في ظل الطفرة الكبيرة التي شهدها ويشهدها العالم اليوم في مجال الاتصالات والمعلوماتفي الاستطلاع التالي يرى صحفيون في أداء كثير من هذه المواقع الإخبارية الجديدة عبئا على واقع الصحافة المحلية لافتقارها لأخلاقيات المهنة وخصائص الصحافة الإلكترونية ومراوحتها بين الاحتراف والهواية.
برزت في السنوات الاخيرة مواقع اخبارية الكترونية تسنى لها المضي قدماٍ في عالم الصحافة الالكترونية تتميز في تقديم خدمتها ومواكبتها للتطورات والمستجدات اولاٍ بأول نتيجة امتلاكها لشبكة واسعة من المراسلين في مختلف المحافظات إلى جانب مصادرها الخارجية مما يمكنها من اجراء تغطيات اخبارية متواصلة كما تسنى لبعض المواقع تخصيص بعض الصفحات للخدمة الاخبارية باللغة الانجليزية
وتتوزع المواقع الصحفية الالكترونية اليمنية المتواجدة عبر شبكة الانترنت من حيث تصنيفها إلى: مواقع اخبارية يومية متجددة -تم الاشارة اليها- مواقع صحف رسمية حكومية يومية واسبوعية مواقع صحف حزبية اسبوعية مواقع صحف اهلية يومية واسبوعية.
غير أن ما يجب الاشارة اليه هنا هو ان بعض الصحف والمواقع الاخبارية بادرت بحجز مواقعها لدى احد مزودي خدمة الانترنت باليمن مثل تيليمن التي بدأت بتزويد الخدمة عام 1996م بيمن نت 2002م داي نت… اما البعض الآخر منها فقد بادرت إلى حجز مواقعها لدى شركات عالمية خارج اليمن مختصة بتزويد هذه الخدمة.
واياٍ كان المزود يبقى قراء هذا النوع من الصحافة هم كل الناس على بساط المعمورة اذ تشير الاحصاءات إلى أن عدد مستخدمي الشبكة عام 2002م بلغ 605.6 مليون ليتجاوز العدد حسب التوقعات البليون مستخدم هذا العام 2005م.
افتقارها للمصداقية
الزميل عرفات مكي صحفي.. يرى بان الصحافة الالكترونية تغلبت على الصحافة التقليدية بشيء واحد وهو سرعة نشرها للخبر وهذا ما جعل للصحافة الالكترونية جمهورا كبيرا واصبح الجميع يلجآ إلى المواقع الاخباريه لمعرفة كل حدث جديد بدلاٍ من الصحافة الورقية ..وفي ما يخص الصعوبات التي تواجهها هذه الصحافة يقول عرفات «لاشك ان المواقع الصحافية المتخصصة لابد ان تكون متجددة بشكل مستمر ومتواصل وبالتالي فإن تجدد المعلومة والبحث عنها يعد الهم الاول إلى جانب العديد من الهموم الأخرى منها عدم استجابة الجهات بسرعة مع الصحافة الالكترونية هذا إلى جانب بعض الصعوبات الفنية التي قد تعترض سير العمل اليومي في المواقع الصحافية الالكترونية.
ويوافقه الرأي الزميل محمد الداهية صحفي بقوله « لا توجد صعوبات تواجه الصحافة الالكتروزنية فسقف حريتها مفتوح بلا حدود واعتقد أن التقليدية او الورقية ارقى بكثير من الالكترونية من خلال توخي المصداقية بالطبع نستفيد من الالكترونية سرعة الحصول على الخبر بعيداٍ عن المصداقية التي اعتبرها موجودة ولكن بنسبة لا تتجاوز 25% في الصحافة الالكترونية. وارى في ما تنشره اجندات وتوجهات سياسية وحزبية بحتة.
سوق نخاسة»
أما الزميل سياف الغرباني فابتدأ حديثه قائلا»استنادا إلى تقارير صدرت أخيرا فإن اليمن تصنف عربيا ضمن أكثر الدول احتضانا للصحافة الالكترونية اذ تجاوز عدد المواقع الاخبارية الـ»500» موقع اخباري..لكن من غير المنطقي ولا المعقول أن نبني على هذه النسبة قناعات شخصية أو جماعية تقودنا إلى الجزم بوجود صحافة الكترونية يمنية تحترم نفسها أولا والقارئ الباحث عن المعلومة البكر وغير المفبركة ثانيا..
ويرى الغرباني واقعا لصحافة الالكتروني بقوله» الصحافة الاكترونية اليمنية سوق نخاسة غير مسبوقة والفترة الماضية كانت كافية لنعي المهنية الصحافيةو لتبين أن تعامل عمال بعض الماكينات الإعلامية الالكترونية وغيرها قد اصاب كافة القيم الصحافية المتعارف عليها عالميا بمقتل.
ويتابع الغرباني «من وجهة نظر شخصيةعلى الأقل فإن أغلب المواقع الاخبارية المحلية لا تحمل مشروعا إعلاميا ينقل الواقع كما هو ومن غير تصرف كما هي مسؤولية الإعلام الملتزم.. الذي يتمسك بالدقة في نقل المعلومة والمسؤولية في مخاطبة الرأي العام ويلتزم التوازن بين الآراء المختلفة والمواقف المتباينة..
والخلاصة أن القائمين على الصحافة اليمنية في أمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى لإعادة النظر في أدائهم المهني وضبط الإيقاع بما يضمن نقلا موضوعيا للأحداث في سوق إعلامي تهيمن عليه الإثارة والتشويه.هذا إن كان كسب احترام القارئ يعني شيئا في قائمة أولوياتهم المهنية.
غثاء كغثاء السيل
الزميل حاتم الصالحي ماجستير إعلام القاهرة يرى أن «الصحافة الإلكترونية في بلادنا غثاء كغثاء السيل حيث نجد كثرة المواقع الإخبارية ولكن إذا نظرنا لمضمونها سنجد أن كل موقع ينقل نفس المضامين والأخبار من المواقع الأخرى دون أن يكلف القائمون على تلك المواقع أنفسهم ولو إعادة صياغة الخبر أو المادة الصحفية والإضافة عليها .
ويتابع الصالحي حديثه»وإذا ما قارنا الصحافة الإلكترونية بالورقية سنجد أن الصحافة الورقية بطيئة بالتغطية نظرا لطبيعة دوريتها يومية أو أسبوعية وحاجتها لعملية الطباعة الذي بحد ذاته يعد قيدا في سرعة نقل الأخبار والعكس بالنسبة للصحافة الإلكترونية التي تكاد تنافس القنوات الفضائية في سرعة نشر الأخبار والتقارير وتغطية الأحداث أولا بأول
لكن المشكلة التي لايمكن تجاهلها بالنسبة للصحافة الإلكترونية هي ضعف مصداقيتها وذلك يرجع لعوامل عديدة منها : عدم التزامها بالقوانين المنظمة للصحافة وخروجها في معظم تناولاتها عن أخلاقيات المهنة نظر لغياب الرقابة عليها نظرا لطبيعة المواقع الإلكترونية حيث يصعب إدانة وملاحقة كتابها على مايبدر منهم من إساءات للآخرين ..