شدد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في الكلمة التي القاها في ثاني أيام مؤتمر الحوار الوطني أن ما يقارب من أربعة وعشرين مليون يمني ينتظرون من المتحاورين الكثير من الإيجابية والعمل بروح الفريق الواحد بحيث لا يكون هناك غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم.. متوجهاٍ نحوهم بالقول: اليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا فكرة التعايش بيننا جميعا وقبول بعضنا البعض في ظل سيادة القانون الذي لا ينبغي أن يعلو عليه أحد أو يتجاوزه أحد..
وأضاف: لقد تضمن النظام الداخلي الكثير من الحلول للإشكاليات المتوقع ظهورها فاحرصوا على التمسك بها لأنها كفيلة بإخراجنا من أي مأزق محتمل أو انسداد في الطريق .. فإن عملنا سويا بروح الفريق الواحد فلن يكون هناك لا غالب ولا مغلوب ولا ظالم ولا مظلوم فاليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته على الآخر بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا فكرة التعايش بيننا جميعا وقبول بعضنا البعض في ظل سيادة حكم القانون الذي لا ينبغي أن يعلو عليه أحد أو يتجاوزه أحد.
ومضى الأخ رئيس الجمهورية قائلا: لقد أخذت اللجنة الفنية للتحضير لهذا المؤتمر ثلاثة أضعاف الوقت الذي كان مخصصا لها للإعداد ولم يكن من ذلك مفر لأن هذه اللجنة حملت على عاتقها مسؤولية كبيرة وتاريخية ورغم ضيق الوقت إلا أننا كنا ندرك طبيعة الصعوبات الموضوعية التي تواجه عمل اللجنة والظروف السياسية والمتغيرات التي كانت تؤثر سلبا أو إيجابا على مسار عملها.
وعبر الأخ الرئيس عن ثقته في أن اللجنة قد تمكنت من إزالة الكثير من التعقيدات واختصرت الكثير من الوقت الذي كان يمكن أن يهدره مؤتمركم هذا في العديد من القضايا التي أنجزتها الأمر الذي يعني أن المؤتمر اليوم مهيأ للدخول في التفاصيل والخوض في عمق القضايا المطروحة أمامه.. وقال: من الضروري والمهم أن نستحضر في كل لحظة أننا دخلنا هذه القاعة لنخرج منها بحلول يمنية الصنع وطنية النكهة لمشكلاتنا التاريخية المزمنة وليس بمزيد من الأزمات والمشكلات .. وكلما تمكنتم من وضع الحلول المناسبة والصحيحة فإنكم تكونون بذلك قد وفرتم على أنفسكم حلولا ستأتيكم من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد مما يجعلنا نحرص على التعامل الجاد مع هذا المؤتمر الأول من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر إعدادا وتحضيرا وتكوينا ومنهجية .. إذ لم يسبق لنا كيمنيين أن قمنا بالتحضير لمؤتمر وطني شامل بمثل هذه الأساليب العلمية في الإعداد واستحضار التجارب القريبة والبعيدة بغرض الاستفادة منها وبالتالي فإن فرص نجاحه متوفرة إذا صدقت النوايا وتحقق الإخلاص والصدق والولاء للوطن.
وخاطب الأخ الرئيس المشاركين والمشاركات في مؤتمر الحوار الوطني قائلا: يجب عليكم أن تستفيدوا من الجلسات العامة التي يفترض ان تمتد لأسبوعين كحد أقصى في هذه المرحلة الأولى وذلك لكسر الكثير من الحواجز النفسية التي صنعتها أزمات السنوات الماضية في ما بينكم فأنتم هنا رفقاء حل لا فرقاء صراع .. إذ يجب أن نتعلم ونتدرب على قبول بعضنا بالآخر ونطوي صفحة الماضي ونغلقها إلى الأبد لأن استمرار استجرارها سيضيع علينا الكثير من الأوقات لنعود بعدها إلى نفس هذه اللحظة التي نعيشها اليوم واقعا حقيقيا.
وتابع قائلا: قد يحرص البعض أن يكون متحذلقا على بقية زملائه لأغراض سيئة النوايا ومن يتسم ذلك عليه أن يدرك أن الزمن كفيل ببيان حقيقته فهذه القاعة ستكون المرآة التي سيرى الشعب من خلالها كل الأطراف المعنية على حقيقتها دون مكياج أو ديكور زائف لأن ساعة الحقيقة قد دقت وستمضي العجلة إلى الأمام بكم أو بدونكم.
وأكد الأخ الرئيس أن التوصل إلى الحلول المنشودة للقضايا الأساسية التي ستناقش عبر فرق العمل التسع المزمع تشكيلها من أعضاء المؤتمر تحتاج إلى صبر ومصابرة وسعة صدر ومرونة وموضوعية في النقاش واعتدال في الحوار وجدال بالتي هي أحسن فضلا عن تقديم التنازلات لبعضنا البعض مهما كانت مؤلمة.
وأشار الأخ الرئيس إلى تعذر استيعاب كل من كانوا يرغبون في المشاركة في هذا المؤتمر .. وقال أن العضوية تكليف لا تشريف ولو أننا وسعنا عضوية المؤتمر إلى أضعاف هذا العدد فإننا لن نتمكن من استيعاب كل الراغبين وسيظل السخط قائما.
وأضاف: ولذلك فإنني أتمنى على كل من يرغب في المشاركة أن لا يبخل علينا برأيه سواء كان على شكل مقترح أو دراسة أو رؤية أو أي شكل من أشكال العطاء الفكري والسياسي والعلمي.
وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن تفهمه لمواقف من أعلنوا انسحابهم لأسباب سياسية .. وقال هذا من حقهم وستظل أبواب المؤتمر مفتوحة لهم لينضموا إليه متى ما اقتنعوا فالبلد سيظل بحاجة إليهم اليوم وغدا وبعد غد .
وتمنى الأخ رئيس الجمهورية في ختام كلمته للجميع التوفيق لما يحبه ويرضاه وبالتوفيق والنجاح لمؤتمر الحوار معبرا عن الشكر والتقدير للجنة الفنية التحضيرية التي بذلت جهودا كبيرة من أجل الإعداد والتحضير الجيد لانعقاد هذا المؤتمر الوطني الكبير.
عقب ذلك جرى تزكية هيئة رئاسة المؤتمر لأعضاء لجنة الانضباط والمعايير الخاصة بالمؤتمر والمكونة من سبعة أشخاص وهم القاضية جهاد عبدالرسول محمد الدنجي والقاضي عبدالجليل نعمان محمد نعمان والقاضي يحيى محمد قائد الماوري والمحامي أحمد علي أحمد الوادعي والمحامية سهام فضل أحمد الشاوش والمحامي عبدالمجيد ياسين نعمان والمحامي علي عبدالقادر الحبشي.
ثم أدى المشاركون والمشاركات في المؤتمر اليمين القانونية لأعضاء مؤتمر الحوار الوطني..