المصابين إلى المستشفى العسكري بصنعاء.
سفينة عادت فيما هناك العديد من السفن التي ما زالت في البحار خائفة من تكرار المأساة ذاتها.. القرصنة أسلوب حديث من الأساليب التي يحرمها الإسلام و أوضح الشيخ فؤاد محمد ناجي «عضو رابطة علماء اليمن» أن القرصنة صناعة دولية للاستيلاء على موارد الشعوب وهي ذريعة لنهب الثروات وأيضا للتواجد العسكري الغربي في الأقاليم العربية كل الديانات السماوية تحرم القرصنة من يقوم بهذه الأعمال هو محارب والحكم فيه. قول الله تعالى:«إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداٍ أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم».
ويضيف: هذه القضية ناتجة عن ضعف الدولة في حماية مياهها الإقليمية وتقصيرها في هذا الجانب وإذا عدنا إلى تاريخ فرنسا فقد قامت هذه الدولة بشن حرب على دولة أخرى بسبب اختطاف عدد من أفرادهاº أما دولتنا فلا حرج على بني الإنسان وأن تمثيل القراصنة بالبحارة وقيامهم ببتر بعض أعضاء أحد البحارة جريمة إنسانية بشعة فقد نهى الإسلام عن التمثيل حتى بالكلب العقور فما بالنا بالإنسان.
الدكتور عبدالباقي شمسان استاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء أكد على أن ما يحدث للبحارة اليمنيين يتجاوز التأثير على مستوى العلاقة الأولى الأسرية أو العلاقة الثانية المتعلقة بقطاع الصيد إلى صورة الدولة في البنية الذهنية للمواطن اليمني حيث تهتز صورة الدولة وتصبح رخوة وضعيفة وهشة مما يؤدي إلى فقدان الثقة بها وهذا العنصر يتراكم مع عناصر أخرى ذات علاقة بصورة الدولة مثل ضعف سيادة القانون وخدمات الأمن والاستقرار ما يجعلنا نعود إلى نقطة اللادولة.
في دولة أعيتها كثرة النكبات في الآونة الأخيرة لم يعد هناك تأثير أو وقع صدى كبير لمثل هذه القضايا وأرجع الدكتور عبدالله شويل مدير مستشفى الإرشاد النفسي السبب في ذلك إلى أن هذه القضية أتت تالية لقضايا قبلها شكلت صدمة تلو أخرى للمواطن مما جعله في حالة تبلد وجداني وأن سلوك القرصنة سلوك فيه نوع من البدائية التي تحتاج إلى ردع وتأهيل..