التقاه/ محمد الصباحي
< يرى أن من الأهمية أن يتبوأ المثقف مكانة واسعة ومساحة أكبر في طاولة الحوار الوطني و«إلا» فإن هذا الحوار ـ حد وصفه ـ لن يكون له معنى ودلالة لأن المثقف جزء من وعي الناس وأخلاقهم…
رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر يثير العديد من النقاط الهامة حول دور المثقف في الحوار الوطني والصعوبات التي تحد منها..زائدة دودية!!!
لقد كان المثقف ومنذ سنوات طويلة تحت سيطرة وقهر نظام ذي طبيعة قبائلية متفردة ـ ما قبل الدولة ـ لذلك ـ للأسف الشديد ـ ظل ينظر إلى المثقف بأنه «زائدة دودية» لا تفيد ويجب استئصالها أو مرض خبيث ومعد يجب الابتعاد عنه. فلم تكن تحترم مكانة المثقف ولذلك ظل التعامل معه يتسم بقدر كبير من الإزدراء والنبذ والقهر والتسلط
طغيان… وقوة!
بالتأكيد أن هناك عوامل كثيرة قد كانت مسببات لخفوت «متوقع» لدور أو لتمثيل المثقف في طاولة الحوار ولن استطيع حصرها ولكن المشاهد اليوم على أرض الواقع لا يجد سوى طغيان ثقافة السلاح والقوة في الغلبة كتجسيد لثقافة ـ«متراكمة»ـ ما قبل الدولة وهذه تعمل على تهميش المثقف وذبول صوته أمام صوت الرشاش والمدافع ولكن!! المثقف كذلك يتحمل جزءاٍ من هذا الازدراء والتهميش وقلة الاحترام فلا بد من خلال نشاطه أن يلعب دوراٍ كما لعبوا في الثورة الشعبية الشبابية وكان لهم تأثير عظيم.
استغلال المقعد..
نحتاج في هذا الحوار الوطني الهام أن ترتفع فيه أصوات المثقفين وخاصة المثقفين العضويين الذين يتطرقون لهموم وقضايا الناس ويتلمسون أوجاعهم عن قرب فهم الذين يستشرفون المستقبل وهم اللبنة الأساسية في وعي المجتمع المدني وقيام دولة حديثة لا بد من استغلال هذا «المقعد» ولو كان قليلاٍ لا يليق بمكانة وفعالية المثقف والإيمان بالمقدرة على فعل المستحيل لغدُ أفضل آمن ومستقر.
لغة مطلوبة..
لا بد أن تكون لغة الحوار الوطني في ظل وجود المثقف مبنية على رفض ثقافة احتكار الحق ونبذ الاحتكام إلى القوة والتسلط والغلبة للأكثر يجب أن تفوح من هذه اللغة رائحة التسامح والبناء والرفعة والإيمان بأن المثقف يمتلك قدرات ومؤهلات وخبرات السنوات العديدة في صنع مستقبل أفضل ولا بد من النظر بواقعية في التعايش والاحترام وبناء أساس جديد.
خطوة نحو الأمل..
لقد استطاع المثقف اليوم بعمله الثوري واستمرار هذه الاحتجاجات والانتفاضات والثورات في جميع الدوائر الحكومية وفي مختلف الساحات أن ينفض غبار تلك الصعوبات إلى حدُ ما وتلك خطوة هامة وجادة بأن ترتفع أصواتهم ويسهموا من خلال هذا الحوار الهام في إيصال البلاد إلى بر الأمان لقد بدأت الحياة الثقافية تأخذ دورها ولو بشكل محدود وآمل بأن يحصل تلاقُ بين المثقف والسياسي بعد قطيعة وجفاء وضمور استمر لعدد من العقود كانت فيها «اليمن» أكبر ضحية والمواطن المسكين حاصداٍ للويلات والدمار وشظف العيش.
إخفاق لأسباب معروفة..
اتحاد الأدباء كان الرئة التي يتنفس من خلالها المثقفون والمبدعون في كل مراحل اليمن وحتى الآن.. لكنه في الأول والأخير «كيان» وروح وإحساس من خلال كوكبة من عقول اليمن وليس «بناء» من حجر وطين الاتحاد للأسف الشديد ـ بكل تأكيد خف وتراجع دوره ولم يعد ذاك الدور موجوداٍ كما في الماضي ولأسباب نعرفها جميعاٍ!! ولكن العمل لا يزال يلعب دوره مجموعة من المبدعين شعراء وأدباء وكتاباٍٍ ونقادا ـ وإن كانوا قلة ـ فكلهم يلعبون دوراٍ بغض النظر عن الشيخوخة التي تسكن مقر الاتحاد.