عامان مرا بالتمام والكمال على ثورة الشباب السلمية حيث عقدت الآمال وعلقت الطموحات والتطلعات عليها في اجتثاث واستئصال تلك السياسات والتوجهات التي عصفت بالبلاد في مختلف المراحل والعقود الماضية.. أملا منها في غدُ أكثر اشراقاٍ وتطوراٍ وتقدماٍ.. بيد أن تلك السياسات والتوجهات بدت أكثر صلابة ورسوخاٍ في تحريك دفة البلاد.. حتى مع تغير الرسوم والأشخاص.. كما أن الارادات للأسف هي هي.. وإن اختلفت الأساليب والتكتيكات التي غلب عليها «جوع سلطة فاحش» أجهض كثيراٍ من تلك التطلعات والأهداف النبيلة التي سعت قوافل الشباب إلى تحقيقها سلماٍ ودماٍ.. وأضحت العملية الانتقالية يكتنفها الكثير من الغموض..
في ظل السياسات الرمادية التواقة إلى السلطة عبر اساليب الإقصاء والتهميش والإلغاء وخلق فوضى الاعتصامات والمظاهرات التي عادة ما يقودها طرف بعينه حتى أننا لم نعد ننظر أو نتعمد عدم النظر إلى ما يحدث اليوم في مصر وتونس من فوضى عارمة وصلت حد الاحتراب الأهلي وكل ذلك بسبب «جوع السلطة» والنزوع مرة أخرى نحو ثقافة الاستبداد والسلطة المستبدة.. فيا ترى ماذا تبقى من ثورة الشباب وجرحاهم اليوم يفترشون رصيف الحكومة التي لولاهم لما تولت أمرنا وأمرهم.. لذا هل من إعادة تقييم موضوعي وصادق لهذين العامين ومراجعة كل السياسات الهوجاء التي افشلت البلاد وعصفت بمقدراتها أم أن جوع السلطة واغتنام الفرص.. سيظلان هما الشغل الشاغل للمتكالبين على السلطة حلفاء الأمس- أعداء اليوم..
سمير الفقيه