استطلاع/رجاء الخلقي
تكحلت وتطيبت بالماء كما يقال كأن زينتها الليل وعطرها المطر الكحل له مكانة عند العرب فهو عنصر تراثي مهم قام بدور مهم في الحياة اليومية للأجداد والآباء ولا يزال الكحل في اللغة: كل ما وضع في العين يستشفى به مما ليس بسائل.
الكْحل أو الأثمد حجر يطحن ليستخدم مسحوقه لتكحيل العيون ومادة لتجميل النساء ويعود تاريخ استخدام الكحل إلى العصر البرونزي أي حوالي 3500 ق.م وكان لاستخدامه فوائد لحماية العين من أشعة الشمس القوية في المناطق الصحراوية والحارة كما أن البعض كان يعتقد أن الكحل يحمي العين من بعض الأمراض التي تصيبها وكان يوضع للأطفال حديثي الولادة وصغار السن بغض النظر عن جنس الطفل لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد كما يعتقدون وهو من المواد الخام التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري الحديث «4000 – 5000».
وتفرق كتب التراث العربي بين عدة أنواع بعضها تنسب في الأساس إلى نوع من خامات النحاس التي تشتهر بلونها الأخضر وأطلقوا عليها – الملخيت – وذكروا خامات أخرى منها الرصاص ويتميز بقتامة ويسمى «الجالينا» «الأثمد» فأصبحت النساء يستخدمنها بينما اختفى استخدام الملخيت والأثمد معدن حجري لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي والهش السريع مكون من حجر طبيعي وهو معدن هش سريع التفتيت لامع ذو تركيب رقائقي بلون أبيض فضي وهناك مركبات أخرى تستخدم لتكحيل العين مثل الهباب الناتجة عن حرق الفحم أو الزيت ولكن الأثمد الوحيد الذي لم تثبت التجارب أي آثار جانبية له أو ضارة سواء على العين أو على الجسم والأثمد حجر يتخذ منه الكحل واسمه «العلمي» «الأنتموان» ويأتي من جبال فارس آسيا وأفضله الأصفهاني.
أنواع الكحل
تعج الأسواق بأصناف عديدة من الكحل فهناك قلم الكحل الجاف والماسكرا والكحل العربي المسحوق وقد ظهر الكحل العربي في الجزيرة العربية منذ العصر الجاهلي وهو عبارة عن حجر يؤتى به من المملكة العربية السعودية ويمر بعدة مراحل قبل أن تكحل به المرأة عيونها فلا يصنع في معامل كيميائية بل يصنع في المنازل وتتوارث طريقة صنعه البنات عن الأمهات والجدات.
المكحلة والمرود
يسمي العرب الوعاء الذي فيه الكحل مكحلة أي أن المكحلة هي الوعاء الذي يحفظ فيه مادة الكحل وتكحل العين باستخدام المْكحل مرود صغير من الخشب أو العاج أو الفضة وأحياناٍ من الزجاج وهذا المرود دقيق الأطراف يبل أولاٍ بالماء – ماء الورد – ثم يغمس في مسحوق الكحل وأول من أكتحل بالأثمد من العرب امرأة يقال لها زرقاء اليمامة – حيث كانت نساء العرب يحرصن على العناية بالعين والحواجب والتفنن في كيفية تدقيقها وترقيقها وزيادة مساحتها باعتبار أن ذلك من شروط الجمال الرئيسية وتستخدم في ذلك مادة الكحل..
ما قيل عن الأثمد في العصر الإسلامي..
وقد قيل في العصر الإسلامي أن نوحاٍ عليه السلام وقومه كانت قد أظلمت عليهم أعينهم في السفينة من دوام النظر إلى الماء فأمروا بالاكتحال يوم عاشوراء. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أكتحل بالأثمد لم ترمد عينه أبداٍ»
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: قال رسولنا الكريم «عليكم بالاثمد فإنه منبت للشعر مذهب للقذى مصفاة للبصر»
عنصر أساسي في الكوافير
يستخدم الكحل كعنصر أساسي في محلات الكوافير وتقول أم الزهراء: تطورت الألوان ولكن الأسود له مكانته الخاصة وتضيف: استخدام الكحل يعطي للعين نظرة خاصة وجمالاٍ بديعاٍ..
توافقها نورا الحميري – كوافير جنوب اليمن – على أن للكحل مكانة مميزة للعرب عن بقية الأمم الأخرى فبدونه لا يكتمل مكياج المرأة ولا زينتها حيث أنه خطوة أولى لوضع المكياج.
جمال الأنثى
تعتبر العين رمزاٍ لجمال الأنثى من ناحية الشكل كما أن بريق العين ولمعانها يزيد من جمال الوجه هذا ما أشارت إليه الأخت سارة وتضيف أضع الأساس ومن ثم الكحل الذي يعد العمود الفقري لدى الفتيات.. وكما تقول الحاجة فاطمة ما عرفت نفسي إلا وأنا اكتحل لأن آباءنا وأجدادنا تركوه لنا منذ زمن بعيد واستخدمه لإزالة العين والحسد من الناس وأضعه لأولادي عندما أولد لأنه يكثر الشعر ويحرس أطفالي من الحسد..
تحسس
توجد في الأسواق أنواع كثيرة من الكحل مليئة بمواد كيميائية تضر العين هذا ما نوهت اليه خديجة سروح أخصائية في التجميل وتضيف: تؤدي هذه المواد إلى أضرار وتسبب تحسساٍ في العين وأمراضاٍ كثيرة ومع تطور الوقت يوجد كثير من الألوان المستخدمة غير الأسود هما اللون الأزرق والأخضر وتسترسل بالقول ويظل الكحل للعين جمالاٍ للمرأة ويجعل الرجال يتغزلون بها.
تحذيرات من استخدام الكحل الصناعي
يؤكد الدكتور أمين سنان – طبيب عيون على أنه لم يثبت علمياٍ فوائد للكحل إلا بعض الكتب من الطب النبوي التي تقول أن الكحل يقتل البكتيريا ويزيد من إفراز الدموع التي تحافظ على رطوبة وعدم جفاف العين ويسترسل بالقول أن الكحل الصناعي الكيماوي الموجود بالأسواق حذرت منه منظمة التغذية والأدوية في السعودية ومنعت استخدامه كما حذرت منه هيئة المواصفات والمقاييس ومنعت استخدامه وهو يدخل اليمن عن طريق التهريب وليس بطريقة رسمية وحذر من وضع الكحل على المواليد حديثي الولادة وذلك للأضرار الكثيرة منها أن الكحل يحتوي على نسبة كبيرة من مادة الرصاص التي قد تسبب حساسية للعين وكذلك قد تترسب على قرنية العين مما يؤدي إلى أذيتها واستخدام نفس الميل لأكثر من واحد يؤدي إلى نقل الالتهابات فالطبيعي يصنع من كبريت والصناعي من حديد – رصاص – كربون – وبالنسبة لعلاج الضرر الناتج عن الكحل الكيماوي فيعتمد على نوع الضرر ودرجته..