تحليل/ حمدي دوبلة
لعل أبرز ما فعله الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يزور القاعدة الجوية بصنعاء مطلع هذا الأسبوع إثر حادثة سقوط طائرة «السخواي» على أحد الأحياء السكنية في العاصمة تلك التوجيهات بإبعاد تدريبات الطيران الحربي عن أجواء العاصمة والمدن الأخرى وتخصيص أماكن للتدريب في مناطق غير مأهولة..
هذا القرار الذي أثار ارتياحاٍ شعبياٍ واسعاٍ رأى فيه مراقبون مقدمة لقرارات هامة منتظرة من الرئيس لتحقيق حلم إبعاد المعسكرات والثكنات الحربية عن المدن وإخلاء المناطق السكنية من هذا التواجد غير المرغوب فيه من قبل السكان بعد أن سقط الكثير من الضحايا الأبرياء في حوادث عرضية أو مدبرة وقعت في هذه الأماكن المدججة بالسلاح والعتاد الهائل من القذائف والمتفجرات.. ويؤكد هؤلاء المراقبون أن قرار إخلاء المدن من المعسكرات ومخازن السلاح آت لا محالة وأن الرئيس يترقب الوقت المناسب لإعلانه.. مشيرين إلى أن سقوط طائرة «السخواي» في حي الجامعة وما خلفته من ضحايا بشرية ومادية وقبلها سقوط طائرة «الانتينوف» في حي الحصبة ناهيك عن حوادث انفجار مخزن للصواريخ بمعسكر الفرقة الأولى مدرع غرب العاصمة ووصول تلك المتفجرات والمقذوفات إلى أماكن مختلفة من العاصمة وغيرها من الحوادث التي تكررت بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة ربما ستعجل من إصدار هذا القرار المرتقب.. لقد حرص الرئيس هادي على ما يبدو وهو يتحرى شخصياٍ أسباب حادث سقوط الطائرة الأخيرة على حي سكني في منطقة الدائري الغربي للملمة جراح القوات الجوية ورفع معنويات منتسبيها عند ماراح يؤكد على مهنية وكفاءة هذه القوات ومقدراتها الفنية والمهنية العالية والتي أثبتت كما قال الرئيس قدرات احترافية على مستوى رفيع في مختلف الظروف وإن مثل هذه الحوادث تقع لأسباب قوية جداٍ.. على الرغم من محاولات البعض ممن وصفهم الرئيس هادي بالجهل إطلاق التشكيكات بقدرات وجاهزية هذه القوات.
وبحسب تقارير صحفية نشرت مؤخراٍ فإن القوات الجوية التي كان على رأس قيادتها لسنوات طويلة محمد صالح الأحمر وهو أحد أقارب الرئيس السابق علي عبد الله صالح والذي أقيل من منصبه قبل أشهر إثر احتجاجات واسعة لمنتسبي القوات الجوية وفقا لهذه التقارير فإن القوات الجوية اليمنية خسرت خلال السنوات القليلة الماضية عدداٍ من طائراتها الحربية في حوادث سقوط وتحطم اسفرت عن عشرات الضحايا من كوادر وطياري هذه القوات وتشير تلك التقارير إلى خسارة 25 طائرة عسكرية خلال 8 سنوات فقط تسببت في مقتل 17 طياراٍ ومساعد طيار و 23 مدرباٍ وفنياٍ وملاحاٍ و4 آخرين وعموماٍ فإن هذه الحوادث التي يتسبب فيها وجود المعسكرات والعتاد الحربي في العاصمة وعموم محافظات البلاد والتي غالباٍ ما تسفر عن سقوط ضحايا كثر وتخلف أضراراٍ مادية فادحة تبقى كما يؤكد المراقبون جرس إنذار دائم من أجل الوصول إلى قرار انتظره اليمنيون طويلاٍ بإخلاء المدن والأحياء السكنية من المعسكرات.. فهل يفعلها الرئيس قريباٍ¿..