عـــــــــوض بامدهـــــــــف
لم أعرف أو أمارس ذلك النوع الرديء من الحب الذي يتداولونه في حكايات الغرام – وقصص الشوق والهيام ومسامرة القمر – ومناجاة النجوم والاستغراق في عدها ومخاصمة الرقاد ومرافقة السهاد ومجافاة السكينة وملازمة الوجد وسهر الليالي الطوال والتقلب على نار الاشتياق ولم يسبق لي التعامل مع ما تعارفوا على أن يطلقوا عليه مجازاٍ.. مصطلح ما يسمى بـ «الحب» في نظرهم لأن الحب عندي وبمعانيه الراقية أسمى بكثير من مجرد لفظة ساذجة لا معنى لها- تخرج من أفواههم في لحظة اشتهاء ورغبة معربدة خالية من أي احساس مرهف وشعور نبيل..
أين هؤلاء من قداسة وطهارة ونقاء وصفاء الحب¿ فالحب سلوك راق وهو أسمى وأنقى وأنبل عاطفة في الوجود وأبدع الخالق سبحانه تعالى.. في صياغته في أطهر مظهر وأجمل صورة وأحسن تكوين واسكنه في القلوب المؤمنة الطاهرة النقية وصانه من الدنس والرجس والأذى فمن أعطى هذه الكيانات المشوهة الحق في العبث بهذه «العاطفة النبيلة» المتجسدة من خلال القدرة على التعامل مع أنماط «الحب النبيل» من حولنا¿..
