حسين البكري
كثير من السياح العرب يقضون اجازاتهم في أوروبا داخل غرف أو صالات أو الشقق المفروشة ولا يخرجون منها إلا نادراٍ..
ذات صباح قابلته في حديقة سطح الفندق أي «الجاردن رووف» وسط روما وبعد أن ارتشفت قهوتي التركية السادة
– عن إذنك.. مضطر للمغادرة
– لسه بدري.. اجلس
– أنا اليوم سأقوم بزيارة مدينة «نابولي» وسأحاول التعرف على اسواقها وقراها وعلى احوال ناسها..
– ولمِ تتعب نفسك.. كل الأماكن هي ايطاليا
– إذن علي أن أزور كل الأماكن. وأنت ماهو برنامجك..
– اخرج زجاجة وشرب منها.. أنا كل سنة أجيء إلى هذا المكان لأشرب وارتاح.. ومستغرباٍ من كلامه: تأتي من بلدك لتجلس في هذا المكان وبس!! هنا الماء والمرتدلا والوجه الحسن.
– ولماذا لحم المرتدلا بالذات.. ألا تدري أن مصانع بولونيا الإيطالية تصنع المرتدلا من لحم الحمير!
قال غاضباٍ: هذه إهانة مباشرة لكرامتي فأنا لست كافراٍ حتى أكل لحم هذه «الازينو» وبالإيطالية يعني لحم «الحمار» إذا لم تصدقني أسأل وتأكد من غيري ثم سألته فأجاب: لا أنا يعجبني الجلوس في هذا المكان الجميل ولم اذهب إلى أي مكان آخر:
– باستطاعتك أن تذهب بعد قليل ستنضم إلي صديقتي الايطالية لنشرد ونأكل ونرتاح معاٍ أنا أحبها
– تحبها وهل هي تحبك¿
– أنا لا اهتم بالحب والمهم هو راحة نفسي وبدني
وأنت ماذا تستفيد من زيارة المدن والمعارض والشواطئ
– أنا استفيد المعرفة والثقافة والاستمتاع بمشاهدة كل مكان جديد جميل.. أعانك الله على حالك..
قال: الحمد لله أنا مواطن غني من بلد بترولي ثري وأنت.. من أين أنت¿
– أنا من فلسطين أرض المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة وهي مهبط الأنبياء والرسل
– قال: جئت ايطاليا وتركت فلسطين لمن¿ قلت له يا أبو جهل أنا لم اتركها إنما جئت لاستفيد ولأزداد ثقافة واسعة.. ثم ألا يوجد فرق بيني وبينك¿..
