عـــــــــوض بامدهـــــــــف
قال صاحبي ذات مرة بصوت متهدج النبرات:
«في ليلة من ليالي السمر الكئيب مع الذات.. والتي تكررت كثيراٍ.. في الآونة الأخيرة»..
«تعمقت من خلالها وعبرها.. عزلتي ووحدتي وانزوائي في ركن معتم حالك السواد..»
«أجر في ليلة سمري الكئيب هذا شريطا بالغ الطول من الذكريات الداكنة.. حيث فوجئت باكتشافي المتأخر.. كوني مدمن عزلة وانزواء وانفراد.. منذ فترة طويلة من الزمن..»
«حتى تحول ذلك إلى عادة يومية أمارسها وأزاولها.. وبكل اللهفة والرغبة الجامحة..»
«إنه الإدمان.. يا عزيزي.. ولا سبيل لي إلى الخلاص على المدى المتطور.. سوى امتلاكي القدرة على التخلص والميلاد من جديد.. وهذا يعد ضرباٍ من المحال بالنسبة لي..»
«مع ذلك حاولت أن استجمع كل قواي للشروع في البدء بتغيير مسار حياتي ومن أول السطر»..
«لأنتقل بهذا الفعل الإيجابي من النقيض إلى النقيض.. لإجمالي المشوار برمته.. فهل أستطيع تحقيق ذلك ولو في غفلة من الزمن¿!» وعند هذا السؤال سكت صاحبي عن الكلام المباح..