استطلاع / بشير راوح
مع انطلاق المؤتمر الوطني للحوار وبدء فعالياته رسمياٍ.. التقينا بشخصيات علمية ودعوية وسمعنا منهم رسائل وتوصيات يبثونها عبر «الوحدة» للمتحاورين ليكون الحوار حواراٍ وطنياٍ للجميع.
يقبله الجميع لا يخالف شريعة الله ومنهاجه ولا يخدم مصالح خارجية تكون ضرراٍ على بلادنا وديننا وعقيدتنا حوار تسوده الأخوة والمحبة والاحترام المتبادل حوار يمثل كل فئات المجتمع اليمني دون إقصاء لأحد منهم آملاٍ أن تكون مكونات المجتمع كافة قد شاركت في الحوار لتشارك أيضاٍ في تنفيذ النتائج..
الدين والوطن
بداية حدثنا الدكتور علي مقبول الأهدل أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة صنعاء عن المنطلقات والأسس التي يجب أن يبدأ منها المتحاورون حوارهم فقال:
يجب أن يكون أساس الحوار تقديم مصلحة الدين والوطن على مصلحة الاحزاب والأشخاص بعيداٍ عن ضغوط المجتمعات الخارجية واملاءاتها التي تهدف إلى تحقيق مصالحها الخاصة.
بل يجب أن يكون المنطلق نابعاٍ من ديننا وعقيدتنا وأخلاقنا إضافة إلى ذلك يجب أن يكون الحوار بمشاركة ممثلين عن جميع فئات المجتمع تتوفر فيهم شروط العلم والاستقامة والبعد عن العصبية والمناطقية.
أمانة ومسؤولية
ويرحب الدكتور حمود السعيدي وكيل وزارة الأوقاف المساعد لشؤون التوجيه بانطلاق مؤتمر الحوار ويشد على أيدي المتحاورين ويؤكد لهم بالغ الأمانة التي احتملوها فيقول:
إن مصلحة الشعب اليمني أمانة في أعناقكم جميعاٍ وواجب عليكم أن تسعوا لتقديم كل أسباب الخير لهذه البلاد..
وأنتم حين نحملكم هذه المسؤولية فإننا نرجو منكم أن تحققوا الإخلاص والتفاني لإنجاح المؤتمر ونحن على ثقة من ذلك بإذن الله تعالى «أي نجاح المؤتمر» وعلى ثقة أن الله تعالى سيخرج البلاد من محنتها ولعل مساعيكم وجهودكم الكريمة تكون سبباٍ في ذلك..
وآمالنا بالله كبيرة ثم فيكم فليسع كل منكم إلى الحوار بنفس واثقة مطمئنة وليدل كل بحجته وبرهانه بعيداٍ عن المناكفات والتراشقات والمقاتلات فبالحوار نستطيع أن نخرج إلى يمن آمن سعيد..
وهذا ما نتطلع إليه فآمالنا كثيرة وطموحاتنا كبيرة ونحن جميعاٍ نتطلع أن نرى يمناٍ آمناٍ مستقراٍ سعيداٍ مطمئناٍ ولعل الحوار يكون أول بوادر تلك الآمال ولنكن جميعاٍ عند ظن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «الإيمان يمان والحكمة يمانية» وأسأل الله أن يوفقكم ويسدد آراءكم وخطاكم.
ضوابط شرعية
أما الدكتور حسن عبدالله النهاري عضو هيئة علماء اليمن فقد أبدى قناعته بالحوار مع التخوف من عدم اكتمال عناصره الفعالة وضوابطه الشرعية فحدد ذلك في ثلاث نقاط قائلاٍ:
أولاٍ : أتمنى أن يكون الحوار الوطني كسفينة نوح عليه السلام «النجاة» لا كصرح هامان ولا كقيادة فرعون قومه إلى يِم «الهلاك».
ثانياٍ: لا بد أن تكون الأنوار ومصابيح الهداية «العلماء» مضيئة في الحوار حتى تكون للحوار شرعية..
ثالثاٍ: عدم الالتزام بسقف الشريعة الإسلامية ونور الوحي هو في ذاته كراهه لما أنزل الله تعالى وحكم ذلك في سورة محمد الآيات «25-28».
حوار وطني
أما الشيخ سعد النزيلي عضو جمعية علماء اليمن فقد أكد على أهمية الانضباط بضوابط الشريعة الاسلامية وتحري مصلحة الوطن والنأي بالحوار عن التأثيرات الخارجية فقال:
على المتحاورين أن يتقوا الله في وطنهم وأن يقدموا المصلحة العامة على المصالح الخاصة وألا يحاولوا تمرير مشروعاتهم القاصرة في الحوار الوطني وأن يبتعدوا عن جميع المؤثرات الخارجية وأن يكون الحوار الوطني «كاسمه» حواراٍ وطنياٍ لا دخل لزيد ولا لعبيد فيه إنما المهم مصلحة الوطن ووحدته وأمنه واستقراره والمتحاورون وإن اختلفوا لا بد أن تكون مرجعيتهم عند الاختلاف هي كتاب الله وسنة رسوله الجد الذي ليس بالهزل فيه الحكم والفصل.
قال تعالى: «فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول».
لفتة هامة
ولي هنا لفتة مهمة إلى رئيس الجمهورية وهي أن يعيد النظر في ممثلي الحوار الوطني عن كل حزب أو طائفة خاصة قضية صعدة تلك القضية الشائكة والصعبة حيث وجد تمثيل الظالم وهم الحوثيون بـ «53» مقعداٍ ولا يوجد مقعد واحد للمظلومين من أبناء صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما لا هم ولا من ينوب عنهم وهذا يؤذن – بالعادة والطبيعة – بفشل الحوار مقدماٍ حيث أنه من طرف واحد.
وأهل صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما قد طالبوا الحكومة كرات ومرات عبر صحف ومجلات ومؤتمرات ومسيرات بتمثيلهم في الحوار الوطني التمثيل العادل هذا هو المطلب الأساسي الذي ينشده ويؤكده ويسعى إليه أبناء صعدة وسفيان والمناطق المجاورة لهما المتضررين من ميليشيات الحوثي.
والحوار إن طالت مدته أو قصرت بدون وجود الطرف الثاني فإنه لا يعد حواراٍ حقيقياٍ وإن سمي في الأوراق حواراٍ.
ثم إنه من المستغرب حقاٍ أن نقرأ في قائمة أسماء مقاعد الحوار «53 مقعداٍ للحوثيين» وهذا المسمى ليس مسمى حزبياٍ بل هو مسمى طائفي فأين أبناء صعدة وأين طائفة السنة المهجرون منهم والمحاصرون¿