غمدان اليوسفي
يقول رئيس الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح في محافظة عدن في اتصال مع قناة يمن شباب في تعليق على مايحدث في عدن: «صمدنا في وجه علي عبدالله صالح وسنصمد في وجه هذه القوى الظلامية»..
برأيي هذا هو المنطق الذي كان يتحدث به علي عبدالله صالح فأسقطه.
استعراض القوة في وطن مهدد بالتشظي هو مايهددنا الآن.. عدن لاتحتمل التحشيد وقد خاطب عدد من الشباب قادة التجمع اليمني للإصلاح وتواصلوا بهم هاتفيا إن إقامة مهرجان في عدن يمكن أن يفجر الوضع وللأسف فوجئ عدد من الشباب بمنطق قادة في الإصلاح بأنه مامن أحد يقدر على منعهم من الاحتفال.
كلامي هذا لايعني أن الحراك وجناحه المتطرف الذي يقوده البيض على حق فليس من حق أحد أن يتحدث عن صك ملكية للجنوب سواء قادة الحراك أو قادة الشمال لكن طالما والجميع يعرف أن الصراع بين ساحتي الحراكيين والإصلاح في عدن تسبب في إزهاق أرواح خلال العامين الماضيين فما بالك اليوم أثناء حفل استفزازي تم التحشيد له إعلاميا كغزوة على عدن.
الجناح المتطرف في الحراك يبحث في الأساس عن ذريعة ومن الخطأ أن أمنحه هذه الذريعة فكيف بي وأنا أعرف أنه يبحث عن خطأ أقع فيه.
وكما يقول المنطق الديني الذي يفترض أن يتحلى به قادة الإصلاح «درء المفاسد أولى من جلب المصالح» كان الأجدى أن يتحلى هؤلاء بشيء من العقل وترك الأمور تمضي ليصل الجميع إلى مؤتمر الحوار الوطني أما منطق استعراض العضلات فلم يعد نافعا اليوم مع عدن بعد أن صار في عدن ألف حراك وألف منتفع من الحراك وألف انتهازي لمنطق الحراك.
لا أحد ينكر قوة الإصلاح ولا أحد يحتاج لأن يستعرض الإصلاح عضلاته أمامه لذلك كنا بحاجة لأن يقف الإصلاح مع منطق رد المظالم بدلا من رد الصاع صاعين.
على الأقل كان على منظمي الفعالية التساؤل ما الجدوى من الحفل وماهي خسائره وأبعاده السياسية والأمنية والاجتماعية وظهور فتاتين على قناة الجزيرة تقولان إنهما مع الوحدة لايعني أنه تم تثبيت الوحدة.
العناصر التي تهوى العنف في الحراك أيضا جعلت كل شيء في الشمال عدوا لها حتى أصبح من الصعب على أي صحفي الاقتراب من ساحتهم فقط بحجة أن الله سبحانه وتعالى جعل ولادته في قرية من قرى محافظة تعز أو حجة وهذا منطق لا أخلاقي ولا إنساني ولا يحترم حق الإنسان حتى في الصراع.
إحراق محلات مواطني الشمال عمل لايقوم به جنوبي سوي ولا يرتكبه سوى شخص يريد أن يفجر الموقف دمويا وليس انفصاليا لأن آلاف المحلات لجنوبيين توجد في كل محافظات الشمال والفارق واضح في التعامل.
إحراق مقرات حزب الإصلاح عمل إجرامي لأنه سيمنح متطرفي الإصلاح ذريعة ارتكاب أعمال بشعة حماية لوجودهم كجنوبيين أولا وليس كإصلاح في الأساس ونحن نعلم أن جناح حضرموت مثلا متطرف للجنوب أكثر من باعوم ويمكن لأي شخص مراجعة الخطاب السياسي لرئيس فرع الإصلاح في حضرموت محسن باصرة.
إذن نحن بحاجة لأن يتحلى قادة الإصلاح بالشجاعة ويمتصوا غضب المتطرفين هناك وأن يتركوا الدولة تقوم بدورها وأن يدعوا الأمور تمضي بهدوء نحو مؤتمر الحوار بعيدا عن التحشيد فلم نعد في لحظات فبراير 2011 كما أن الانتخابات تبقى لها عام كامل..