نور باعباد
تتسع المسافة الزمنية بين الـ21 من فبراير اليوم الحاسم, العام الماضي2012 حتى يومنا هذا فقد اشرأبت الأعناق في ذلك اليوم وخرج الناس عن بكرة أبيهم وطنية وتوحد بل أن لسان حالهم من هذا التصويت يقول لأطراف العملية السياسية كفى فالشعب قادر على الخروج بحل سلمي فعلي وعقلاني انه الإرادة الجماعية ونتاج تراص أصواتهم وإعطاء الفرصة للمبادرة الخليجية كآلية وساطة أقرتها العملية السياسية اليمنية لنقل سلس للسلطة وكل عاقل وغيور للخروج باليمن وحقن دماء أبنائه الثائرين من اجل التغيير والعدل سبيلا نحو التنمية .
هاهو عامنا الحالي يدلف بثقل بابه لكثافة الأحداث والمتغيرات المتحققة عبر الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وأهم ما تم – إعادة التنظيم وهيكلة القوات المسلحة واللجنة العسكرية وترتيب أوضاع المدنيين والعسكريين ولجنة التواصل وتشكيل اللجان المنصوص عليها وفق التسلسل الزمني للمبادرة – وقد اضطلعت رئاسة الجمهورية بدور فاعل وكذلك كان دور المبعوث الدولي للأمم المتحدة البارز .
كان غصة في حلق الوطن ما شهدناه من اغتيالات لا تتسق والإسلام سواء بحق مسلم أو غير مسلم فالنفس حرم الله قتلها ولكن ما جرى لا يصدق ولعل من يقوم بذلك سيصحو ضميره ويدرك انه لم يفهم مقاصد الإسلام ولربما سيبرر سلوكه بأنه مغرر به وأي تغرير!! في قتل الآمنين وأصحاب الكفاءة والتاريخ الوطني عسكريين ومدنيين ولعله تطرف ونتاج التربية الدينية المبتسرة للنصوص القرآنية بمعزل عن الزمان والمكان والأسباب داميا للقلوب بالاستخدام القاسي للشباب وقودا لأحلام جماعات متطرفة .
وليكف أولئك عن الضخ والترصد وأن تحل شجاعة أدبية دينية على الساحة العامة وخاصة الشارع بمعناه الملموس شعارات براقة كتب وكتيبات ومحاضرات وحالة من صكوك الغفران ومفاتيح الجنة التي لا ينالها إلا من عمل صالحا ما خلق دهشة سياسية وأخلاقية ومسائلة لأطرافها !! أليس للكعبة رب يحميها وأينكم من تلك النصوص التي تحفظونها أكثر منا عن تحريم فترة الاختصام إسلاميا وإن هناك غضبا إلهيا وإذا كان طرفا العملية هذه يتهمون النظام السابق فأينهم من التصالح والتسامح لمِ لا يمارسون خلقا محمديا حين قال (ص) لمحاصريه : «اذهبوا فأنتم الطلقاء».
أتمنى على أطراف العملية السياسية النظر لحجم ما أنجزه فخامة الاخ رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي وليقارنوا بما حققته أحزابهم هل غدوها تسامحا بمبادرة صغيرة في تحسين عملهم الحزبي الداخلي ¿هل مارسوا حوارا داخليا او مع أطراف مقابلة لهم للتسامح للتهيؤ للحوار الوطني ما حجم مساهمتهم ما بعد الانتخابات في المبادرة .
لربما قطفنا ثمار ربيعنا بالمبادرة ولابد من بدر من هذه الثمار حتى لا تجف منابع العملية السياسية وحتى تنبث طلائع جديدة ولا تشيخ القيادات وتهرم بل تداول الراية سلميا حتى وهي في المعارضة.
الشكر الله سبحانه وتعالى على لطفه بنا والشكر لإخوتنا الخليجيين لاستشعارهم المسؤولية وإخوتنا العرب ولإخوتنا في الإنسانية على تواصلهم.
كيمنية جنوبية فاضت دموع عيني وأنا أرى تلك الحشود لإخوتنا الشماليين في المراكز الانتخابية وهم مصطفون للتصويت للمرشح الجنوبي عبدربه وهم يصوتون له مفعمين وكم تألمت لحالات الرفض في الجنوب موطن الرئيس ولكن لا بأس فنحن على موعد يماني .
ينبغي ألا ننتظر لما يفيض به إناء المبادرة – الحوار – بل لابد من دور فردي وجماعي لأطراف المبادرة وكل مؤيديها ترسيخا للديمقراطية والعدل والتنمية وما الحوار إلا محطة لحادُ يقود القافلة..