«أم الجرائم» هكذا يسميها بعض المختصين ويسميها آخرون بـ «سلاح الدمار الشامل» حيث يعمل على إنتاجها وتهريبها وترويجها أناس من كافة الجنسيات ويستهدفون الكبير والصغير عابرين بها المدن والقارات يلاحقهم الأمن أينما حلوا وارتحلوا غير مبالين بأن يفشلوا في إيصالها إلى الأماكن المحددة… المخدرات هذا الطاعون الخبيث والتي لا يوجد لها حتى اللحظة علاج ناجع يبعد خطرها عن المجتمعات بمختلف ثقافاتها.
كتب/علي السريحي
واليمن كغيره من بلدان العالم يواجه هذا الخطر الذي يستهدف شبابه ومن يعول عليهم بناؤه والمحافظة عليه خصوصاٍ بعد ازدياد حجم تهريب المخدرات والطلب عليها والاتجار بها على المستوى الدولي مما يشكل تهديدا خطيرا لصحة البشر ورفاهيتهم ويلحق بالغ الضرر بالقيم الاجتماعية والثقافية والأسس الاقتصادية والسياسية للمجتمعات البشرية بكافة شرائحها.
إضافة إلى ما يمكن أن يتصل به من الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد استقرار الوطن وأمنه وسيادته مما يتطلب اهتماما عاجلا ومباشرا وذا أولوية ووضعه على رأس اهتماماته وخططه التنموية الشاملة.
ويرى مراقبون بأن مهربي المخدرات وتجارها قد استفادوا من الأوضاع المتدهورة والانفلات الأمني الذي شهده اليمن جراء الأزمة السياسية وحركة الاحتجاجات التي شهدها خلال 2011م.
وأكدوا أن أغلب شحنات المخدرات التي تدخل اليمن يجري تهريبها من دول آسيوية خاصة أفغانستان وباكستان وتستهدف دول الخليج حيث يتخذ المهربون وتجار هذه الآفة من الأراضي اليمنية محطة عبور «ترانزيت» لهم.
العميد خالد مطهر – مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قال في حديث لـ»الوحدة»: إن تزايد الكميات وتفاوت الضبطيات من عام إلى آخر لا يعني ضعفا في الأداء من قبل الأجهزة الأمنية صحيح قد تكون الإمكانيات عائقا أمام تحقيق نتائج أفضل ولكن بشكل عام الأجهزة الأمنية والعسكرية تؤدي دورها في هذا المجال استشعارا منها لخطورة الظاهرة وانعكاساتها على كافة أفراد المجتمع.
وأضاف : أكثر المحافظات التي تنتشر فيها المخدرات هي المناطق الساحلية والتي تصل إليها المخدرات أولاٍ.
مؤكداٍ: أن هناك مشروعا متكاملا لكيفية المكافحة للمرحلة القادمة تم تقديمه للوزارة لدراسته عندها سيتم تنفيذه حتى على مراحل وفق الإمكانيات المتاحة للوزارة.
وفي ما يخص معرفة الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بكبار تجار المخدرات والاكتفاء بالقبض على التجار الصغار قال العميد الرضي: هذا غير صحيح لأن تجار المخدرات معروفون ولكن الصعوبة هي في كيفية الضبط بحالة تلبس وهو الأمر الذي تتطلبه مثل هذه القضايا .. فالصعوبة تكمن في عملية الضبط في حالة تلبس أما تجار المخدرات فمعظمهم أسمائهم بالقوائم لدينا ولكن من يضبط في حالة تلبس هو من يدان ويتم محاكمته أما إذا تم عليه الضبط بدون حالة تلبس فقد يفرج عنه اليوم الثاني كون جرائم المخدرات من الجرائم النوعية والجسيمة التي تتطلب حالة التلبس.
أرقام تقشعر لها الأبدان ..
وتشير الإحصائيات التي حصلت عليها «الوحدة» إلى أن عدد القضايا المضبوطة وصل العام 2012م إلى 116حالة ضبط وهذا يشير إلى زيادة عن العام 2011م الذي ضبطت فيه 101حالة وتوضح الإحصائيات أن ما ضبط في العامين أقل مما ضبط في العام 2010م حيث ضبطت 153حالة .
أما عن عدد المتهمين في هذا المجال فقد وصل عددهم إلى 175متهماٍ في العام الماضي 170 يمنياٍ و5 من جنسيات أخرى.
وأما عن كميات الضبط فقد ضبطت في العام 2012م (223,385) حبة كبتاجون ويعد هذا رقما بسيطاٍ جداٍ أمام ما ضبط في العام 2008م حيث ضبط (13,407,098)حبة كبتاجون. وضبطت أجهزة الأمن 7791حبة مخدر من نوع آخر.
أما الحشيش فتم ضبط 2,614طن في العام الماضي ولم تشهد الأعوام 2011-2010م مجتمعة سوى 1,520طن ليتصدر العام 2008م كميات الضبط والتي وصلت إلى 26,331طناٍ.
وتشير الاحصائيات إلى أن العامين 2011- 2012م شهدا دخول عينات جديدة حيث ضبطت أجهزة الأمن ما يقارب من 120كيلوجراما من الكوكايين .
ومن خلال الإحصائيات يتبين أن الأحداث التي مرت بها اليمن خلال الأعوام الأخيرة كان لها تأثير على مستوى أداء الجهات الأمنية حيث قل مستوى ضبط المخدرات وشهدت أنواع جديدة من المخدرات مثل الكوكايين..