دعوني أذكر نفسي وإياكم بشيء أعلى وأجل وأسمى من خلافاتنا الحزبية والطائفية والمناطقية والعرقية ووو… إلخ والذي بدأنا للأسف الشديد ننساه أو نتناساه وهو أغلى شيء ولا شك أن حْبه من الأمور الفطرية التي جبل الإنسان عليها .. كيف لا وقد نشأنا على أرضه وشبينا على ثراه وترعرعنا بين جنباته.. كما أنه ليس غريباٍ أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق له عندما يغادره إلى مكان آخر.. فما ذلك إلا دليل على قوة الارتباط وصدق الانتماء لهذا الوطن الحبيب .
وصدق الشاعر حين قال :
بلاد الفناها على غير عادة
وقد يؤلف الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذب الارض التي لا هوى بها
ولا ماؤها عذب ولكنها وطن
وقال آخر:
سيظل ذكرك في فمي
ووصيتي في كل جيل
حب الوطن ليس ادعاء
حب الوطن عمل ثقيل
وطننا الحبيب الآن يئن من وطأة الجروح التي حلت به من كل الاتجاهات ولعل الجميع يعرفها لذلك لابد لنا من أن نشد بعضنا بعضا ويؤازر بعضنا بعضا من أجل المحافظة عليه فوطننا الحبيب يمر في أخطر المراحل التي تستوجب منا الوقوف معه ونحافظ عليه مالم ستكون النتيجة وخيمة والمتضرر في الأول والأخير هو نحن من يقطنون هذا الوطن الغالي على قلوبنا جميعا ..
لا شيء أغلى من الوطن تشعر فيه بأنك الأمير.. فالوطن ليس مجرد قطعة أرض فحسب أو رمال وجبال واشجار.. هو عندنا ذلك الإحساس بالأمان المتجذر في أعماق النفس .
الكلام كثير عن حب الوطن وشرف الانتماء إليه والمحافظة عليه لكن ما نشاهده اليوم في كل وسائل الإعلام في شتى نواحيها أنها تناست شيئاٍ اسمه الوطن واصبحت تتجه نحو الأحزاب والطوائف والمناطقية وغيرها من المسميات التي ما أنزل الله بها من سلطان والتي من شأنها أن تجزئ وتقسم الوطن لا أقل ولا أكثر.. لذا يجب أن نؤصل حب الوطن باعتباره أغلى وأجل وأسمى من كل شيء في حياتنا ولنختلف في آرائنا ولكن لا تختلف قلوبنا خاصة في ما يتعلق بمصلحة الوطن فهو فوق كل الاعتبارات والانتماءات الضيقة..
قحطان التويتي