التسوية ومخاوف الوضع الإنساني
عادل خاتم
> أحداث متداخلة ومتشابكة على الأرض تجعل المرء يصاب بالحيرة حول سير العملية السياسية في اليمن التي تنتصب أمامها الكثير من العقبات المفتعلة والاحداثيات الموجهة من الداخل والمسنودة «دعماٍ» من الخارج.. هدفها في الأخير إفشال سير التسوية السياسية وإجهاض المبادرة الخليجية وتسجيل نقطة تعثر جديدة تجاه انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل بيد أن المهم خلال اللحظة هو استمرار المضي قدماٍ في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفقاٍ للجدول الزمني المحدد وهذا هو جوهر التحدي في ظل الوضع المعقد الحالي..
أن ما يجب أن تستسيغه جميع الأطراف السياسية في اليمن هو أهمية اغتنام الفرصة التاريخية المتمثلة في كسب الدعم والتعاطف الدولي غير المسبوق مع اليمن وتوجيهه في الاتجاه الذي يعزز المضي في الطريق الصحيح الذي من شأنه سحب البساط من تحت أولئك الذين لا يريدون لهذا البلد التعافي والخروج من الأزمة بسلام كون المؤشرات والتقارير الدولية والمحلية تصب في خانة التحذير من القادم وما لم تحصده آلة الحرب والصراع سوف تفترسه حالة الفقر والجوع وكلاهما مْر ويحققان ذات النتيجة المؤلمة التي صرنا نتجرع مرارتها يوماٍ بعد آخر والقادم أشنع.
الأسبوع المقبل يحضر رئيس مجلس الأمن وأعضاء المجلس إلى العاصمة صنعاء لعقد جلسة استثنائية في تعبير أدق لاعطاء رسالة واضحة لمن يحاولون خلط الأوراق والتحايل على القرارات السابقة التي اتخذها المجلس بشأن حلحلة العملية السياسية في اليمن والمضي في تنفيذ المبادرة الخليجية وهذا هو دافع معنوي يترجم مصداقية الموقف الدولي والدول الراعية لتنفيذ المبادرة في الحرص على مصلحة اليمن لكن هذا الدافع يبقى مجرد آمال ما لم يلق التفاعل المطلوب من الداخل المؤكد للرغبة في تجاوز التحديات والعراقيل التي تقف في طريق الخروج من الأزمة وطي الملفات التي قد تدفع بأعضاء مجلس الأمن إلى الاضطرار إلى اتخاذ قرارات حاسمة وتدخل جراحي عاجل لإزالة الوباء العالق بالمناخ السياسي ما لم تستجب الأحزاب السياسية للإجراءات الوقائية المطلوبة منها في هذا السياق وعلى رأسها المشاركة في الحوار الوطني.
وبين موقف مجلس الأمن الدولي وتعهدات الدول بدعم اليمن وما يجري من نشاطات حكومية وسياسية مرتبطة بتنفيذ المبادرة الخليجية يظل الوضع الإنساني في اليمن هو الشبح الأكثر تهديدا بتفاقم حالة الاضطراب السياسي والوضع بشكل عام ويحتاج إلى تنفيذ استراتيجية طارئة تستجيب لوقف مخاوف الوضع الإنساني الذي قد يستجيب في حالة عدم الالتفات نحوه لأي أنشطة خارجية مشبوهة قد تطيح بمجمل الجهود وتقلب الوضع في اليمن رأسا على عقب حسب المؤشرات والمعطيات المقلقة على الواقع..<
التسوية ومخاوف الوضع الإنساني
التصنيفات: منوعــات