دعا فيه إلى إعادة النظر في تفسير القرآن الكريم:
«اللغة اليمنية في القرآن الكريم» جديد الباحث السامعي
< صدر هذا الأسبوع كتاب «اللغة اليمنية في القرآن الكريم» للزميل الصحفي توفيق محمد السامعي التيمي عن الهيئة العامة للكتاب.. قدم له الأديب والمؤرخ وعالم اللغات السامية مطهر الإرياني وأشاد به الأستاذ الدكتور إبراهيم الصلويº أستاذ اللغات السامية القديمة في جامعة صنعاء و يأتي في 240 صفحة من القطع المتوسط يحمل بين دفتيه خمسة مباحث هامة عن اللغة اليمنية القديمة التي تسمى باللغة الساميةº وهي ضمن سبع لغات سامية عالمية قديمة هي: اليمنية (السبئية المعينية القتبانية الأوسانية الحميرية) والكنعانية والأكادية والآرامية والفينيقية والسامرية والعربية (السامية الأم).
ذكر فيها الباحث الموطن الأول للساميين وجدلية اللغويين في اللغة اليمنية وكذلك جدلية المفسرين للقرآن الكريم في ضوء اللغة اليمنية ومقارنة اللغة اليمنية بأخواتها الساميات ومعنى السبعة الأحرف في القرآن وعلاقة اللغة اليمنية بلغة القرآن الكريم وتلك الأحرف السبعة موضحاٍ أن اللغة اليمنية ستحل كثيراٍ من مشكلات اللغة العربية.
وبين الباحث في الكتاب دور اللغة والحضارة اليمنيتين في التأثير على الشعوب المجاورة في آسيا وأفريقيا وأنها كونت المصدر الأساس للعربية الحديثة (الفصحى) التي تنكر لها علماء اللغة القدامى والمحدثون أمثال أبي عمرو بن العلاء (إمام اللغة) والفراهيدي وطه حسين ومن حذا حذوهم من المستشرقين ومن جاء بعدهم وقالوا إن اللغة اليمنية ليست من العربية.
وبين الباحث ذلك بالقول في مقدمة الكتاب: «لقد جاء هذا الكتاب – في حقيقة الأمر – رداٍ على القائلين بعدم عربية لغة أهل اليمن من أمثال أبي عمرو بن العلاء وطه حسين ومن حذا حذوهما في التنكر للحضارة اليمنية ولسانهم العربيº الذي يعد من أهم مصادر العربية وهضم الإنسان اليمني حقه في تطوير البشرية القديمة».
وعمل الباحث على استقصاء ألفاظ في القرآن الكريم ومقارنتها بألفاظ واردة في النقوش اليمنية المختلفة (سبئية معينية حميرية حضرمية قتبانية وأوسانية) ومقارنتها بألفاظ القرآن الكريم لفظاٍ ومعنى فوجدها متطابقة.
وعمد الباحث إلى تلك المقارنةº لأن القرآن الكريم المصدر اللغوي العربي الأول وإليه يرجع العلماء في الاستشهاد اللغوي للتدليل على آرائهم اللغوية. وكذلك تعتبر النقوش اليمنية (المسندية) المصدر الأول للتوثيق اللغوي اليمني ومن خلال المصدرين كانت الإجابة والنتيجة والرد على نظريات اللغويين في ذلك.
وذكر الباحث السامعي أن أهم مأخذُ على اللغويين القدامى هو قصر جمع مادتهم اللغوية على البادية والقبائل الشمالية ولم يتعدوها إلى المحيط الحضاري جنوباٍ أو شرقاٍ أو غرباٍ وشمالاٍ مما أوجد بوناٍ شاسعاٍ في فهم القرآن الكريم وكثرة الاختلافات في التفاسير وتخبطها.
كما أوضح أن تلك الانحيازات في المقاييس اللغوية لاقتصارها على البادية والقول أن المقصود بالسبعة الأحرف في القرآن هي لهجات القبائل السبع الكبرىº تميم وقيس وقريش وهذيل وطيء وكنانة ومضر هي انحيازات مناطقية قبلية سادت تجاذباتها في العصرين الأموي والعباسي وقزمت عالمية القرآن إلى سبع قبائل ثم تقزيم التقزيم إلى قبيلة واحدة هي قريش وقالوا «إن القرآن نزل بلغة قريش» وأوردوا لذلك أحاديث سموها نبوية لا يمكن أن تتفق لا عقلاٍ ولا نقلاٍ مع رسالة الرسول – صلى الله عليه وسلم – وعالمية دعوته وعالمية القرآن حتى وقعوا في فخ بعض الألفاظ الواردة في القرآن الكريم التي قالوا عنها أعجمية وأولوها بأنها عربت وصارت عربية منطوقة تبين بعضها أنها يمنية أيضاٍ.
وفي نهاية الكتاب دعا الباحث السامعي إلى إعادة النظر في التفسير اللفظي للقرآن الكريم على ضوء ما استجد من أبحاث في هذا الجانب.
يذكر أن الزميل توفيق السامعي التيمي صحفي في وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ورئيس قسم التدقيق اللغوي في صحيفة السياسيةº باحث في اللغات السامية اليمنية وفي التاريخ اليمني القديم وله العديد من الاكتشافات الأثرية والنقوش اليمنية القديمة والدراسات التاريخية المنشورة وغير المنشورة..>
دعا فيه إلى إعادة النظر في تفسير القرآن الكريم:
التصنيفات: نور على نور