ربما يكون موقع «ويكيبيديا» واحدا من أكثر المواقع انتشارا على الإنترنت لكنه أشبه بعالم إنسانيات غير محترف بوجه ما. وتقدم لنا قائمة جديدة توضح 10 كلمات حظيت بأكبر نسبة بحث بلغات مختلفة على «ويكيبيديا» صورة مثيرة للاهتمام بالأشياء التي جذبت مستخدمي الإنترنت حول العالم خلال العام الحالي. نشر مهندس البرمجيات السويدي يوهان غونارسون هذه البيانات. وفي الوقت الذي تشتمل فيه هذه البيانات على عينات عشوائية قليلة تقدم لنا لمحة رائعة عن الأخبار التي حظيت بالاهتمام في دول مختلفة.
تمحورت نتائج البحث في الولايات المتحدة حول الثقافة الاستهلاكية حيث حظيت كلمات «فيس بوك» ومسلسل «ذا أفينجيرز» (المنتقمون) ورواية «فيفتي شيدز أوف غراي» (50 ظلا لغراي) والفريق البريطاني الغنائي «وان دايريكشن» بأكبر نسبة بحث. وظهرت تلك الكلمات أيضا على عدة قوائم أخرى. كذلك ظهرت كلمة «فيس بوك» على قائمة «ويكيبيديا» الإسبانية لكنها تضمنت أيضا كلمات مثل «ثقافة المايا» ربما بفضل هيمنة المتحدرين من المايا على مجال الأخبار حتى ديسمبر (كانون الأول). وظهرت تلك المحادثة أيضا في فرنسا التي كانت عبارة «توقعات ديسمبر (كانون الأول) 2012» واحدة من أكثر 10 كلمات بحثا وكذلك نهاية العالم من أكثر المواضيع بحثا.
ولجأت عدة أمم إلى «ويكيبيديا» لمعرفة المزيد من المعلومات عن قياداتها حيث تصدر اسم كل من رئيسة كوريا الجنوبية المنتخبة بارك جيون هاي ومحمد مرسي وفرانسوا هولاند قوائم البحث في بلادهم. وأوضحت قائمة اليونان المصاعب الاقتصادية التي تمر بها البلاد حيث تصدرت كلمات مثل «أوروبا» وحزب اليمين المتطرف «الفجر الذهبي» القائمة.
وازدادت شعبية حزب «الفجر الذهبي» وبرنامجه المناهض للمهاجرين خلال العام الحالي في ظل استمرار معاناة اليونان من ارتفاع معدل البطالة وإجراءات التقشف الصارمة. ربما ما يكشف الهوس بالألعاب الرياضية على المستوى المحلي ظهور «بطولة الأمم الأوروبية» على قائمة كل من هولندا وألمانيا في حين غابت «دورة الألعاب الأولمبية». وأصبحت مواقع الإنترنت على تنوعها من المفردات البحثية الشائعة. وتصدر محرك البحث الصيني «بايدو» قائمة الصين في حين احتل موقعا التواصل الاجتماعي «أودنوكلاسنيكي» و«فكونتاكتي» مكانة بارزة في روسيا.
ويبدو أن الإقامة في مجتمع مسلم لا تشجع المستخدمين سوى على البحث عن الأشياء المحرمة حيث تصدرت كلمات «الجنس» و«ختان الإناث» و«المثلية الجنسية» قائمة العشرة في إيران. وبطبيعة الحال لا يمكن أن تكتمل قائمة على الإنترنت من دون كلمة «إباحية» وربما يكون هذا سبب تصدر صفحة المقطع المصور الإباحي لإحدى الممثلات قائمة البحث في اليابان. وكذلك تصدرت كلمة «إباحية» مركزا متقدما في روسيا.
من الملاحظ في كل القوائم أن عدد المطلعين على صفحات موقع «ويكيبيديا» بلغات غير الإنجليزية أقل من المطلعين على الصفحات المكتوبة باللغة الإنجليزية فعلى سبيل المثال لم يتجاوز عدد زائري بعض الصفحات الأكثر انتشارا المكتوبة باللغة العربية بضع مئات الآلاف لذا حجم العينة منخفض بالنسبة لصفحات «ويكيبيديا» الأصغر إضافة إلى ذلك تحجب الكثير من الدول مقالات أساسية على «ويكيبيديا» مثل تلك التي تتحدث عن السياسيين أو الأحداث التاريخية الحساسة حتى لا يتعامل معها المستخدمون كمصدر للمعلومات الخاصة بالأمور السياسية المهمة. مع ذلك في ظل غياب موسوعة عالمية مجانية حقا تعد موسوعة «ويكيبيديا» أقرب طريق للوصول إلى م ثل هذه القوائم .