حسين البكري
الاهداء إلى صديقي الأستاذ الكبير ياسين المسعودي
قبل سنوات قليلة وفي معبر رفح الفلسطيني قام الضابط الاسرائيلي المتعجرف بتفتيش حقيبتي وكم استغربت حين فتح الكيس الذي وضعت فيه «بناٍ يمنياٍ طازجاٍ بقشره» نظر الضابط إلى وجهي ثم قلب البن.
وسألني بعصبية ما هذا¿
– هذا بن احضرته هدية إلى الأهل
– هدية – نعم هدية أول مرة أرى مثله وما أدراني ربما يكون مواد متفجرة أو.. من أين احضرته¿¿
– احضرته معي من اليمن
– احضرته من اليمن أذن احضروا لي اسحاق اليمني حالاٍ وبعد لحظات حضر العسكري الغلبان اسحاق اليمني ثم وقف بيني وبين الضابط الذي سأله:
– أنت جئت من اليمن أنت يمني.
– نعم أنا يمني وعربي الأصل لكن لماذا هذا السؤال¿
– انظر يا اسحاق إلى هذه الحبوب
– هذا بن أخضر.. ثم حدق في وجهي وسألني من أين جئت به ¿ – من اليمن..
قال للضابط هذا هو بن اليمن هيه كم أنا مشتاق إليه
– أنت يا اسحاق مشتاق إلى بن اليمن – نعم إن مذاقه يسكن عروقي..
وقبل أن أغادر من بوابة المعبر رأيت العسكري اسحاق اليمني يقترب مني هامساٍ ضع بعض البن تحت المقعد أنا وأسرتي سنحتفل بوجوده عندنا واخرج من جيبه ليعطيني: لا هذه هدية بشرط أن تكون طيباٍ مع أهل غزة.
– اطمئن أنا يمني عربي..